كان من المتوقع ألا تتجاوز إيرادات فيلم The Woman King بضعة ملايين، في أول عطلة نهاية أسبوع بعد عرضه. لكنه في الحقيقة تجاوز كل التوقعات، بإيراداتٍ بلغت 19 مليون دولار في أول 3 أيامٍ من عرضه، مع إشادةٍ واسعة النطاق.
لكن الاهتمام الكبير بالفيلم ونجاحه غير المتوقع، صاحبهما بعض الجدل أيضاً؛ وقد تجلّى ذلك في هاشتاغ #BoycottWomanKing واسع الانتشار الذي طالب بمقاطعة الفيلم.
يدور فيلم The Woman King حول قصة Agojie (أي “أمهاتنا”)، وهي وحدة محاربين مؤلفة من سيدات قمن بحماية مملكة داهومي الإفريقية في القرن التاسع عشر، بالمهارة والشراسة التي لم يشهدها العالم على الإطلاق.
وتلعب الممثلة الأمريكية فيولا ديفيس -نجمة مسلسل How To Get Away With Murder- في الفيلم، المستوحى من أحداث حقيقية، دور قائدة المجموعة.
يتابع الفيلم الرحلة الملحمية العاطفية للجنرال نانسكا (ديفيس) وهي تدرب الجيل القادم من المجنّدات وتجهزهن للمعركة ضدّ عدو مصمِّم على تدمير أسلوب حياتهن، لأن هناك “أشياء تستحق القتال لأجلها”.
تم الإعلان عن تنفيذ فيلم The Woman King في العام 2015، ولكنه لم يُمنح الضوء الأخضر للبدء بتصويره إلا بعد خمس سنوات عام 2020، بسبب عراقيل إنتاجية.
بعض النقاد اشتكوا من أن الفيلم يخفي التاريخ الحقيقي للأمازونيات، أو الأرض التي كنّ يمثلنها على نطاقٍ أوسع، في إشارةٍ منهم إلى أن الأمازونيات شاركن في تجارة العبيد عن طريق مقايضة السجناء بالسلع الأوروبية، وبيع السجناء لاحقاً كعبيد.
من جهتها، دافعت مخرجة الفيلم جينا برنس-بيثوود عن تصويرها التاريخي في مقابلات صحفية مختلفة. وأكّدت أن تجارة العبيد تمثل جزءاً لا يتجزأ من القصة التي ترويها.
وقد صرّحت لموقع IndieWire الأمريكي قائلة: “هناك افتراضٌ بأننا لم نتطرق لهذه القضية، لكننا فعلنا ذلك. وتعلمتُ منذ وقتٍ مبكر أن المرء لا يستطيع الفوز بنقاشٍ عبر تويتر. وأعلم جيداً أن كل هذه الأفكار ستختفي بمجرد أن يشاهدوا الفيلم”.
فالفيلم -وفقاً لبيثوود- يُصوّر التعاون التجاري بين داهومي وتجار العبيد الأوروبيين، كما يشهد مطالبة شخصية المحاربة نانيسكا الرئيسية (التي تجسّدها فيولا ديفيس) للملك غيزو (الذي جسّده جون بويغا) بالتخلي عن تجارة العبيد والاكتفاء بأرباح تجارة زيت النخيل.
وهو ما يعكس الضغوطات الحقيقية التي واجهها الملك غيزو لإنهاء تجارة الرقيق في منتصف القرن الـ19، حتى لو كانت شخصية نانيسكا تمثل “تجسيداً لمجموعة من الأشخاص المختلفين”، بحسب المخرجة. ويُشير الفيلم ضمنياً إلى أن الملك انحاز إلى صفّها في النهاية.
لكن وفقاً لموقع Mental Floss، فالوقائع التاريخية تُشير إلى أن الملك غيزو حظر تصدير “العبيد” في الحقيقة إرضاءً للإنجليز، الذين تخلّوا عن هذه التجارة عام 1807 وبدأوا يضغطون على بقية الدول لتحذو حذوها.
لكن المؤرخين يؤكدون أنه لم يُقضَ على تجارة الرقيق في داهومي بالكامل. فهل وقعت فيولا ديفيس -المدافعة الشرسة عن حقوق الأقليات والسود في العالم- في فخّ فيلمٍ يتبع النهج المعتاد في أعمال هوليوود التاريخية، التي لا تروي القصة الحقيقية من كل الزوايا؟