تسعيان لكسر الجمود.. لقاءات ورسائل ودّ متبادلة بين قطر والأردن.. هل تُمهد لاستعادة العلاقات لسابق عهدها قبل الأزمة الخليجية؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/23 الساعة 04:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/23 الساعة 04:03 بتوقيت غرينتش

شهدت الأيام الأخيرة محاولات مشتركة من عمان والدوحة؛ لكسر حالة الجمود في علاقتهما، بعد نحو 10 شهور من إعلان الأردن خفض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، على خلفية الأزمة التي تشهدها العلاقات بين الدوحة وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

الأردن، الذي حافظ طيلة الشهور الماضية على "شعرة معاوية" مع قطر، بعث مؤخراً برسائل غير مباشرة تنم عن رغبة واضحة في إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، كان آخرها مذكرة نيابية تطالب حكومة المملكة بإعادة سفير البلاد إلى قطر، وقبلها زيارة وفد اقتصادي أردني للدوحة.

محللون أردنيون اعتبروا بأن الأردن وقف في الأزمة الخليجية موقفاً "معتدلاً غير منحاز" ، وبأنه في إطار هذا الحياد، لا بدّ من كسر حالة الجمود وعودة العلاقات إلى ما كانت عليه.

بوادر ذوبان الجليد


وكان الأردن اتخذ قراراً في يونيو/حزيران الماضي بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر "بعد دراسة أسباب الأزمة التي تشهدها العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع الدوحة"، إضافة إلى إلغاء ترخيص مكتب قناة "الجزيرة" في عمّان.

لكن في 20 مارس/آذار الجاري وقع 45 نائباً في مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) مذكرة نيابية تُطالب بعودة سفير بلادهم إلى الدوحة، بحسب ما صرح به لوكالة الأناضول النائب عقلة الغمار، مؤكداً أن "المذكرة تهدف لرأب الصدع مع الأشقاء على أن نبدأ ذلك بإعادة سفيرنا إلى الدوحة".

وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، استقبلت غرفة تجارة وصناعة قطر وفداً اقتصادياً أردنياً برئاسة رئيس غرفة تجارة الأردن ورئيس اتحاد الغرف العربية، نائل الكباريتي، وناقش الطرفان، السبل الكفيلة بتعزيز الاستثمارات المتبادلة، وإمكانية إقامة مشروعات مشتركة.

وبدأت محاولات الأردن كسر جمود العلاقات مع الدوحة، في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما تهاتف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".

وفي 14 من نفس الشهر هنأ العاهل الأردني الأمير تميم بالعيد الوطني لاستقلال بلاده (يحتفل به القطريون في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام)، وقالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" حينها إن الملك عبد الله قدم "أحر التهاني باسم شعب المملكة وحكومتها متمنياً للأمير تميم موفور الصحة والعافية وللشعب القطري مزيداً من التقدم والازدهار".

تقارب بطيء وبوادر إيجابية


القيادي الإسلامي والأمين العام لحزب المؤتمر الوطني أرحيل الغرايبة، قال إن "العلاقة الأردنية القطرية شهدت توتراً وجموداً، وقد بُذلت جهود من كلا الطرفين لمحاولة تحسينها".

وأضاف الغرايبة أن "العلاقة تسير باتجاه متصاعد ولكن ببطء ملحوظ.. الأردن وقف موقفاً معتدلاً ولم ينحز لأحد في الأزمة الخليجية، لذلك نحن بحاجة لعودة العلاقات مع الدوحة".

وتابع الغرايبة أن "المذكرة النيابية الأخيرة هي في الاتجاه الصحيح، مصالحنا الأردنية في قطر كبيرة، فهناك جالية أردنية كبيرة تعمل هناك (أكثر من 40 ألف أردني)، وأعتقد أن المرحلة القادمة تحمل المبشرات".

نصف خطوة للخلف


من جانبه، اعتبر خالد شنيكات أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء (حكومية)، أن "علاقة الأردن الخارجية مع دول الخليج تتميز بالتوازن، فالأردن أخذ تقريباً نصف خطوة تمثلت بخفض التمثيل مع الدوحة، ولم يقم بنفس خطوة دول الخليج؛ من باب الوسطية في اتخاذ القرار، بحيث يُبقي الخطوط مفتوحة مع الجميع".

ورأى شنيكات أن الأردن أبقى الباب مفتوحاً لإمكانية لعب دور الوسيط في حل الأزمة بين قطر والدول الخليجية، معتمداً على علاقاته الاقتصادية الجيدة مع دول الخليج.

وأضاف قائلاً: "بالتالي فإن هذا الجانب (الاقتصادي) عامل مهم في سياسة الأردن الخارجية، فهو لا يصل حد القطيعة ولا يرغب به مع دول الخليج وقطر، لهذا فإن مصلحة الأردن بأن يعود الصف الخليجي موحداً ويتجاوز مرحلة الانقسام".

وبحسب دائرة الإحصاء العامة الأردنية (حكومية) بلغت التجارة الخارجية للمملكة مع دول مجلس التعاون الخليجي نحو 5.8 مليار دولار خلال 2017، وسجلت قيمة الواردات السلعية الأردنية من دول الخليج نحو 3.957 مليار دولار، فيما وصلت الصادرات الكلية الأردنية لدول الخليج إلى 1.847 مليار دولار.

وبحسب موقع "الجزيرة. نت" فإن رجال أعمال قطريين تلقوا دعوة أردنية لتنظيم مجلس أعمال مشترك بين البلدين في عمّان خلال شهر مايو/أيار المقبل، كما صرح بذلك رئيس غرفة التجارة القطرية الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني.

"الشعوب تواقة"


بدوره، قال رائد الخزاعلة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني للأناضول إن "مصلحتنا تكمن في أن تعود العلاقات مع كل الأشقاء العرب، نحن كشعوب تواقون لأن يكون هناك علاقات بكافة الأقطار".

ومضى البرلماني الأردني قائلاً: "نحن مع الانفراج في العلاقات ومع فتح القنوات وإعادة التمثيل إلى مستواه مع قطر وغيرها، بأن نكون لاعبين رئيسيين في رأب الصدع مع الأشقاء العرب".

ودعا الخزاعلة حكومة بلاده لإعادة حساباتها وبأن تكون جزءاً من المصالحة، معتبراً أن "الأمة الآن في أضعف أحوالها، وإن لم تتحد الآن فالكل خاسر وليس هناك رابح".

وذكرت وكالة الأناضول أن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، رفض التعليق على الموضوع.

تحميل المزيد