لا تمتلك القوات المسلحة الألمانية غواصات ذات قدرات قتالية وتعاني نقصاً حاداً في العتاد، لدرجة أنَّ وحدة دبابات اضطرت لاستخدام عصا مكنسة مطلية لمحاكاة ماسورة سلاح (سبطانة وهي الجزء الأنبوبي من الأسلحة النارية أو المدافع) في مناوراتٍ لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووفقاً لتقرير داخلي مُسرَّب للجيش، اضطرت القوات المشاركة في مناورات "نوبل ليدجر" التابعة للناتو في النرويج عام 2014 إلى استخدام عصا مكنسة طُليت بالأسود لمحاكاة سلاحٍ مفقود على متن ناقلة جنود مدرعة من طراز جي تي كيه بوكسر.
كانت شكاوى النقص المستمر في ما يتعلَّق بالدبابات العاملة، وقطع الغيار، والسترات الواقية من الرصاص، والخيام وملابس الشتاء، قد أثارت الشكوك في التعهدات الألمانية بقدرتها على تولي مزيدٍ من المسؤوليات داخل الحلف وتشكيل قدرات عسكرية مشتركة، وفق ما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية.
وصرَّح مفوض شؤون الدفاع بالبرلمان الألماني، هانز-بيتر بارتلز، أنَّ الجاهزية القتالية للقوات قد تدهورت منذ إعادة هيكلتها عام 2011 وأنَّ حالة المعدات كانت سيئة للغاية.
وأضاف بارتلز للصحفيين أنَّ ألمانيا، باعتبارها أكبر دول الاتحاد الأوروبي، وبالنظر إلى وضعها الاستراتيجي في أوروبا الغربية، فإنَّ لديها تفويضاً صريحاً بالدفاع الجماعي في أوروبا.
ولفت إلى أنَّ البحرية لديها فقط تسع فرقاطات، مقارنة بـ15 فرقاطة كان من المقرر توفرها، ويجرى إرسالها بشكل مُتكرر إلى الصيانة. ومنذ أكتوبر/تشرين الثاني، لم تكن أي من الغواصات الألمانية الست جاهزة للقتال وفي بعض الأحيان لم تكن أي طائرة نقل عسكرية واحدة من طراز إيرباص A400M متاحة للاستخدام.
وقال بارتلز إنَّه في عام 2017 كان هناك 21 ألف وظيفة لضابط ووظائف أخرى صغيرة شاغرة وإنَّ القوات الجوية كانت تُعاني نقصاً يبلغ 83 طيَّاراً. وتدهورت جاهزية بعض منظومات الأسلحة بشكلٍ كبير بسبب نقص قطع الغيار.
عزا بارتلز المشكلات إلى قرارٍ اتُخِذ عام 2011 بإعادة هيكلة القوات المسلحة وتوفير الأموال. واتهم بارتلز أورسولا غيرترود فون دير لاين، التي أصبحت وزيرة للدفاع عام 2013 وتعهَّدت بزيادات كبيرة في التمويل، بالفشل في تقديم تحسينات ملموسة. وقد رُشِّحت لتخلف أنجيلا ميركل.
كانت ألمانيا قد قلَّصت الإنفاق الدفاعي في أعقاب نهاية الحرب الباردة وتشكو قواتها من النقص منذ سنوات في الوقت الذي تضطلع فيه هذه القوات بمسؤولياتٍ متزايدة، بما في ذلك الانتشار الحالي في أفغانستان وسوريا والعراق ومالي وكوسوفو والبحر المتوسط والقرن الإفريقي.
وينخرط المحافظون الذين تنتمي إليهم ميركل والديمقراطيون الاشتراكيون، الذين لم يوافقوا على تشكيل حكومة إلا منذ أسبوعين بعد أكثر من أربعة أشهر من الانتخابات العامة غير الحاسمة، بالفعل في خلافٍ بشأن الإنفاق العسكري، إذ يتصدى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني لخطط زيادة الإنفاق إلى 2 % من إجمالي الناتج المحلي، على غرار ما اتفقت عليه دول الحلف. وفي الوقت الحالي، لا تتجاوز هذه النسبة 1.24 % من الناتج المحلي الإجمالي.
وتعهد الجنرال فولكر فيكر، المفتش العام للجيش الألماني، بأنَّ ألمانيا سيكون لديها المعدات اللازمة لقيادة فرقة العمل المشتركة عالية الاستعداد التابعة للناتو في أوروبا الشرقية اعتباراً من عام 2019، مضيفاً أنَّ الأمر سيستغرق عقداً على الأقل لتعويض سنواتٍ من خفض الإنفاق.