أقرَّت واشنطن، أمس الإثنين 5 مارس/آذار 2018، بأن قسماً من المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم في شمالي سوريا، غادروا مواقعهم متَّجهين إلى عفرين المجاورة، لمؤازرة رفاقهم في صدِّ الهجوم الذي تشنه تركيا على المنطقة ذات الغالبية الكردية، الأمر الذي تسبَّب بـ"وقفة عملانية" في المعارك التي يخوضونها ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الكولونيل روب مانينغ، إن "الوقفات العملانية تحدث دوماً لأسباب مختلفة"، مؤكداً أن "طبيعة مهمتنا في سوريا لم تتغير… هذه الوقفة العملانية لن تحيد نظرنا عن هدفنا الرئيسي، ألا وهو تنظيم الدولة الإسلامية".
بدوره قال متحدث ثانٍ باسم البنتاغون، هو الميجور آدريان رانكين-غالواي، إن الولايات المتحدة تواصل تنفيذ العمليات العسكرية الخاصة بها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مشدداً على أن مغادرة المقاتلين الأكراد لم تؤدِ إلى استعادة الجهاديين لأي من الأراضي التي خسروها في سوريا.
وقال: "نحن على علم بمغادرة قسم من عناصر قوات سوريا الديمقراطية من منطقة وادي الفرات الأوسط، ونواصل الإشارة إلى التكاليف المحتملة لأي انحراف عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية "تواصل احتواء تنظيم الدولة الإسلامية ودحره في وادي الفرات الأوسط".
تركيا كانت قد حذرت
وكانت تركيا قد أكدت في بداية حملتها على عفرين بأنها لا تريد مواجهة مع القوات الأميركية، وأن الجنود الاميركيين يمكن أن يعلقوا في القتال إذا ارتدوا بزات وحدات "حماية الشعب" الكردية.
وأشار المسؤول التركي أن بلاده لا تريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة في منبج ولا في شرق الفرات ولا في أي مكان آخر، مضيفاً: "لكن الولايات المتحدة يجب أن تتفهم حساسيات تركيا. إذا ارتدى جنود أميركيون بزات الإرهابيين أو كانوا بينهم في حال حدوث هجوم ضد الجيش، فلن تكون أي فرصة للتمييز بينهم وبين المقاتلين الأكراد. وإذا وقفوا ضدنا بمثل هذه البزات فسنعتبرهم.. إرهابيين".
ويأتي إقرار البنتاغون بأن بعضاً من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية غادروا جبهات القتال في وادي الفرات الأوسط، بعد التحذير الذي أطلقه قائد المنطقة العسكرية الوسطى (سنتكوم)، الجنرال جو فوتيل من "تباين المصالح" في المنطقة.
وقال فوتيل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، الأسبوع الماضي، إن "قلقنا بالطبع هو أن هذا النشاط في عفرين ينتقص من جهودنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
وأطلقت أنقرة، في 20 يناير/كانون الثاني عملية "غصن الزيتون"، التي تقول إنها تستهدف مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين، الواقعة على حدودها.
وتعتبر "وحدات حماية الشعب" العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لكن أنقرة تعتبرها منظمة إرهابية، شأنها في ذلك شأن حزب العمال الكردستاني.
وتخشى أنقرة من أن يقيم الأكراد في سوريا منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، على غرار إقليم كردستان في شمالي العراق.