رسائل الغفران

إن كنت ظلمت من تحب، فلا عليك، سيأتي من يظلمك، فغالباً ما يكون الجزاء من جنس العمل، ففي الكون وفي كونك خاصة فتحاتٌ لا تُغلق إلا بجنسها، وثغراتٌ لا تُختم إلا بنيتك، ولكن كيف يكون الغفران؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/14 الساعة 02:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/14 الساعة 02:10 بتوقيت غرينتش

لا شك أن الرسائل الشفهية تصل مسرعةً نحو قارئها دون بواب، لو أني اخترت تسع رسائل أريد لها أن تقع في قلب القارئ، لاخترت أن تلامس روحه وحياته لتغفر كل من أراد أن يغفر له في الأرض قبل السماء.

هل تعلم لماذا كُتبَتْ رسائل الغفران؟ حتى تقرأها بين يدي الإله.

الرسالة الأولى: إن كنت ظلمت من تحب، فلا عليك، سيأتي من يظلمك، فغالباً ما يكون الجزاء من جنس العمل، ففي الكون وفي كونك خاصة فتحاتٌ لا تُغلق إلا بجنسها، وثغراتٌ لا تُختم إلا بنيتك، ولكن كيف يكون الغفران؟
لا غفران في الحب، ثق بي، لا غفران في الحب.

الرسالة الثانية: رسالة الثقة، التي فقدت فليس بين البشر أي مفهوم للثقة، وكأن كلمة الثقة ذُبحت على عرش الإنسانية، ومنها نبعت بقية الرسائل، وتزعزعت عروشها، فأحيطت بالذات البشرية قوانين أخذتها نحو مفاهيم ناقصة، فهل من غفران ونحن أصلاً لا نثق بمن حولنا، يتخطى الغفران حدود هذه المرحلة، فلا غفران دون ثقة، وهي مفقودة أصلاً.

الرسالة الثالثة: رسالة الموت، عندما يموت الدفء في جنباتنا وعواطفنا نتحول إلى آلهةٍ تمشي على الأرض بلا غفران، تحصد الأخضر واليابس كصورتها.

الرسالة الرابعة: منبع الحياة، تتأصل فينا روح الرب والحياة رغم الحقائق السابقة، فتتكرر أحجية الحياة لنصلح بعض ما أُتلف، ويبرق بريقٌ ذهبي في صميم روحنا بالحياة ومحبتها فنغفر لأنفسنا خطاياها، ونعيد تجديد الحياة.

الرسالة الخامسة: رسالة النور، في كل ظلامٍ وهفواتٍ نمشي بها، هناك خلف الأفق نبحث عنه واثقين أنه لم يبعنا للظلام، تلك الومضة النورانية تحملنا بعيداً بكل معطياتنا؛ لتضعنا في أرض النور، علّنا نبدأ من جديد، ونغفر لمن حولنا.

الرسالة السادسة: رسالة الفناء، يحصد الموتُ أجسادنا، ولكنه لا يحصد أرواحنا، وإنما يرسلها لبعدٍ آخر لنبحث عن حقيقة الحب والكراهية؛ لنجد أنها في جينات أرواحنا، فهل للأرواح جينات؟

الرسالة السابعة: رسالة التوالد، لا نبحث عن أطفالنا إلا حينما نفقد الرغبة في أنفسنا، فنعيد تكرار أنفسنا في أطفالنا بتقنيات حضارية وزمنية مختلفة، كأننا نجد فيهم ما لم نستطِع أن نقوم به نحن.

الرسالة الثامنة: رسالة المصير، من يتحكم فينا لا يأبه لمصائرنا، فأعدادنا كبيرة، وتوالدنا أكبر، فإن وصلنا إلى مقدرةٍ أن تكون عقولنا هي المتحكمة، فهذا تطور لا سابق له.

الرسالة التاسعة: رسالة الغفران، في أي مرحلةٍ يحق لنا أن نغفر أو لا نغفر؟!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد