يبدو أن وصول سفارة الرياض بإندونيسيا للطفلة السعودية التي ظهرت في مقطع فيديو وهي تبحث عن والدها "المتوفى"، كان بداية اللغز بالنسبة للملكة، فالغموض الذي يلف القصة يزداد في ظل عدم تعاون والدة الطفلة في تقديم أي معلومة مفيدة عن "زوجها" والد الطفلة هيفاء.
فالمرأة الإندونيسية لم تقدم أي معلومة أو صورة أو مستند يثبت علاقتها بوالد الطفلة السعودية، كما لم تقدم أي معلومات عن الأشخاص الذي شهدوا مراسم الزواج مثل المأذون الشرعي أو الشهود أو أي شخص له علاقة بعملية الزواج، بحسب ما نشره موقع العربية نت.
أقوال والدة هيفاء المرتبكة فتحت سيناريوهات عديدة لحقيقة علاقتها بالرجل السعودي، وهو ما عقد المسألة وجعلها لغزاً قد يطول حله.
فإجاباتها المبهمة وغير الواضحة تزيد القضية غموضاً، فتارة تأتي بإجابة مباشرة، ثم ما تلبث أن تقدم أخرى مختلفة ومتضاربة، مما يدل على أن هناك أمراً ما تخفيه، قد يكون أهل الطفلة الحقيقيين أو خشيتها من أن تفقد رعايتها للطفلة، وهو ما يجعلها تستمر في التسويف والمماطلة بحسب العربية نت.
حقيقة وفاة والدها
المعلومة التي كانت كشفتها والدة الطفلة عن أن زوجها سلطان الحربي، قد توفي في حادثة قبل 9 أو 10 سنوات، ردت عليه السفارة السعودية في إندونيسيا بأنها لم تعثر في سجلاتها على أي شخص يحمل هذا الاسم، حيث لم يتم نقل جثمانه عبر السفارة والخطوط السعودية، كما لم يخرج من إندونيسيا مطلقاً شخص ميت بهذا الاسم.
ووفقاً للسفير السعودي بإندونيسيا أسامة الشعبي، فقد بدت الحيرة عليه من تضارب أقوال الزوجة، فأحياناً تقول أن والد ووالدة زوجها السعودي حضرا وفاته، وتارة أخرى تقول أن صديقه هو الذي حضر، وأخرى ثالثة تقول أنها هي التي نقلته للمطار، ما جعل السفير يتساءل: "هل دفن في إندونيسيا؟"
وأكد الشعبي أن الموضوع بحاجة إلى تدقيق أكثر والسفارة ستستمر في المتابعة إلى أن يثبت ويحسم هل المواطن المذكور فعلاً ميت، أو هل هو على قيد الحياة؟ أو أنه لا يعرف أن المرأة هذه التي تزوجها قد حملت دون علمه، وأنجبت هذه الطفلة، وتدعي أنه ميت.
زواج السعوديين في إندونيسيا
يذكر أن قضية الطفلة هيفاء، أعادت النقاشَ مرة أخرى حول قضية زواج السعوديين في إندونيسيا، وما يستتبع هذا الأمر من مشكلات.
وأوضح الشعيبي في تصريحات صحفية، أن كثيراً من السعوديين يتزوجون في إندونيسيا دون أن يقوموا بإبلاغ أسرهم، وكثير من هذه الحالات مجهولة، "إندونيسيا دولة كبيرة ومترامية الأطراف، وأي حالة تصلنا نقوم باتخاذ كافة الإجراءات لضمان حقوقها ولمِّ شملها بأهلها".
وفي حوار أجرته جريدة اليوم السعودية عام 2017، تحدثت إحدى النساء الإندونيسيات التي تتوسط لتزويج السعوديين ببنات بلادها بصراحة عن هذه التجارب، وما يستتبعها من مشكلات.
تقول عزيزة باشراحيل وهي سيدة إندونيسية تبلغ من العمر 55 عاماً، إنهم في إندونيسيا "مساكين"، ومهرهم بسيط، وتقوم المرأة الإندونيسية بكل احتياجات الزوج، فهي تعمل خادمة وأماً وزوجة ومربية.
وتوضح أن الإندونيسية لا تريد الذهب والملابس الراقية والتسوق المفرط، ولعل السعودي يبحث عن هذه المواصفات.