اصنع السعادة.. لا تبحث عنها

شيء مهم جداً، السعادة شيء معنوي، فلن تجده سوى في الأشياء المعنوية، لذلك لا تبذل مجهوداً على لا شيء وأنت تبحث عن السعادة في الأشياء المادية؛ لأنك بهذه الطريقة ستخسر كل المعايير، وسيصبح حصولك على السعادة في كل مرة أصعب.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/30 الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/30 الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش

لا يوجد سر للسعادة لتحتار وتعيش وأنت تبحث عنه؛ ليس لغزاً حلّه مستحيل، وليس مفتاحاً موجوداً مع البعض فقط. السعادة أمامنا دائماً وبين أيدينا، نحن من نقرر: هل نرى هذه السعادة، أم نتجاهلها ونبحث عنها في مكان آخر؟

السعادة، هي قرار شخصي نتخذه ونقرره نحن بإرادتنا، والتعاسة هي أيضاً قرار نتخذه ونقرره نحن بإرادتنا. لا توجد ظروف تجبرنا على أن نعيش دون أن نكون سعداء، ولا يوجد سبب واحد باستطاعته أن يجعلنا غير سعداء، فكم من شخص يملك ما لا نملكه وهو غير سعيد! وكم من شخص لا يملك شيئاً مما نملك ولكنه سعيد جداً! فنحن نملك السعادة بداخلنا.

بحثُك عن السعادة في الأشياء غير الموجودة عندك هو أكبر سبب لتعاستك، وعدم إيجادك السعادة أبداً؛ لأنك كلما حصلت على شيء ستبحث عن السعادة في شيء آخر، وستبقى كذلك طول العمر، وأنت تبحث عن السعادة وتراها بعيدة وصعبة المنال، لكن هي في الحقيقة موجودة بداخلك.

شيء مهم جداً، السعادة شيء معنوي، فلن تجده سوى في الأشياء المعنوية، لذلك لا تبذل مجهوداً على لا شيء وأنت تبحث عن السعادة في الأشياء المادية؛ لأنك بهذه الطريقة ستخسر كل المعايير، وسيصبح حصولك على السعادة في كل مرة أصعب.

أنت بحاجةٍ لماذا حتى تكون سعيداً؟! فعلياً، أنت لست بحاجة لشيء، فلو كنت بصحة جيدة، وحولك من تحب، فكل شيء آخر غير مهم. لذلك، لا تعقّد مفهوم السعادة؛ لتصبح شيئاً، الحصول عليه صعب.

لا تلُم الحظ، ولا الظروف، ولا الزمان، ولا المكان، بأنك لست سعيداً، فأنت من يخلق سعادتك بنفسك، وأنت من تقرر كيف ستعيش، فلا تكن شخصاً نكداً، سيئ الطباع، لا يحب الفرح؛ فالأشخاص السعداء لا يختلفون عنك كثيراً، هم فقط أرادوا أن يحظوا بهذه الحسنة وقد حصلوا عليها، فخذ من الشيء أحسن ما فيه، وتجاهل السيئ منه.

سيأتي يوم وتندم، وتسأل نفسك: لماذا لم تحظَ باللحظات التي كان من المفروض أن تكون سعيدة؟! ستكتشف أنك كنت أنت السبب، وأنك عشت وأنت تعاقب نفسك دون أن تدرك ذلك؛ فأن نعيش دون سعادة عقابٌ منا لأنفسنا، فلا تكتشِف الأشياء متأخراً، واغتنم الفرص الحقيقية التي تجعل الحياة حقاً أفضل، كالسعادة.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد