أطلق المختص في مجال الطقس وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك خالد الزعاق، تحذيرات بخروج وانتشار نوعين من الأفاعي الخطيرة بالأراضي الرملية والحجرية بمعظم مناطق السعودية خلال هذه الأيام.
وقال الزعاق إن أفعى "أم جنيب" وكوبرا "الصل الأسود" تخرج في الأراضي الرملية والحجرية في هذا المناخ والتوقيت من كل عام، وتلدغ أي إنسان يقترب منها.
وأضاف أن خطورتهما تتمثل في عدم إمكانية رؤيتهما عن قرب لإخفاء نفسهما بالرمال وبين الحجر.
أفعى أم جنيب
وتبدأ الأفاعي بأنواعها المختلفة عملية السبات الشتوي، نهاية فصل الخريف وتستمر حتى بداية فصل الربيع، وتتشابه بذلك مع بقية الزواحف على وجه الأرض. ويطرأ على جسدها خلال مدة السبات التي تمتد أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني وحتى بداية شهر أبريل/ نيسان، عدة تغييرات، منها: انخفاض نشاط عدد من الوظائف والصفات الحيوية، مثل انخفاض درجات الحرارة ومعدل ضربات القلب والتنفس.
لكن تختلف "أم جنيب" عن غيرها من الأفاعي بأن مدة سباتها تمتد من بداية شهر يناير/كانون الثاني حتى فبراير/شباط، كما أن بإمكانها أن تكسر هذا السبات في الأيام الدافئة.
ويأتي تحذير الخبير خالد الزعاق منها، مع انتهاء الموجة الباردة التي ضربت المملكة منذ أسبوعين وعودة درجات الحرارة للارتفاع.
الاسم العلمي لها Cerastes gasperettii. وتسمى أيضاً بالأفعى ذات القرون، وقد سميت بهذا الاسم لوجود حراشف فوق عينيها على هيئة قرون. وهي من الأفاعي الخطيرة، وذات درجة سمية عالية، وتنتشر في معظم مناطق المملكة العربية السعودية وإيران وشمال إسرائيل وفلسطين وصحراء الجزائر.
وتتميز "أم جنيب" بضخامة جسدها ودقة عنقها ورأسها العريض، وبانتشار أشرطة بنية كبيرة على ظهرها وبقع بيضاء صغيرة الحجم قليلة العدد، كما يميل لونها عموماً إلى البني المغبر. ويبلغ متوسط الطول الكلي (الجسم + الذيل) لهذه الأفعى بين 30-60 سم، وعادة ما تكون الإناث أكبر من الذكور.
وتُصنف ضمن الأفاعي الخطيرة جداً وشديدة السمية، حيث يعمل سمها على تكسير كريات الدم الحمراء وإتلاف شبكة الأوعية الدموية، مسببا نزيفاً دموياً داخلياً حاداً، إذ يكفي 40 إلى 50 ملغم من سمها لقتل إنسان.
وتتواجد في الأراضي الرملية الرخوة والأراضي المغطاة بالغرانيت والحجارة وتنشط أثناء الليل، وأحياناً في الصباح أو قبل الغروب بقليل، كما تختبئ أثناء النهار في الرمال الرخوة.
من أهم سلوكيات هذه الأفعى أنها تدفن نفسها بالرمل في فترات مختلفة من الليل، ولكن أكثر الأوقات التي تقوم هذه الأفعى بهذه الحركة في نهاية نشاطها ليلاً، حين تجد المأوى والجحر المناسب لبقائها به خلال النهار، فإنها تدفن نفسها بقربه حتى يخرج النهار أو تشتد الحرارة.
وتستعمل هذه الأفعى قرونها للحصول على الغذاء، من خلال تحريك القرون عند مشاهدة الطيور الصغيرة، فتعتقد تلك الطيور أن هذه القرون هي ديدان صغيرها فتنقض عليها فتصيدها الأفعى.
كوبرا الصل الأسود
الصل الأسود المعروف أيضاً باسم ثعبان الصحراء الأسود وكوبرا الصحراء، واسمه العلمي Walterinnesia aegyptia، وهو جنس من الثعابين السامة.
هذا الثعبان سام للغاية، ويؤثر سمه على الجهاز العصبي مما يسبب شللاً للجسم، وقد يؤدي إلى الوفاة.
يتميز بلونه الأسود اللامع من ناحية الظهر، الرأس أعرض من العنق نسبياً والجسم أسطواني طويل وقد يصل طول الحيوان البالغ إلى أكثر من متر. له أنياب دقيقة في الفك العلوي والتي لها المقدرة على إفراز كمية من السم قادرة على قتل الإنسان.
الموطن الأصلي لهذا الثعبان في منطقة الشرق الأوسط. تم العثور على هذا الثعبان في دول مصر ولبنان وليبيا والأردن وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، وقد يوجد أيضاً في المناطق السورية المتاخمة للبنان.
يسكن في البيئات الصحراوية السهلية ويتواجد معظم الأوقات في جحور القوارض والسحالي، وذلك لأنها تكون مأوى مناسباً له، كما لوحظ تواجده كذلك في كثير من الأحيان قرب سكن الإنسان في المستوطنات الزراعية.
هذا الثعبان هو ليلي المعيشة. ويكون أكثر نشاطاً في منتصف الليل تقريباً. غالباً ما يستخدم أساليب الانقباض والاختناق بالإضافة إلى السم لقتل الفريسة. هناك تقارير عن أن هذا الثعبان عدواني عندما يشعر بالخطر، ولكن مثل معظم الثعابين، سوف يحاول عادة الهروب فوراً بدلاً من اللدغة أو مواجهة التهديد.
على الرغم من أن الصل الأسود قد يرفع رأسه عند الشعور بالتهديد إلا أنه لا يستطيع نفخ عنقه وتكوين القلنسوة مثل الكوبرا الحقيقية، وهذا أحد الفوارق الأساسية بينهما.
يتغذى أساساً على السحالي مثل السقنقور، الوزغ، الضب والثعابين الأخرى، والضفادع، وأحياناً الفئران والطيور. يمكن أيضاً أن يأكل الجيف بسهولة.