تفوُّق الغرب في الذكاء.. والإنسانية

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/01 الساعة 01:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/24 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش

مع انتشار العولمة واختصار المسافات، ازدادت التجارة والصناعة، ويتوقّع الخبراء حلولاً ثورة صناعية رابعة تستحوذ فيها الآلة على الكثير من وظائف البشر، وبذلك ستتحول مشكلة الندرة إلى الوفرة مع انخفاض التكاليف الناتجة عن ذلك، وهذا ما يشهد تبعاته الغرب الصناعي من ارتفاع في نسبة التلوّث، وانتشار الأمراض الناتجة عنه كالربو والسرطان.

وبدأ كل من الأفراد والحكومات في الغرب باستدراك خطورة تلك التبعات، وأبرزها الاحتباس الحراري الناتج من التلوّث، ففي مؤتمر باريس عام 2015 تعهدت الدول بتخفيض نسبة انبعاث غازات الكربون في كل منها، ولتحقيق ذلك بدأوا بتطوير التقنية للمساهمة في حل مشكلات التلوّث.
فنجد قيام الشركات العالمية بالاستثمار في الطاقة المستدامة لتنتج طاقتها الخاصة، مثل شركات جوجل وأبل والفيسبوك.

وفي إحدى تقنيات "إنترنت الأشياء"، تعمل الملابس التي يهملها صاحبها داخل دولابه، بالتواصل مع الجمعيات الخيرية لاستلامها، ولتحقيق ذلك تم تطوير لواصق خاصة بالألبسة لجعلها قادرة على (التكلم والنداء)، وأفاد صاحب الفكرة بأنه أراد باختراعه هذا الحدّ من جشع أصحاب معامل الألبسة وما ينتهجونه من أساليب مجحفة بحق العاملين فيها، ولحماية البيئة بإعادة استخدام تلك الملابس، ولزيادة وعي المرء بما يملكه للحدّ من قيامه بشراء المزيد منها.

كما بادرت الكثير من المحلات الأميركية برفض شراء الملابس الصناعية الرخيصة، وذلك لمنع التضخم ولحماية البيئة من توابع تصنيعها.

وساهم العلماء في الحدّ من التلوّث بتصنيع أغلفة عضوية صالحة للأكل، وذلك لحل مشكلة ارتفاع نسبة مخلّفات الورق والبلاستيك للوجبات السريعة ومن مختلف المطابخ والمطاعم، فيتمكّن الإنسان من تناول الوجبة مع غلافها، وعملوا على تطويرها من الكيسين، وهو بروتين موجود في الحليب مفيد للجسم وليس فقط صالحاً للأكل، كما سيعمل على زيادة جودة التخزين وبشكل سيتفوّق فيه على التغليف البلاستيكي بـ250 مرة.

وقام المهندسون ببناء ممرات للمشاة وللدراجات الهوائية وحتى الشوارع من خلايا شمسية لإنتاج طاقة الإنارة كما في باريس وهولندا، وبنى آخرون أشجاراً من ألواح شمسية لذات الهدف كما في "شجرة الطاقة" بالهند.

ولكن نجد في المقابل تسابق الدول العربية في إقامة مختلف المولات والمهرجانات التي فيها تستعر شهوة التسوق، فنشهد تضخماً في استهلاك الملابس، والأثاث وإكسسوارات المنازل والديكور وحتى أدوات المطبخ والبلاستيك وألعاب الأطفال، إضافة إلى انحدار في التوعية والتربية البيئية في المساجد ومختلف المدارس والجامعات والمؤسسات والشركات.

لقد حان الوقت لننقذ ما تبقى من إنسانيتنا، والمساهمة في حماية كوكبنا.

ولعلّ البداية تكون بإدراك أن السعادة تأتي مع مشاركة الأنشطة مع الآخرين ومساعدتهم، وليس بشراء المزيد من الأشياء المصنّعة.
ثم البدء بعقد مهرجانات لإعادة التدوير وإغاثة المسكين، فينطلق الأفراد من أجل التعاون في البرّ والتسابق في منح المساعدات لا للتفاخر والشراء.

ومن جانب آخر، على الحكومات البدء بتفقّد المصانع وتفعيل معايير الصحة والسلامة ومراقبة طرق تصريف مخلفاتها، وتشجيعها على التحوّل من صناعات استهلاكية قصيرة المدى إلى ما يفيد البشر من زراعة لمختلف المحاصيل الغذائية، واعتماد مواد صديقة للبيئة، إضافة إلى قيامها بتسهيل مشاريع استثمار الطاقة المستدامة من شمس وهواء وماء.

فنحن الآن بحاجة إلى ثورة حقيقية للحدّ من انتشار الأمراض التي تفتك بشبابنا، وتبدد أحلامنا، وتعيق دورنا في الخلافة على هذه الأرض!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
إشراق عرفة
كاتبة وباحثة
تحميل المزيد