كيف نستعيد الانبهار بالكون من حولنا؟

وبعد تحصيل كمٍّ من المعلومات واكتشاف مجموعة من الأشياء التي تجهلها، ستعرف أن هذا الذي تعلمته في البداية يعد قطرة في محيط واسع من العجائب. وبعد أن تكتشف أن كل الأشياء مترابطة فيما بينها، وأن هناك الكثير لم تكتشفه بعد ولم تره أو تسمع عنه من قبل، عندئذ لا نملك سوى الحيرة والدهشة والإعجاب. وكلما خطوت خطوة أخرى في طريق المعرف

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/10 الساعة 02:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/10 الساعة 02:22 بتوقيت غرينتش

فكِّر قليلاً فيما تفعله عندما تستيقظ من النوم صباح كل يوم، تفتح عينيك بعد نوم عميق لتكرر ما فعلته بالأمس واليوم الذي قبله و…! تحيي أسرتك كوالديك أو إخوانك أو فرداً من العائلة، تذهب للدراسة أو للعمل، أو ربما تظل في البيت فتفتح الباب أو تطل من النافذة إلى الخارج، وربما شاهدت زرقة السماء الرائعة، وقد ترى طائراً يغرد بصوت جميل أعذب الألحان، أو تذهب للحديقة لترى الأشجار والأزهار، وقد ترى الناس في الشوارع، كل يسير إلى شأنه. يوم عادي كباقي الأيام، لا يمكن أن تلفت كل هذه الأشياء انتباهك العميق؛ لكونها أحداث تتكرر يومياً دون أن يحدث تغيير فيها.

لنفترض العكس، ماذا لو كنت منذ ولادتك بين 4 جدران في غرفة دون نوافذ ودون أبواب، وفي يوم من الأيام استيقظت من نومك ووجدت الباب مفتوحاً أمامك، ماذا ستفعل؟ ستخرج بالتأكيد لتكتشف ما وراء هذا الشيء الغريب وغير المألوف بالنسبة لك. ولنفترض أنك خرجت من هذه الغرفة، وفجأة رأيت العالم الخارجي، عندئذ سيكون استقبالك لهذا العالم مختلفاً تماماً.

تلك الأشعة التي كانت تبدو لك كأنها عادية ستصبح وكأنها نور عظيم يغمر وجهك، وتشاهد الأشجار الباسقة والزهور الباهرة الألوان مثل الياسمين والبنفسج والأقحوان، وتشعر بالنشوة من رائحة الورود الزكية وتشعر عندها بالمذاق الطيب حين تناوُلك ثمار هذه الأشجار، وما إن ترَ طائراً أو الفراشات حتى تأسرك المناظر الأخّاذة، عندما ترى تناسق الألوان الرائع فيها. كل جديد تراه أو تتعلمه يزيد حدة الإثارة داخلك ويجعل الأسئلة تتراكم وتزدحم بعقلك وتتردد على لسانك كلمتا: لماذا؟ وكيف؟

وبعد تحصيل كمٍّ من المعلومات واكتشاف مجموعة من الأشياء التي تجهلها، ستعرف أن هذا الذي تعلمته في البداية يعد قطرة في محيط واسع من العجائب. وبعد أن تكتشف أن كل الأشياء مترابطة فيما بينها، وأن هناك الكثير لم تكتشفه بعد ولم تره أو تسمع عنه من قبل، عندئذ لا نملك سوى الحيرة والدهشة والإعجاب. وكلما خطوت خطوة أخرى في طريق المعرفة، تجد عقلك منشغلاً بهذه الأسئلة: كيف ظهرت كل هذه الأشياء؟ كيف ظهرتُ أنا إلى الوجود؟ ما دام لكل شيء سبب إذاً، فلماذا أنا موجود؟!

عندما تخرج من غرفتك التي مكثت فيها سنين طويلة ستصادفك الكائنات بكل أشكالها وأنواعها المختلفة؛ روعة في التصوير، إبداع خارق في تكوينها وصنعها. في هذه الأثناء، الأسئلة تدور في الذهن متعطشة إلى إيجاد الجواب عنها. في كل هذه الأحداث لا تكون الأيام متكررة، إنما نجد أن كل يوم يساعدنا على الاقتراب أكثر فأكثر من الله خالق الكون ومبدعه، ولا يسعنا إلا أن نقول: سبحان الله!

تُرى، لماذا لا نجعل من حياتنا بحثاً وتعطّشاً لمعرفة الكون والحياة وأسرار الوجود والموجودات؟ لماذا لا نجعل اليوم فرصة جديدة لنا لبدء حياة جديدة؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد