من موسكو إلى سيدني وحتى العاصمة الأميركية واشنطن، سيكون الناس على موعد مع هدية سماوية نادرة، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2018، حينما تتزامن ثلاث ظواهر قمرية في الوقت نفسه.
وسيتمكن الناس من رؤية هذه الظواهر إذا سمحت الأحوال الجوية بطبيعة الحال.
وللمرة الأولى منذ عام 1866، سيتزامن كلٌّ من القمر أو البدر الأزرق (حينما يظهر القمر الكامل مرتين في الشهر الميلادي)، والقمر العملاق (حين يكون القمر قريباً بصورة غير معتادة من الأرض، ما يجعله يبدو أكبر وأكثر بريقاً)، والقمر الدموي (وهي لحظة تحدث أثناء خسوف القمر حين يبدو القمر أحمر اللون)، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
متى نراه؟
إن كنت تعيش في الولايات المتحدة، ستكون قادراً على رؤية الخسوف -والهدية السماوية الثلاثية- صباح الأربعاء تماماً قبل غروب القمر.
أما بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فسيبدأ الخسوف قبيل شروق الشمس عند الساعة 5:51 صباحاً بتوقيت شرقي الولايات المتحدة، حين سيبدأ القمر العملاق الأزرق في التحوُّل إلى اللون الأحمر. وسيحدث ذلك عند الساعة 4:51 صباحاً بتوقيت وسط الولايات المتحدة، ويمكن لأولئك الموجودين في الساحل الغربي رؤيته عند الساعة 2:51 صباحاً.
وقالت ناسا إنَّ الراصدين الفلكيين الموجودين في الولايات المتحدة سيكونون قادرين على رؤية الخسوف قبل شروق شمس الأربعاء.
ووفقاً لناسا، يمكن لأولئك الموجودين شرقاً (في الشرق الأوسط، وآسيا، وشرقي روسيا، وأستراليا، ونيوزيلندا) رؤية "القمر الأزرق الدموي العملاق"، أثناء بزوغ القمر مساء 31 يناير/كانون الثاني.
وفي مدينة سيدني الأسترالية، سيبدأ الخسوف في وقتٍ أكثر ملائمة عند الساعة 9:51 مساءً مساء الأربعاء. وستحدث الظاهرة عند الساعة 11 مساءً في نيوزيلندا، والسادسة مساءً في شنغهاي، والواحدة ظهراً في موسكو.
كيف نراه؟
طالما لا توجد غيوم، ما عليك إلا أن تنظر إلى السماء فحسب!
وقال مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي لصحيفة الغارديان البريطانية، إنَّ معظم مدن العاصمة الأسترالية، التي تُعَد من أفضل الأماكن لرؤية هذا الحدث، بها فرص ظهور غطاء كبير من السحب. ويبدو أنَّ الضواحي الشرقية لملبورن على موعدٍ للحصول على رؤية جيدة، لكنَّ الضواحي الغربية على الأرجح ستُفوِّت الخسوف بسبب السحب، تماماً كما هو الحال في بريزبان وأديلايد.
أمَّا في كانبيرا وهوبارت وداروين، فإنَّ احتمالية حجب السحب للرؤية من عدمه متقاربة، في حين تبدو بيرث والساحل الأوسط لولاية كوينزلاند على موعدٍ مع رؤية جيدة.
ووفقاً لشركة أكيو ويذر المختصة بخدمات الطقس، توجد إمكانية كبيرة لحجب السحب الرؤيةَ عن كثيرين من مراقبي القمر في الولايات المتحدة أيضاً، مع توقُّعٍ بأن يشهد الساحل الشرقي أفضل الظروف التي تُهيِّئ رؤية جيدة.
وستفوت فرصة رؤية الخسوف على القُرَّاء في أوروبا الغربية ومعظم إفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية.
لكن لا داعي للقلق، فبالنسبة لأولئك الذين لن يستطيعوا رؤية الخسوف مباشرةً، توجد العديد من المجموعات التي ستبث الحدث مباشرةً، بما في ذلك مشروع التلسكوب الافتراضي وجامعة ويسترن سيدني الأسترالية.