أعتقد بأنَّ الكثيرين منَّا ينسون قيمة مهمة هي التسامح.
فمَن منَّا لم يجلس وحيداً في منزله، يختلق الأعذار للامتناع عن الخروج، ويرفض أشخاصاً ربَّما يشعر معهم بالحب فقط لأنَّه غاضب على الجنس الآخر والمتاعب التي تسبَّب له بها؟
كم منَّا ما يزال غاضباً من والديه بسبب طريقة تربيتهم لنا، وبسبب اختياراتنا في الحياة؟
كم مرة اختلفت فيها مع شريكك في العمل ولا زلت تشعر بالغضب منه كل يوم بعمقٍ دون أن تكون واعياً بذلك؟
التسامح هو كل شيء في الحياة.
عندما تصل إلى مرحلة النُضج ستختبر بنفسك هذه الحقائق.
سيتخلى عنك بعض الأشخاص.
وسيخدعك بعض الأشخاص.
وسيقترض منك بعض الأشخاص أموالاً ولن يُعيدوها إليك.
وستقطع علاقتك بأحد أصدقائك بعد أن أفشى أسرارك التي ائتمنته عليها.
وقد لا تُوفق في الحصول على الوظيفة التي تحلم بها.
وقد يرفض من تحب الارتباط بك.
حينئذٍ سيُنمو بداخلك شعور عدائي تجاه كل شيء في الحياة، لكن في الواقع أنت في حاجة إلى مسامحة كل من تسبب في إيذائك.
عليك أن تؤمن تماماً بأن كل من تسببوا في إيلامك أو رفضوك يوماً لم يفعلوا ذلك عن قصد منهم. فقد كان تصرفهم مبنياً على طريقة تفكير مختلفة عن طريقة تفكيرك، ومصالح مختلفة عن مصالحك، وطموح وطاقة وروح مختلفة تماماً عن التي تملكها.
لذلك أنت بحاجة إلى أن تعفو وتسامح؛ فمن المهم جداً أن تُسامح نفسك أولاً، أن تسامح نفسك على كونك إنساناً، ولأنك تعرضت لخبرات إنسانية.
وتيَّقن تمام اليقين بأنَّه ليس من ضامن بأنَّ كل التجارب التي ستتعرض إليها ستسير بالشكل الذي تريد.
ولا يهم مطلقاً مدى تصورك لتجربة ما قبل خوضها، لأن هذا لا يعني أنها ستسير في الواقع مثلما تخيلت.
يمكننا التنبؤ بالطريقة التي ستسير بها علاقاتنا، مثلما يحدث في توقعات الأحوال الجوية تماماً.
يمكننا التنبؤ بنجاح صفقاتنا التجارية ونرسم لها جداول بيانية ممتازة في أذهاننا.
ولكن بغض النظر عما نخطط له في أذهاننا، فالحياة لن تسير إلا بالطريقة المُقدَّرة لها أيا كان الطريق الذي يجب أن تسلكه. لذا عليك أن تمنح نفسك قدراً من التسامح.
لقد اقترفنا جميعاً أخطاءً كثيرة. وأنا اقترفت قدراً هائلاً منها، وكان عام 2016 هو عام اقتراف الأخطاء بالنسبة لي.
واحداً تلو الآخر.
قمت بتعيين موظفين غير أكفاء.
أصدرت بعض القرارات التجارية التي أتت بنتائج عكسية.
أنفقت المال على بعض الأشياء التي لم تنجح.
يمكنني أن أُلقي باللوم على الموظفين الذين ظهر أنَّهم محدودوالقدرات.
ولكن لماذا ألومهم؟ إنهم كانوا يؤدون المهام التي تعاقدوا عليها فقط.
الخطأ يكمن في داخلي أنا. ويجب أن أسامح نفسي على اتخاذ قرارات خاطئة؛ فالمرء لن تستطيع التكهن بمدى صحة أو خطأ القرار الذي سيُقدم عليه, ولهذا فالحياة تحتاج إلى أن تُسامح نفسك عند اتخاذك لأي قرار خاطئ, وعليك أن تُهنئ نفسك عندما تتخذ قراراً صائباً.
وكما تعرفون جميعاً: إنَّ الحياة ليست سوى سلسلة من القرارات، وعندما تتخذ قراراً عليك أن تنظر وترى ماذا سيحدث. ولكن إذا كان قرارك غير صائب، عليك أن تطلب المسامحة من نفسك.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لهافينغتون بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا
.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.