في حواره مع "عربي بوست"، تحدَّث المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، عن وثائق ومستندات في حوزة رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان بالخارج. وقال جنينة إنه في حال تعرّض عنان لأي مكروه فسوف تظهر تلك الوثائق التي ستدين الكثيرين.
ولم يُفسر جنينة ما طبيعة تلك الوثائق، ولا ماهيتها، وإن كان ألمح أنها ذات صلة بفترة إدارة المجلس العسكري لمصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وما حدث فيها من تجاوزات من قبل قوات الأمن.
مصادر عسكرية ساءها الصراع المتصاعد بين أجنحة داخل القوات المسلحة، وعلى وجه الخصوص بين مجموعة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمخابرات الحربية، وبين رئيس الأركان السابق وأنصاره داخل القوات المسلحة، أمدت "عربي بوست" بمعلومات جديدة، تجيب عن السؤال الذي شغل الرأي العام المصري طوال الساعات اللاحقة لنشر مقابلة المستشار هشام جنينة "ما طبيعة الوثائق التي يملكها عنان؟".
المعلومات أشارت إلى أن ما تحدث عنه جنينة لم يكن وثائق بالمعنى الحرفي، ولكنها عبارة عن مجموعة شرائط فيديو مصورة (فيديو)، مسجلة من قلب غرفة القيادة العامة للقوات المسلحة.
ومن المتعارف عليه أن كافة اجتماعات قيادة القوات المسلحة في مصر يجري تسجيلها صوتاً وصورة. وكان عنان بحكم موقعه حينها كرئيس أركان للجيش له حق الولوج إلى تلك الفيديوهات.
ووفقاً للمعلومات التي أمدنا بها من أغضبهم الوضع داخل القوات المسلحة، فقد احتفظ عنان لنفسه بنسخة منتقاه من تلك الفيديوهات، تحمل مشادات ومشاحنات بين أعضاء المجلس، كما تشمل أيضاً أحاديث عن كثير من أمورهم المالية.
يذكر أن المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، هو قاسم مشترك في كل تلك المقاطع، وكثير منها يظهر فيها بصوته وهو يتحدث عن استثماراتهم وأنشطة مالية تتعلق بأعضاء المجلس العسكري.
وبحسب المعلومات التي وصلتنا فإن الشق السياسي في تلك الأشرطة يشمل واقعه ماسبيرو بشكل أساسي.
من ناحية أخرى أشار مصدر عسكري، رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية منصبه، إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لمصر يومي الأحد والإثنين، 11 و12 فبراير/شباط 2018، كانت تتضمن سعيه للصلح بين الطرفين، الفريق سامي عنان من جهة، والسيسي وقيادات الجيش من جهة أخرى.
وأوضح المصدر أن المشكلة الرئيسية التي تعوق عملية الصلح هي أن كلا الطرفين "رافض الالتقاء في المنتصف"، وهو ما يعقّد الأمور. وذكر أن عنان متمسك برأيه بصورة كبيرة، وطلب "ترضية كبيرة" لا يستطيع الطرف الآخر الموافقة عليها.
وكشف جنينة في حوار خاص مع "عربي بوست"، عن امتلاك الفريق سامي عنان لمستندات وصفها بـ"بئر الأسرار"، التي تضمن وثائق وأدلة تدين الكثير من قيادات الحكم بمصر الآن، وهي متعلقة بكافة الأحداث الجسيمة التي وقعت عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني.
وعبَّر جنينة عن تخوّفه على حياة الفريق عنان داخل السجن، وأنه من الممكن أن يتعرض لمحاولة اغتيال وتصفية، كما حدث مع الفريق عبدالحكيم عامر، محذراً في الوقت ذاته أنه في حال المساس به فسوف تظهر الوثائق الخطيرة التي يمتلكها عنان، وحفظها عنان مع أشخاص خارج مصر.