اعتقلت القوات العراقية، الأحد 4 مارس/آذار 2018، مسؤول وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وعدداً من مساعديه في ضواحي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمالاً).
وقال الرائد في استخبارات الجيش، عبدالعزيز عز الدين المعاضيدي، في تصريح لوكالة الأناضول، إن "قوة من الجيش العراقي اعتقلت، اليوم، المسؤول الأول عن إدارة وكالة (أعماق) في مدينة الموصل، ويدعى عثمان خالد الأمين".
وأضاف المسؤول العسكري أن "الأمين اعتقل في قرية (اللك) على مشارف مدينة الموصل من جهة الجنوب الشرقي"، دون تفاصيل إضافية.
وأشار إلى أن "المعتقل أدلى بمعلومات فور إلقاء القبض عليه، أفضت إلى اعتقال 6 أفراد (لم يحدد هوياتهم)، يتواجدون في القرية ذاتها، كانوا مساعدين له إبان سيطرة داعش على المنطقة".
ولفت المعاضيدي إلى أن "نتائج التحقيقات الأولية مع الإرهابيين، تؤكد مسؤوليتهم عن إدارة الوسيلة الإعلامية (أعماق) التي كانت تعود للتنظيم في الموصل".
وسيلة لبث الرعب
وأوضح أن التنظيم كان يستخدم الإعلام في "ترويع المواطنين، وبث الخوف والذعر في نفوسهم، من خلال نشر أخباره على مدار الساعة، أو نشر مقاطع مصورة لعملياته الإجرامية في منصاته الإعلامية، أو طبعها على أقراص صلبة وإجبار السكان على أخذ نسخة منها ومشاهدتها".
وبيّن المعاضيدي أن قوات الأمن العراقية ستُنهي التحقيقات مع الموقوفين وترسلهم مع إفاداتهم إلى القضاء ليقرر مصيرهم، مشيراً أيضاً أن البحث "مستمر لأن هناك فرقاً إعلامية أخرى، كانت تساعد التنظيم في مجال الإعلام وغيرها من المجالات؛ ولا بد من القضاء عليها كونها تعد قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة".
ضربة جديدة لداعش
وتأسست وكالة "أعماق" عام 2014، عند ظهور تنظيم "داعش" في المنطقة، وسيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وإعلانه ما يُسمَّى "دولة الخلافة".
وتعد الوكالة الذراع الإعلامية للتنظيم، وبثت على مدى سنوات أخبار التنظيم ومقاطع مصورة تروج لـ"داعش"، من بينها عمليات إعدام جماعية مروعة.
ويُعد اعتقال المسؤول عن وكالة "أعماق" ضربةً قويةً أخرى للذراع الإعلامية للتنظيم، حيث قُتل في مايو/أيار 2017، ريان مشعل، مؤسس الوكالة في غارة شنَّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقُتل مشعل، الذي يعرف كذلك باسم براء كادك، في قصف على مدينة الميادين، التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف بالقرب من الحدود السورية مع العراق.
وأعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول 2017، استعادة جميع أراضيه من قبضة "داعش"، الذي سيطر عليها في 2014، والتي كانت تقدر بثلث مساحة البلاد؛ إثر حملات عسكرية متواصلة استمرت ثلاث سنوات، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجياً لأسلوبه القديم في شنِّ هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، التي كان يتبعها قبل عام 2014.