نقلت وسائل إعلام سودانية، عن وزير النقل مكاوي محمد عوض، قوله، إن السودان وقطر سيوقعان اتفاقاً بقيمة 4 مليارات دولار، من أجل التطوير المشترك لميناء سواكن في البحر الأحمر، قبالة ساحل السودان.
وذكرت التقارير أن عوض أعلن ذلك خلال زيارة قام بها مسؤولون قطريون لسواكن يوم الأحد.
وأبلغ مسؤولون من وزارة النقل القطرية يزورون السودان رويترز، أمس الإثنين 25 مارس/آذار 2018، بأنه يجري إعداد الاتفاق، لكن قيمته والتفاصيل الأخرى لم يتم الانتهاء منها بعد.
وكان السودان قد وقَّع العام الماضي اتفاقاً مع تركيا، تقوم بموجبه أنقرة بإعادة بناء جزء من ميناء سواكن، وبناء حوض بحري لصيانة السفن المدنية والعسكرية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الاتفاق مع قطر سيؤثر على الاتفاق القائم مع تركيا.
وسوف يُغضب الاتفاق على الأرجح مصر، التي تتهم قطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين، والتي انضمَّت أيضاً إلى مقاطعة تقودها السعودية لقطر في العام الماضي. وتنفي قطر دعم الإخوان المسلمين.
ويأتي تعزيز الخرطوم لعلاقاتها مع تركيا وقطر في وقت تتعهد فيه بتعزيز التعاون مع القاهرة، بعد عام شهد توتراً في العلاقات بين البلدين.
فقد جاء هذا الإعلان عن الاتفاق بعد أيام من زيارة قام بها البشير إلى مصر، هي الأولى له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، وذلك بعد عودة السفير السوداني إلى القاهرة في وقت سابق هذا الشهر.
أهمية الجزيرة
وتقع "جزيرة سواكن" على الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقي السودان، جنوبي مدينة بورتسودان، وتبعد عن الخرطوم 560 كم. مساحتها تبلغ 20 كم، وتتكون من منطقة ساحلية واسعة، يدخلها لسان بحري يجعل منها ميناء طبيعياً كان بوابة السودان الشرقية والبحرية قديماً، كما يؤكد عمدة الجزيرة محمود الأمين قائلاً: "سواكن كانت عاصمة الديار الإسلامية على ساحل البحر الأحمر وشرق إفريقيا".
موقع الجزيرة الاستراتيجي، غير البعيد عن السواحل السعودية والمصرية والإريترية واليمنية، يجعلها دائماً محلَّ جدل، حيث تناول الإعلام المصري بحذرٍ أخبار التقارب بين تركيا والسودان.
فزيارة الرئيس التركي التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2017، التي تعد أول زيارة لرئيس تركي للسودان، لم تُغضب -على ما يبدو- القاهرة فقط؛ بل حتى السعودية؛ الأمر الذي دفع السفارة السودانية في الرياض، لتأكيد أن السودان لا يهدد الأمن العربي من خلال توقيعه على اتفاق مع تركيا لإعادة تأهيل ميناء "سواكن"، وأنه لا دخل لذلك بالخلاف السوداني-المصري.