السؤال عن “وجود الله” بعناوين المدونات.. موضة حديثة لجذب انتباه القراء والمتابعين

إذاً لماذا يتم اختيار مثل تلك العناوين؟ هل أصبحت صناعة رائجة وموضة لجذب الانتباه؟ هل أصبح القارئ العربي أكثر تشويقاً لقراءة المقال/المدونة كلما حملت مثل عناوين كهذه؟ هل يزداد لديك هرمون الرغبة في الغوص بالمقال بعد أن ترى تجربة "فلان" في بحثه عن الله وإن كان وجده أو لم يجده؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/26 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/26 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المدونات التي تتيح لأي شخص كتابة ما تيسَّر له من كلمات حول قضية يهتم بها، ثمة سؤال يخطر ببالي بالآونة الأخيرة: لماذا أصبح بعض كتّاب المدونات يقحمون اسم الله بصيغة الاستفسار في عناوين مدوناتهم؟
أين الله؟ ولم أجد الله؟ وما حقيقة وجود الله؟ وما الفائدة المرجوة من الإيمان بالله؟ وهل النصر آتٍ من عند الله أم من عند غيره؟ أو حتى السؤال هل الله هو مَن سينتصر بالنهاية؟ هي أمثلة عديدة لعناوين بعض المدونات التي مرّت عليَّ خلال الأسابيع الأخيرة.

قبل أن يسارع أي شخص قرأ كلامي هذا باتهامي بأنني لم أقرأ المدونة ولم أفهم القصد من منها، وأنها خالية من "الجدل" الإلحادي، أود أن أقول إنني لا أدخل بنيّة الكاتب هل هو قصد الخير أم لم يقصد، هل هو مؤمن أم ملحد؟ هذا ليس شأني فهذه مدوَّنته وهي أفكاره التي يريد.. جل ما أريده هو الحصول على إجابة لسؤال يخطر ببالي لا أكثر.

إذا ما تتبعت في كلمات الكاتب بالمدونة، ستكتشف -في كثير من الأحيان- أن الكاتب أقحم نفسه برحلة (البحث عن الله) وهو أصلاً لم يتطرق لها في جوهر كتابته، فعند التمعن بتلك المدونات، تجد أنها لا تتطرق إلى أي مسألة وجودية ولا حتى قريبة من ذلك العنوان..
إذاً لماذا يتم اختيار مثل تلك العناوين؟ هل أصبحت صناعة رائجة وموضة لجذب الانتباه؟ هل أصبح القارئ العربي أكثر تشويقاً لقراءة المقال/المدونة كلما حملت مثل عناوين كهذه؟ هل يزداد لديك هرمون الرغبة في الغوص بالمقال بعد أن ترى تجربة "فلان" في بحثه عن الله وإن كان وجده أو لم يجده؟

ما أراه هو أن انتشار ظاهرة (البحث عن الله) أو (أين الله) مؤخراً قد جاء في ظل ظروف الانكسار والذل والشعور بالظلم الذي تتعرض له الأمة، وفي زمن أصبحت تُسال فيه الدماء كشلالات ماء، فتفشَّت هذه الظاهرة بين فئات الشباب العربي، وبات ذلك السؤال يلقى رواجاً بينهم، وأصبح الشغل الشاغل لمن لا شغل له.

لست ضد العنوان إذا كان كان يتطابق مع ما بداخله، فلكل منا إيمانه وطريقته بالاسترشاد والتفكير، فالدين الإسلامي وهب العقل للإنسان وميزه عن الحيوان بالعقل، وبديهياً لا أعتقد أن الله منحنا عقلاً وطلب منا استخدامه أنه سوف يعاقبنا لاستخدامه، لكن لماذا نستخدم هذه الذريعة للدخول إلى صلب عقل القارئ الذي سرعان ما يكتشف أن لا شيء له علاقة بالمحتوى الداخلي؟

في النهاية.. لست أنا من يحدد عنوان مدونتك، فهي خاصة بك، وأنت من يقرر العنوان المناسب لها، لكن لكي لا تبدو بمظهر الشخص الذي أراد شد انتباه القرّاء من دون أن تستند لمحتوى حقيقي يعكس ذلك العنوان، ولكي لا يبدو أنك تسعى للنجومية، فإني أنصحك بألا تمشي مع تيار الموضة.. فصدقني هذه ليست الطريقة المثلى لتسويق مقالك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد