بدء إجلاء المقاتلين من الغوطة يضع سوريا أمام تقسيم دائم.. صحيفة بريطانية: الحرب أبعد ما تكون عن النهاية

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/22 الساعة 09:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/22 الساعة 09:07 بتوقيت غرينتش

بدأ إجلاء مقاتلين من حركة أحرار الشام ومدنيين من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، الخميس 22 مارس/آذار 2018، وذلك بموجب اتفاق هو الأول في المنطقة المحاصرة منذ بدء الجيش السوري هجومه فيها قبل أكثر من شهر.

وتحدث التلفزيون الرسمي عن "خروج 547 شخصاً من حرستا حتى الآن منهم 88 مسلحاً".

وأوضح مصدر عسكري لوكالة فرانس برس عند أطراف حرستا، أن "الحافلات تتجمع في منطقة تماس بين الطرفين، قبل أن تنطلق إلى مناطق سيطرة الجيش ومنها إلى إدلب" في شمال غربي سوريا.

هذا الاتفاق الذي يشمل مدينة حرستا يعد الأول من نوعه في جيب المعارضة ذاك، رغم أنَّ تفاصيله لا تزال قيد النقاش.

انتصار للأسد


وترى صحيفة The Times البريطانية، أن الاتفاق سيُمثل خطوةً كبيرة نحو انتصارٍ متوقع للنظام في الغوطة الشرقية بأكملها. لكنَّه سيكون أيضاً دليلاً إضافياً على أنَّ سوريا يجري تقسيمها إلى مناطق شبه دائمة، وأنَّ القوات الغربية على الأرجح ستغرق قريباً في صراع ثلاثي.

فالمنطقة التي تسيطر عليها تركيا، يسود الهدوء نسبياً خط المواجهة مع قوات النظام جنوب بلدة الباب. ومع ذلك، فإنَّ المنطقة تقع في قلب المعركة بين جماعات المعارضة المدعومة من تركيا وميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد عقب السيطرة على عفرين، هذا الأسبوع، شرقي بلدة الباب، أن منبج هي الهدف التالي لتطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية "الإرهابية"، حسب وصفه، بسبب علاقتها بحزب العمال الكردستاني في تركيا.

وعلى الرغم من استمرار مقاتلين تابعين لجيش الإسلام وفيلق الرحمن، رغم الخسائر المدنية الهائلة جراء القصف، إلا أن الصحيفة البريطانية تتوقع أن تلك الجماعات ستقبل عند مرحلة معينة العرض الذي صاغته روسيا بشأن اتفاق الاستسلام.

الحرب لن تنتهي


وفي الوقت الذي تغلق فيه تركيا حدودها، تتعرض إدلب الآن أيضاً للهجوم، ما أثار المخاوف من أن مزيداً من عمليات نقل السكان لن يُنهي الحرب، بل ستنقلها من مكان إلى آخر.

كما أنَّ تركيا قامت بنشر قواتٍ في أدلب بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات النظام، فضلاً عن الجيش المنفصل الذي تُبقيه حول بلدة الباب.

ويعني هذا أنَّه بمجرد سقوط الغوطة، سيُخيَّر النظام بين السماح لأجزاء من سوريا بأن تكون خارج سيطرته بصورة دائمة، أو السيطرة على جيوب تدعمها بشكلٍ ما قوى معادية له، بحسب الصحيفة البريطانية.

وبعيداً عن إدلب والباب، حيث توجد القوات التركية، فإنَّ شرقي سوريا يخضع أيضاً لوحدات حماية الشعب والتحالف الذي تقوده، المعروف باسم قوات سورية الديمقراطية، المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية.

وتختم الصحيفة تقريرها بقولها، إن اتفاق حرستا قد يؤثر على بضعة آلاف من المقاتلين، لكنَّه قد يكون نقطة تحول في حرب لا تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء.

تحميل المزيد