كشفت صحيفة بريطانية أنَّ الرجل الذي قيل إنَّه مفقودٌ مع الشيخة الإماراتية الهاربة ابنة الشيخ محمد بن راشد هو جاسوسٌ سابقٌ، زعموا أنَّه تمكَّن في السابق من الهرب من الإمارات مرتدياً معدات غوص تحت برقع، بحسب ما ذكرت ميرور البريطانية.
وكانت التقارير قد أفادت بأنَّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم قد اختفت قبالة ساحل ولاية غوا في الهند برفقة المواطن الأميركي جان بيير هيرفيه جوبير، وهو مؤلف وعميل سابق في الاستخبارات الفرنسية.
وفي مقطع الفيديو الذي نشره محاميها المُقيم في الولايات المتحدة، قالت لطيفة البالغة من العمر 33 عاماً إنَّها هربت من الإمارات لأنَّها ليس لديها الحرية لتعيش حياتها الخاصة باعتبارها ابنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس وزراء الإمارات حاكم إمارة دبي.
وزعمت لطيفة في مقطع الفيديو الذي وصلت مدته إلى 40 دقيقة أنَّها تعرَّضت "للسجن، والتعذيب، والضرب، والرقابة" طِوال حياتها.
ووفقاً لرادا ستيرلنغ، مؤسِّسة منظمة "محتجزون في دبي"، وهي منظمة قانونية تُقدِّم المساعدة للناس الذين لديهم مشكلات داخل الإمارات أو خارجها، يُعتَقَد أنَّ الشيخة لطيفة تختبئ على متن يخت مع جوبير وصديقٍ بريطاني مجهول.
ومن غير المعروف كيف تعرَّف كلٌ من لطيفة وجوبير على بعضهما بعضاً.
وكانت لطيفة قد تواصلت مع رادا للمرة الأولى في 26 فبراير/شباط الماضي، لكنَّ أخبارها انقطعت منذ 4 مارس/آذار الجاري، عندما بعثت إليها نداء استغاثة محموم عبر تطبيق واتساب.
وكان جوبير الشهير بكتابه Escape from Dubai ضابطاً سابقاً في البحرية الفرنسية ومهندساً بحرياً، وكان عميلاً سرياً لدى المديرية الفرنسية العامة للأمن الخارجي حتى عام 1993، عندما انتقل إلى ولاية فلوريدا الأميركية حيث أسَّس شركةً لبناء وتشغيل الغواصات الترفيهية.
وفي عام 2004، زار رجل الأعمال الإماراتي سلطان أحمد بن سليم مصنع جوبير بولاية فلوريدا، وقدَّم له دعوةً لنقل شركته إلى الإمارات.
وقَبِلَ جوبير العرض، ومن ثمَّ أعطاه بن سليم مهمة إدارة شركة جديدة تابعة لشركة "دبي العالمية"، وهي شركة استثمارية تدير وتشرف على مشروعات حكومة دبي.
وهناك، أسَّس جوبير شركةً لتصنيع الغواصات ومصنعاً بدأ بعد عامين في صنع الغواصات السياحية والقوارب فائقة السرعة.
لكن في مرحلةٍ ما، واجهت شركته صعوبات.
وتختلف الروايات، لكنَّ شركة "دبي العالمية" وشرطة دبي اتهمتاه بالاختلاس، في حين قال جوبير إنَّ نظام البلاد كان فاسداً.
ووفقاً للتقارير، اختفى جوبير عن الأنظار، وتمكَّن من الهرب في مايو/أيار 2008.
وذكرت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أنَّه ارتدى معدات غوص وتنكَّر كامرأةٍ عربية كي يتمكَّن من الهرب.
في كتابه، يزعم جوبير أنَّه وصل إلى البحر بعدما تسلَّل من الفندق مرتدياً الزيّ الغريب.
وأضاف أنَّه استخدم زورقاً للوصول إلى قاربٍ شراعي على متنه أحد زملائه الجواسيس الفرنسيين السابقين، كان ينتظره خارج المياه الإقليمية الإماراتية.
وتزعم لطيفة أنَّها واحدة من الأبناء الثلاثين للشيخ محمد الذي تزوَّج 6 مرات.
وكانت قد صرَّحت بمزاعمها تلك في مقطع فيديو صورته من مخبئها.
لكنَّ منظمة "محتجزون في دبي" تقول إنَّها منذ ذلك الحين نشرت رسالة استغاثة، تبعتها باتصالٍ هاتفي كانت خلاله خائفةً ومذعورةً.
وتقول المنظمة الخيرية إنَّها اتصلت بهم في 4 مارس/آذار وقالت: "أرجوكم ساعدوني. هناك رجالٌ في الخارج. أسمع طلقاتٍ نارية وأختبئ حالياً مع صديقي".
وأضافت لطيفة عبر رسالةٍ على تطبيق واتساب: "أرجوكم ساعدوني. لا أعلم ماذا يحدث".
وتزعم لطيفة أنها ابنة إحدى زوجات الشيخ محمد الأقل شهرة. وتضيف أن لديها شقيقتين، وهي واحدة من بين ثلاثة من نجلات الشيخ أُطلق عليهن اسم لطيفة.
وليست لدى لطيفة سيرة ذاتية، ومنذ ادعاء فرارها من البلد أُغلقت حساباتها الشخصية على الشبكات الاجتماعية.
وقبيل مغادرتها، سجلت مقطع فيديو مؤثراً تشرح فيه بتفاصيل صادمة أسبابَ رغبتها في الفرار، وأنَّها لا تتمتع بالحرية التي يتمتع بها البشر العاديون.