كليمنجارو.. رحلة تسلقي إلى سقف إفريقيا

هنالك 7 مسارات رئيسية لتسلق جبل كيليمنجارو وصولاً إلى قمته؛ وهي: مارانجو، ومشامي، وليموشو، وشيرا، ورونجي، والمسار الشمالي وأمبوي. في هذه الرحلة، وبدعم من شركة هيواوي ليفانت، سلكنا طريق مشامي، الأكثر شهرة إلى قمة كيبو؛ لتوثيق التنوع البيئي والمناخي على الجبل والكتل الجليدية المشهورة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/12 الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/12 الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش

كيليمنجارو، من أعلى قمم العالم السبع، أعلى جبل قائم في العالم وأعلى قمة في إفريقيا. يقع جبل كيليمنجارو في تنزانيا ضمن محمية كيليمنجارو الطبيعية. 5895 متراً فوق سطح البحر هو علو قمة كيبو، ما يجعله مزاراً للمتسلقين الهواة والمحترفين، على حد سواء.

يشتهر جبل كيليمنجارو أيضاً بغطائه الجليدي، حيث يقدر الباحثون عمر هذا الغطاء بأكثر من 11000 سنة. ولكن للأسف وخلال القرن الماضي، خسر الجبل أكثر من 90% من كتلته الجليدية سواء لأسباب طبيعية، التغير المناخي أو الاحتباس الحراري. الكثير من العلماء يؤمنون بزوال هذا الغطاء كلياً بحلول عام 2030، وخسارة هذه الكتل تعني خسارة ما قيمته 11000 سنة من المعلومات المسجلة عن تاريخ كوكب الأرض.

هنالك 7 مسارات رئيسية لتسلق جبل كيليمنجارو وصولاً إلى قمته؛ وهي: مارانجو، ومشامي، وليموشو، وشيرا، ورونجي، والمسار الشمالي وأمبوي. في هذه الرحلة، وبدعم من شركة هيواوي ليفانت، سلكنا طريق مشامي، الأكثر شهرة إلى قمة كيبو؛ لتوثيق التنوع البيئي والمناخي على الجبل والكتل الجليدية المشهورة.

خلال رحلة التسلق البالغة 5 أيام إلى القمة، يمكن تمييز التنوع البيئي بسهولة عبر الارتفاعات المختلفة، حيث تبدأ بالغابات المطرية، مروراً بالسهول الخلابة، وانتهاء بالقمة البركانية الباردة: مناظر خلابة وصعوبات مختلفة. لا بد أيضاً من ذكر سماء الليل الملأى بالنجوم ومقاعد متقدمة لمراقبة الكون ومجرة درب التبانة.

الوصول إلى القمة:

في ظهر اليوم الخامس من الرحلة عبر طريق مشامي وهو الأكثر شهرة بين المتسلقين، تصل المجموعة إلى مخيم باروفو على ارتفاع 4640 متراً من سطح البحر وبعد قليل من الراحة في المخيم، تبدأ رحلة الصعود النهائية إلى القمة نحو منتصف الليل من اليوم نفسه، حيث تبلغ درجة الحرارة في المعدل (10 درجات تحت الصفر) عبر المنحدرات الصخرية، وتعد هذه المرحلة الأكثرة صعوبة والأكثر تحدياً؛ نظراً لانعدام الرؤية كلياً لما حولك والاعتماد على مصابيح الرأس بالكاد لرؤية ممر العبور.

في هذه المرحلة أيضاً، يبدأ تأثير نقص الأكسجين على أجساد المتسلقين ولا يمكن التنبؤ أبداً بمدى هذا التأثير، ويختلف بحسب طبيعة الأجساد. وتستمر الرحلة صعوداً حتى شروق الشمس، عندها يستحق المتسلقون كوباً دافئاً من الشاي يستلذون به في أثناء مشاهدة الشروق.

في العادة، يصل المتسلقون إلى طرف القمة المعروف بنقطة ستيلا نحو الساعة الثامنة صباحاً، ولكن الرحلة لم تنتهِ بعدُ؛ حيث تقع نقطة ستيلا على ارتفاع 5740 متراً فوق سطح البحر. أما أعلى نقطة وتعرف بنقطة أهورو (أو قمة أهورو)، فما زالت بعيدة مسافة 30-40 دقيقة من المشي، وفي هذه المسافة يمر المتسلقون بالكتل الجليدية العظيمة ويصل ارتفاع بعضها أكثر من 20 متراً، ويمكن رؤية أجزاء من هذه الكتل مكسوة باللون الأزرق.

أخيراً، عند الوصل إلى قمة أهورو وفي اللحظات الأولى، يلتقط المتسلقون أنفاسهم -بالكاد- من جمال المنظر، فهم يقفون على أعلى نقطة في قارة إفريقيا كلها ويتذوقون أخيراً حلاوة الانتصار بعد كل هذا العناء.

بعد ذلك، تبدأ رحلة النزول والعودة إلى مخيم باروفو، ومن ثم النزول إلى بوابة كيليمنجارو في اليوم الثاني.
في النهاية تذكروا: بولي بولي [مهلاً مهلاً في اللغة السواحلية]، السر لتسلق الجبل الذي يشاركه فقط الحمالون والمرشدون التنزانيون: الأبطال الحقيقيون لجبل كيليمنجارو، وجه تنزانيا المبتسم… بولي بولي، جمبو، هاكونا متاتا… مصطلحات نفهمها جميعاً على جبل كيليمنجارو.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد