توفي عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينج، الذي سعى لتفسير بعض من أعقد الأسئلة عن الحياة، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء 14 مايو/أيار 2018 عن عمر 76 عاماً.
وأسلم هوكينج الروح في منزله بمدينة كمبردج الجامعية البريطانية.
وقال أبناؤه لوسي وروبرت وتيم في بيان "يعتصرنا الحزن لوفاة أبينا الحبيب اليوم".
"لقد كان عالماً عظيماً"
سعى هوكينج بقدراته العقلية الهائلة لمعرفة حدود الفهم البشري لكل من الفضاء المتسع وعالم الجسيمات دون الجزئية الغريب في نظرية الكم.
شملت أبحاث هوكينج موضوعات عديدة، بدءاً من أصل الكون وحتى احتمال الانتقال عبر الزمن إلى الغموض الذي يكتنف الثقوب السوداء في الفضاء.
وقالت أسرته "كان عالماً عظيماً ورجلاً غير عادي، سيبقى عمله وإرثه لسنوات طويلة… إقدامه وتألقه الدائم وروح الدعابة التي تحلى بها كانت مصدر إلهام في أنحاء العالم".
وتناقضت بقوة قدراته العقلية الفائقة مع ضعفه البدني، إذ أصيب بمرض التصلب الضموري العضلي الجانبي منذ كان في الحادية والعشرين من عمره.
ولزم هوكينج كرسياً متحركاً معظم سنوات حياته. ومع تدهور حالته اضطر إلى الحديث عبر جهاز إلكتروني والتواصل مع الآخرين بتحريك حاجبيه.
ودفعه المرض إلى العمل بجد أكبر، لكنه أدى لانهيار زيجتيه كما كتب في مذكراته (تاريخي المختصر) التي صدرت عام 2013.
وروى في كتابه كيف كان شعوره بعد تشخيص حالته أول مرة "شعرت بأن هذا ظلم بيِّن. لماذا يحدث هذا لي؟"
وتابع "في ذلك الوقت، ظننت أن حياتي انتهت، وأني لن أدرك أبداً الإمكانات التي شعرت أنها لدي. لكن الآن، بعد 50 عاماً، أشعر برضا تام عن حياتي".
شهرته
انطلق هوكينج لعالم الشهرة على الساحة الدولية عام 1988، بعد أن أصدر كتابه (تاريخ موجز للزمن)، وهو من أعقد الكتب التي حظيت باهتمام جماهيري، إذ ظلَّ على قائمة صنداي تايمز لأفضل الكتب مبيعاً، لمدة لا تقل عن 237 أسبوعاً.
وقال إنه ألَّف هذا الكتاب لينقل حماسه الخاص عن الاكتشافات الحديثة حول الكون.
وقال للصحفيين في ذلك الوقت "كان هدفي الأساسي أن أؤلف كتاباً يباع في أكشاك الكتب في المطارات… وكي أتأكد من أنه مفهوم جربت الأمر مع فريق تمريضي. وأعتقد أنهم فهموا معظمه".
ومنذ عام 1974 عمل هوكينج على المزج بين أهم نظريتين في الفيزياء الحديثة.. النسبية العامة لأينشتاين التي تتعلق بالجاذبية والظواهر واسعة النطاق، ونظرية الكم التي تركز على الجسيمات دون الذرية.
ونتيجة لهذا البحث طرح هوكينج نموذجاً للكون، يستند إلى مفهومين للزمن: "الزمن الحقيقي" وهو الزمن الذي يشعر به البشر، و"الزمن المتصور في نظرية الكم" وهو الزمن الذي ربما يكون العالم يتحرك على أساسه حقاً.
وكتب في بحث أعده للإلقاء في إحدى محاضراته "الزمن المتصور ربما يبدو كخيال علمي… لكنه مفهوم علمي حقيقي".
وفي يوليو/تموز 2002، قال هوكينج في محاضرة، إنه على الرغم من سعيه لتفسير كل شيء، فإنه ربما لا يمكن التوصل إلى "نظرية حتمية" تتكهن بشكل الكون في الماضي ولا في المستقبل.
وأثار هوكينج جدلاً بين علماء الأحياء، عندما قال إنه يرى فيروسات الكمبيوتر كشكل من أشكال الحياة، ومن ثم تكون هذه أول عملية خلق يقوم بها الجنس البشري.
وقال في منتدى عن الكمبيوتر في بوسطن "حين يكون شكل الحياة الوحيد الذي خلقناه حتى الآن مدمراً تماماً، فأعتقد أن هذا يكشف شيئاً عن طبيعة البشر… لقد خلقنا حياة على شاكلتنا".