فيلم "نجوم على الأرض" Like stars on the Earth أو Taare Zameen Par باللغة الهندية،
حائز تقييم 8.5/10 على موقع imdb.. مُناسب لجميع أفراد الأسرة.
"التعليم ليس ملء دلو.. لكنه إيقاد شعلة" – ويليام بتلر ييتس.
هذا الفيلم ليس مُجرّد فيلم تشاهده بهدف الاستمتاع وقضاء الوقت؛ بل هو فيلم توعويّ بالدرجة الأولى، يحكي قصة الطفل إيشان الذي يُعاني إحدى صعوبات التعلُّم، ما يُسمّى طبياً باسم ديسليكسيا؛ وهو مرض تعسر أو صعوبة القراءة عند الأطفال، ويطلق عليه إعاقة القراءة، ويحدث للطفل العادي ذي الرؤية والذكاء الطبيعي.
يتناول الفيلم معاناته عبر عدّة مراحل:
فنرى إيشان الذي يصنع عالمه الخاص من خلال الرسم، وتأمّل الأسماك، واللعب مع الكلاب، واستمتاعه بالهواء يداعب وجهه في أثناء ركوبه الحافلة، في الوقت الذي قد لا يعيرُ فيه الآخرون اهتماماً لمثل هذه الأشياء.
ونراه في المدرسة، حين تطلب منه المُعلّمة أن يقرأ فنجده يتأمّل الكتاب مرتبكاً قائلاً إنَّ الحروف تتراقص أمام عينيه، فلا يكون منها إلا أن تقوم بتوبيخه وطرده خارج الصف.
لم يكن إيشان أفضل حالاً في بيته؛ حيث يتلقّى باستمرار تقريع والديه لـ"فشله الدراسي"، كما يتوهمان، ويواصلان المقارنة بينه وبين أخيه الأكبر الذي يحصل على العلامات النهائية في كل المواد.
يستبد اليأس بوالده فيُقرر إرساله إلى مدرسة داخلية؛ ظناً منه أن طفله مهمل ومقصّر، لا يحتاج إلا إلى بيئة أكثر انضباطاً، وهو ما زاد إيشان بؤساً.
"إن كان الغرض من التعليم هو تسجيل درجات جيدة في الامتحانات، فقد فقدنا البصر عن السبب الحقيقي للتعليم" – جيني فولبرايت.
في المدرسة الداخلية، لم يكن الوضع أفضل حالاً؛ حيث يعمل المعلّمون جاهدين على قولبة تفكير الطلاب نحو هدف واحد: طالب يحفظ الكتب، يحصل على أعلى الدرجات ويمتثل للأوامر.
على سبيل المثال، يأمرهم مُعلّم الفنون برسم أشكال محددة على الطاولة، وأن يحرصوا على الاستقامات لرسومات تمتلئ بالخطوط المنحنية!
ومن يغفل عن هذا يتلقّى ضرباً بالعصا على مفاصل يده.
من حُسن حظ إيشان أن يُنتدب معلّم فنون جديد إلى مدرسته، ويعيره انتباهه ويكتشف حالته ويبدأ في تعليمه بطرق مُبتكرة، ما يُسهم في تحسّن مستواه الدراسي واكتشاف مواهبه الفريدة في الرسم والتفكير الإبداعي.
ويستعيد إيشان ثقته بنفسه وتعود إليه ابتسامته..
الواقع، أنَّ هذا الفيلم مهم لكلّ أب وأم، فصعوبات التَعلّم يتم تفسيرها كإهمال وتقصير من الطفل وفشل دراسيّ، وكثيراً ما يتم ظُلم الطفل واختزاله في بعض درجات، ويتم التغاضي عن غيرها من المهارات.
هذا الفيلم مليء بالدروس؛ أهمها أنّ كل طفل مُميّز، كلّ طفل يستحق أن نترك له المجال ليُبدع، كل طفل لديه من القدرات الإبداعية والخلّاقة ما يكفي ليُدهشك، فقط أرخِ قبضتك عنه ودَعْه يُحلِّق.
"كل طفل فنان، المشكلة هي: كيف تظل فناناً عندما تكبر؟" – بابلو بيكاسو.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.