أثارت زيارة لمفوضة الاندماج في حكومة ولاية ساكسونيا-انهالت شرقي ألمانيا، المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لمسجد، مرتديةً شالاً على شعرها، أثارت جدلاً وغضبَ وزير التعليم المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي (اليمين الوسط)، وحزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المتطرف.
وانتشرت تغريدة لوزير التعليم ماركو تولنر، عبَّر فيها عن صدمته حيال ظهور المفوضة سوسي موبك مرتدية الحجاب، خلال زيارتها كممثلة للحكومة المحلية لمسجد ببلدة شتيندال، وتفاعل معها المئات، رغم أن حسابه لا يحظى إلا بمتابعة عدد متواضع من الناس.
Staatssekretärin @Moebbeck tritt offiziell mit Kopftuch bei Moslems in Stendal auf. Ich bin nur noch sprachlos. pic.twitter.com/kmDnLsccWg
— Marco Tullner (@MarcoTullner) February 12, 2018
ولم تتسبب الزيارة بأي إشكال، حتى ظهور صورة للمفوضة على صحيفة محلية يوم الإثنين. وقال تولنر إن ما فعلته المفوضة لا يتوافق مع "السياسة المتبعة بخصوص المرأة" في الولاية.
ونقل تلفزيون إم دي إر العام، الأربعاء 14 فبراير/شباط، عن تولنر قوله، إنه بالنظر إلى التظاهرات في إيران، فإن الحجاب يعتبر بالنسبة للكثير من النساء بمثابة صفعة في الوجه.
وأشار في هذا السياق في تصريحات أخرى إلى ارتداء المفوضة الحجاب، في ظل ما يجري في إيران من خلع النساء الحجاب ورفعه في الهواء، الذي يُنظر إليه هناك كـ"أداة قمع".
المفوضة تقارن تصرفها بارتداء الحجاب لدى لقاء البابا
المفوضة دافعت عن نفسها بالقول إنه ليس بحجاب، بل وشاح رقبة. وقالت على موقع تويتر إنها تضعه عند زيارة دور العبادة، لتراعي قواعد اللباس المتبعة في المسجد، لذا تخلع حذاءها وتغطي رأسها، لافتة إلى وجود فرق بين عقد محادثة في مصلى أو مكتب عمل.
Nur zur Klarstellung: In einer Moschee halte ich mich aus Respekt an die dort üblichen Bekleidungsregeln. Dazu gehört, dass ich die Schuhe ausziehe und den Kopf bedecke. Es ist ein Unterschied, ob das Gespräch in einem Gebetshaus stattfindet oder in meinem Dienstzimmer. https://t.co/48iiJwmUAM
— Susi Möbbeck (@Moebbeck) February 12, 2018
وأشارت في حديثها مع صحيفة "ميتلدوشته تسايتونغ" إلى وجود قواعد لباس متبعة لدى الأديان الأخرى أيضاً، قائلة إنه يُتوقع بالطبع من كل زوار المعابد اليهودية الرجال تغطية رأسهم، لافتة إلى ارتداء رئيسة وزراء ولاية زارلاند أنغريت كرامب-كارنباور، المنتمية لحزب تولنر المسيحي الديمقراطي، الحجاب عندما التقت البابا.
وبينت أنها لا تذهب أيضاً إلى الكنيسة بلباس عاري الكتفين، مؤكدة أنها تدعم كل النساء اللواتي يقاومن ضد إجبارهن على ارتداء الحجاب والبرقع.
Ich habe die Moschee besucht. Trage auch in katholischer Kirche nicht schulterfrei. Das ist Respekt, sonst nix. https://t.co/wLHdZ1dCS4
— Susi Möbbeck (@Moebbeck) February 12, 2018
تولنر الذي انتقد المفوضة بشدة، رأى من جانبه أن ارتداء القبعة اليهودية أو النساء الكاثوليكيات الحجاب في حضور البابا لا يشكل مشكلة، قائلاً إن مفوضة الاندماج لم تكن متواجدة في المسجد كسائحة أو مؤمنة، بل كانت في مهمة رسمية كُلفت بها من قبل حكومة الولاية.
دعم من حزب الخضر للمفوضة وتفهُّم من قبل الحكومة
النقاش لم يتوقف عند شبكات التواصل الاجتماعي، بل أثاره وزير التعليم تولنر مجدداً في الحكومة المحلية، لأنه يريد ألا ترتدي المفوضة الحجاب مستقبلاً.
وبدت تصريحات ماتياس شوبه، المتحدث باسم مجلس الوزراء في الولاية داعمة لموقف المفوضة موبك، إذ قال إن هناك اتفاقاً ضمن الحكومة، على أن هناك قرارات إفرادية، مضيفاً أنه من البديهي أن على المرء أن يعدل من لبسه عند زيارة دار عبادة.
ويتكون التحالف الحكومي في الولاية من الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
اختلاف حول تفسير اتفاق في الحكومة حول زيارة المساجد
وخلص اجتماع الحكومة على ضرورة التنسيق أكثر بين وزارات الشؤون الاجتماعية والتعليم والداخلية في شؤون الاندماج، بما فيها الحجاب.
وزعم تولنر أن ذلك يتضمَّن وضع توصيات حول التصرفات عند زيارة المساجد، الأمر الذي نفاه بشدة حزب المفوضة موبك، الاشتراكي الديمقراطي. وكذلك اعتبرت كورنليا لودمان زعيمة كتلة حزب الخضر في برلمان الولاية، أنه ليس هناك حاجة لعقد جلسة للنقاش حول قواعد التصرف أو اللباس.
وقالت لودمان، في موقف داعم لموبك، إنها ترتدي أيضاً في الكنائس الكاثوليكية في إيطاليا أو بولونيا مثلاً حجاباً، مضيفة، إنها "أشياء أفعلها لأظهر أن من يقابلني وطقوسه مهمة بالنسبة لي"، مستدركة بالتوضيح أن هذا لا يعني أن تتقبل كل ما في هذا الدين دون انتقاد.
وعلق تولنر في "تغريدة أخيرة" على القضية صباح الأربعاء، بإعادة تغريد تعليق في موقع صحفي، تدعي كاتبته أن مفوضة الاندماج في الولاية مكلفة بإدماج الآخرين في الثقافة الألمانية، وليس نفسها في "الثقافات الأجنبية".
Erhellendes aus Stendal. #lasttweet https://t.co/zrlvGK1zMV
— Marco Tullner (@MarcoTullner) February 14, 2018