ما كان الجهل يوماً "غفراناً"، فبالجهل لن تتحرر بلاد ولن تتقدم أخرى.. الجهل يكبل العقول بقيود التخلف، والموت، والتراجع، والاستسلام، والخضوع لأمم وشعوب أخرى، وتتطبع بطباعها واتباعها بخيرها وشرها، لماذا هذا يا ترى؟
فالمعرفة المزيفة، لمن يثرثر بالكثير عن كل شيء وفي كل شيء، لا تُعدّ أبداً ذكاء، فالمعرفة هي عدم الاكتفاء والحاجة الدائمة للتعلُّم للارتقاء إلى المستوى الآخر والتقدم.
الجاهلون بالدين زيفوه، وبدل أخذ الناس لطريق الصلاح قادوا الكثير إلى طريق يلائم مصالحهم ووجهات نظرهم لا غير. أما الجاهلون بالعلم، فأفقدوه مصداقيته ورسالته السامية وجوهره وقيمته ومكانته التي ترفع من شأن صاحب العلم في المجتمع.
فنجد من يستهين بالعلم ويقلل من شأنه، متناسياً تماماً أن الأمم بالعلم تحيا، وبالجهل تتراجع، ويقتل بعضها بعضاً حتى تموت، ويموت معها كل ما فيها من حضارة وتأريخ ومجتمع، وأجيال ينتظرها مستقبل مجهول، أفقه ملئ ضبابية.
ما تجهله ليس من الصعب تعلّمه، لكن الصعب هو الأخذ بمبادئ الماضي وجهل وتجاهل الحاضر،
والاكتفاء والعيش على أساس ما ورثته من ماضٍ لا تعرف إلا القليل عنه.
ما زالت عتمة الجهل منتشرة يتشارك الجميع فيها، وسنكون بحاجة لوقت لنشر بذور المعرفة وزرعها في عقول أجيال قادمة ومجتمعاتنا؛ لينشأ بذلك مجتمع ذو بُعد فكري وإدراك حقيقي واضح الرؤية في مجالات الحياة كافة.
وتذكَّر، هذه مسؤوليتي ومسؤوليتك… مسؤوليتنا جميعاً؛ لنرفع من شأن مجتمعنا ونربي أجيالاً تحيا بالتعلم وتحترم العلم وتفخر به كأرث لهذه الأمة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.