تحدث وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، عن تفاصيل خطة إماراتية-سعودية ضد القيادة القطرية، على خلفية اندلاع الأزمة التي تعصف بالخليج منذ يونيو/حزيران 2017، مؤكداً أن مساعي البلدين انتهت بالفشل.
وأجرى العطية حواراً مع صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة 2 فبراير/شباط 2018، في أعقاب زيارة إلى العاصمة الأميركية لإجراء حوار، وصفته الصحيفة بـ"الاستراتيجي" مع وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس.
وسألت الصحفية لالي ويماوث وزير الدفاع القطري عما إذا كان هنالك خشية في الدوحة من غزو محتمل تقوم به السعودية والإمارات، وأجابها العطية: "لن أقول إننا خائفون. لكن النيَّة لديهم بالتدخُّل عسكرياً"، مشيراً في تعليقه على وجود قوات تركية في قطر، بقوله إن علاقات الدوحة وأنقرة ممتدة من قَبل الأزمة الخليجية.
هل ما زالت السعودية والإمارات ترغبان في الغزو؟
أجاب العطية بذكر تفاصيل عن خطة الرياض وأبوظبي، وقال إن الدوحة أبطلت نية الإمارات والسعودية بغزو قطر، مشيراً إلى أن الدولتين سعتا إلى ذلك منذ بداية الأزمة، وأضاف: "حاولوا فعل كل شيء، حاولوا إثارة القبائل، حاولوا استخدام المساجد ضدنا، ثم حاولوا جلب بعض الدُمَى واستبدال قادتنا".
وعما إذا كانت السعودية والإمارات تريدان تنصيب أمير جديد للبلاد، أجاب العطية بقوله: "هذا صحيح، جلبوا دُميتهم عبد الله بن علي آل ثاني، وهو قريبٌ لأميرٍ قطري سابق، على شاشات التلفاز، وقالوا (سمو الأمير فلان)… ثم، حين فشلت خطتهم، خطفوا هذا الرجل، فيما حاوَلَ الانتحار كي يغادر أبوظبي. حاولوا إغراءه، وقد اتبعهم فترةً من الوقت، ثم وجدوا بديلاً عنه؛ لذا أرادوا التخلُّص منه. لديهم شخصٌ آخر الآن".
وأكد العطية أن محاولتهم مع الشخص الجديد لن تنجح أيضاً، وأنه لن يكون بمقدورهم فعل شيء، مضيفاً: "الشعب القطري يحب أميره".
واعتبر العطية أن دول الحصار أجرت حساباتها بشكل خاطئ منذ حادثة اختراق وكالة الأنباء القطرية، وقال إن تلك الدول "اعتقدت أن بإمكانها ضربنا بشدة، وأن يُخضعوا الشعب القطري. لكن الشعب أظهَرَ تضامناً وصار أكثر صموداً. وقد عزَّزنا علاقاتنا الثنائية عبر أرجاء العالم. لذا، بإمكانك القول إن الخطة فشلت بما يتضمَّن كل مطالبهم الـ13".
وأكد العطية أنه لم يكن هناك ادعاءٌ واحدٌ حقيقي من الادعاءات الموجهة ضد قطر، وقال: "نحن الدولة الوحيدة التي وقَّعَت مُذكِّرة تفاهم مع الولايات المتحدة للتصدي للإرهاب. ولدينا فِرَقٌ من كل الإدارات المعنيّة تعمل معاً (مع الولايات المتحدة) أسبوعياً في الأغلب".
ولا تزال دول الحصار، وفقاً لوزير الدفاع القطري، تضع شروطاً مسبقة للمضي في حل الأزمة الخليجية، وهو ما أكد العطية رفض الدوحة إياه، مشيراً إلى أن الحل الوحيد للنزاع هو الحوار، وأوضح أن الرئيس الأميركي يحاول العمل على حل الأزمة، وقال: "سمعت أنه سيدعو مجلس التعاون الخليجي قريباً إلى واشنطن".
تعاون قطري أميركي
وبيّن العطية سبب لقائه مع وزير الدفاع الأميركي ماتيس، قائلاً إن "الموضوع الرئيسي هو أن لدينا خططاً تنقل التعاون العسكري-العسكري إلى مستوى آخر"، مشيراً إلى "توسيع قاعدة العُديد (القاعدة الجوية القطرية التي تستضيف القوات الأميركية)، ونبني مساكن ونزيد من طاقتها الاستيعابية".
وأشار العطية إلى أنهم يحاولون مع القوات الأميركية زيادة التدريبات، مشيراً إلى أن معظم معدات قطر من الولايات المتحدة، وقال إن الدوحة سيكون لديها طائرات "إف-15" خلال عامين، مضيفاً: "لدينا بالفعل طائرات (سي-17) و(سي-130)".
وتحدث العطية عن تنفيذ القوات القطرية حملات جوية جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية ضد الإرهاب، وأوضح أن تلك العمليات تتم في العراق وأفغانستان، وقال أيضاً إن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، وحلف الناتو، يستخدمان الجسور الجوية القطرية.
ولفت الوزير القطري إلى أنهم يواجهون مشكلات في عمليات مواجهة الإرهاب؛ لأن السعودية والإمارات تُربكان المهمة؛ نظراً إلى أن طرق الملاحة الجوية مغلقة، وقال إنه على الرغم من أن الدولتين عضوتان في التحالف، فإنهما تُربكان العميات بالحصار الذي تفرضانه على قطر.
العلاقة مع إيران
وفي إجابته عن سؤال لصحفية "واشنطن بوست" عن علاقات الدوحة مع طهران، قال العطية: "علينا أن نقيم علاقات ودودة مع الجميع. نحن مسؤولون عن الإمداد بقدرٍ هائلٍ من الطاقة في العالم. لا بد أن يكون لدينا تدفُّق سلسٌ للطاقة، وهذا يعني أننا لا بد ألا يكون لدينا أعداء".
وأعرب العطية عن وجود قلق قطري بشأن الأنشطة العسكرية الإيرانية خارج حدودها، وتساءل: "كيف نتعامل مع هذه القضية؟ هناك الطريقة الصعبة، التي ستكون بمثابة كارثة. ثم هناك الانخراط والحوار، وهذا ما نُشجِّعه دائماً".
وأوضح العطية سبب استيراد مواد غذائية من إيران بعد فرض الحصار على قطر، وقال: "إيران هي المجال الجوي الوحيد الذي لدينا الآن؛ فقد أغلقوا كل شيءٍ أمامنا. قدَّمَت لنا إيران خطاً بحرياً، أمكننا من خلاله أن نجلب موادنا الغذائية، التي جاءت معظمها من أذربيجان أو تركيا أو أوروبا".
الوضع في سوريا
وعلق العطية على اتهامات توجه إلى قطر بـ"دعمها جماعات إرهابية في سوريا" التي لا تزال مشتعلة بالحرب، ورفض وزير الدفاع القطري تلك الادعاءات، وقال: "هذا اتهام خاطئ ضد قطر، نحن نُركِّز في سوريا على مقاتلة تنظيم داعش".
واعتبر أن العملية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا تجري بصورة جيدة، موضحاً "أنه حين تعرضوا (مقاتلو داعش) للضغط في العراق، ظهروا في سوريا. وحين تعرَّضوا للضغطِ في سوريا، ظهروا في العراق. نحن بحاجةٍ لنسبِ الفضلِ في ذلك للجنرال ماتيس لأنه يقاتل داعش بصورةٍ جيِّدةٍ للغاية".