مصير الأسد، الدستور، وقوات الأمن.. سوتشي يتجاهل مطالب رئيسية للمعارضة السورية وهذه خلاصة ما خرج به المؤتمر

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/31 الساعة 00:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/31 الساعة 00:28 بتوقيت غرينتش

اختتم مؤتمر السلام السوري في روسيا أعماله، مساء الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2018، ببيان يدعو لإجراء انتخابات ديمقراطية، لكنه تجاهل المطالب الرئيسية للمعارضة، بعد يوم خيَّم عليه شجار بين المندوبين، ومقاطعة كلمة وزير الخارجية الروسي.

واتفق المشاركون أيضاً على تأسيس لجنة لإعادة كتابة الدستور السوري، لكن كثيرين من ممثلي المعارضة قالوا إن المؤتمر يهدف إلى خدمة مصالح الرئيس بشار الأسد وموسكو حليفته الوثيقة.

وقال البيان الختامي، إنه ينبغي للسوريين تحديد مستقبلهم من خلال انتخابات، لكنه لم يوضح ما إذا كان سيُسمح للاجئين السوريين بالمشاركة، وهو أمر سعى إليه معارضو الأسد والدول الغربية. وذكر البيان أن السوريين يملكون وحدهم الحق في اختيار نظامهم السياسي، بعيداً عن التدخل الأجنبي.

وحثَّ البيان أيضاً على الحفاظ على قوات الأمن، دون الدعوة إلى إصلاحها، كما تطالب المعارضة.

وقال مصطفى سيجري، المسؤول الكبير في الجيش السوري الحر بشمالي سوريا، إن المؤتمر "تفصيل على مقاس الأسد ونظامه الإرهابي"، وأضاف أن بيان سوتشي "لا يعنينا وليس محل نقاش".

واستضافت روسيا، حليفة الأسد الوثيقة، المؤتمر الذي أطلقت عليه اسم (مؤتمر الحوار الوطني السوري)، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.

وبعدما ساعدت في تحويل دفة الحرب لصالح الأسد قدَّمت موسكو نفسها باعتبارها وسيطاً للسلام في الشرق الأوسط.

غياب قوى كبرى عن المؤتمر


لكن غاب عن الحدث قيادات المعارضة السورية، وقوى كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بسبب ما تراه عزوفاً من جانب الحكومة السورية عن التواصل على النحو الملائم.

وتدعم البلدان الغربية عملية سلام منفصلة، تتوسط فيها الأمم المتحدة، وأخفقت حتى الآن في تحقيق تقدم صوب إنهاء الحرب. وعقدت أحدث جولة من المحادثات في فيينا الأسبوع الماضي.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا، الذي حضر مؤتمر سوتشي في تصريح للصحفيين في نيويورك عبر الهاتف "لا نريد عملية جديدة، لا نريد أي عملية منافسة".

وأضاف أن اللجنة الدستورية التي اتفق عليها في سوتشي "ستصبح واقعاً في جنيف"، حيث أجريت أغلب محادثات السلام السورية التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال دي ميستورا أيضاً إنه سيحدد معايير اختيار أعضاء اللجنة، ويختار نحو 50 شخصاً من الحكومة والمعارضة وجماعات مستقلة.

وشارك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في افتتاح المؤتمر، الثلاثاء، حين قرأ بياناً للرئيس فلاديمير بوتين، جاء فيه أن الأجواء مواتية لأن تطوي سوريا "صفحة مأساوية" في تاريخها.

لكن بعض الحاضرين وقفوا وبدأوا في مقاطعته، متهمين روسيا بقتل المدنيين في سوريا بضرباتها الجوية.

وكان الحدث مذاعاً على التلفزيون الروسي الرسمي، الذي عرض لقطات لحارسي أمن يقتربان من أحد الحضور ويطلبان منه الجلوس.

وردَّد آخرون هتافات تأييد لروسيا.

خلاف على العلم


وفي انتكاسة أخرى، رفضت مجموعة من المشاركين، من بينهم أعضاء من المعارضة المسلحة جاؤوا من تركيا الخروج من مطار سوتشي، إلى حين إزالة كل اللافتات التي تحمل علم النظام السوري، وما يخص الحكومة السورية.

وقال أحمد طعمة رئيس الوفد، إن جماعته قاطعت المؤتمر، وستعود إلى تركيا بسبب مشكلة العلم، وما وصفه بعدم الوفاء بتعهدات بإنهاء قصف المدنيين.

وقال في تسجيل مصور بالمطار "فوجئنا بأن أياً من الوعود التي قُطعت لم تتحقق، فلا القصف الوحشي للمدنيين توقف، ولا أعلام النظام أزيلت عن لافتات المؤتمر وشعاراته".

وأقر أرتيوم كوجين، الدبلوماسي الكبير بوزارة الخارجية الروسية بوجود بعض التعقيدات.

وكتب كوجين على شبكات التواصل الاجتماعي "ظهرت بعض المشكلات حين علقت مجموعة من المعارضة المسلحة -جاءت من تركيا- مشاركتها على مطالب إضافية".

وأضاف أن لافروف تحدث هاتفياً مرتين مع نظيره التركي، الذي أبلغه أن المشكلة ستنتهي.

وشارك في المؤتمر وفدان للحكومتين التركية والإيرانية.

وفي تصريح للصحفيين قال فيتالي نومكين، الخبير الروسي في الشرق الأوسط ومستشار دي ميستورا، إن المشكلات التي واجهها المنظمون لم تفسد الحدث.

وقال نومكين "الأمر ليس خطيراً، لم ينفجر قتال بينهم ولم يقتل أحد. هذه أمور معتادة في العمل".

تحميل المزيد