شهد مؤتمر السلام السوري في روسيا انطلاقة متعثرة، الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2018، بعدما رفض بعض المشاركين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد مغادرة المطار لدى وصولهم، كما قاطع البعض وزير الخارجية الروسي أثناء إلقاء كلمة الافتتاح.
وتستضيف روسيا، حليفة الأسد الوثيقة، المؤتمر الذي يطلق عليه اسم (مؤتمر الحوار الوطني السوري)، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، الذي تأمل أن يطلق إشارة البدء لمفاوضات حول وضع دستور جديد لسوريا، بعد الحرب التي دخلت الآن عامها الثامن.
لكن، وفيما يمثل صفعة لموسكو، التي تريد أن تلعب دور الوسيط في عملية السلام، تغيب عن الحدث قيادات المعارضة السورية وقوى كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بسبب ما تراه عزوفاً من جانب الحكومة السورية عن التواصل على النحو الملائم.
وتدعم البلدان الغربية عملية سلام منفصلة، تتوسط فيها الأمم المتحدة، وأخفقت حتى الآن في تحقيق تقدم صوب إنهاء الحرب. وعقدت أحدث جولة من المحادثات في فيينا الأسبوع الماضي.
مقاطعة خطاب لافروف
وشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في افتتاح المؤتمر، اليوم الثلاثاء، حين قرأ بياناً للرئيس فلاديمير بوتين، جاء به أن الأجواء مواتية لأن تطوي سوريا "صفحة مأساوية" في تاريخها.
لكن بعض الحاضرين وقفوا وبدأوا في مقاطعته، متهمين روسيا بقتل المدنيين في سوريا بضرباتها الجوية.
وكان الحدث مذاعاً على التلفزيون الروسي الرسمي، الذي عرض لقطات لحارسي أمن يقتربان من أحد الحضور، ويطلبان منه الجلوس.
وردد آخرون هتافات تأييد لروسيا. وطلب لافروف من الوفود إتاحة الفرصة له لينهي كلمته أولاً.
خلاف على العلم
في انتكاسة أخرى، رفضت مجموعة من المشاركين، من بينهم أعضاء من المعارضة المسلحة، جاؤوا من تركيا، الخروجَ من مطار سوتشي إلى حين إزالة كل اللافتات التي تحمل علم النظام السوري، وما يخص الحكومة السورية.
وقال أحمد البري الذي شارك في محادثات السلام السورية في كازاخستان لرويترز، عبر الهاتف "نحن حسمنا أمرنا، وعائدون إلى تركيا، ولن ندخل مهما كان إلى سوتشي".
"لدينا شروط، أننا لن ندخل إلى أن يزيلوا كل اللافتات اللي عليها صور أعلام النظام، وما يخص النظام. لم ندخل، ولم نختم الجوازات وسنرجع فوراً إلى أنقرة".
وقال محمد عدنان، وهو صحفي وعضو بالمعارضة السورية في تركيا، إن هناك نحو 70 شخصاً في المطار ينتظرون طائرة تعيدهم إلى أنقرة.
وتلا أحد أعضاء الوفد، أحمد طعمة، البيان، فيما وقف إلى جانبه أعضاء آخرون من الوفد يحملون "علم الثورة".
وجاء في البيان "توجه وفد قوى الثورة والمعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر سوتشي قادماً من أنقرة، آملاً في دفع عملية السلم قدماً، وتحقيق انتقال سياسي جاد ينقل سوريا من الاستبداد إلى الديمقراطية"، مضيفاً "لكننا فوجئنا أن أياً من الوعود التي قطعت لم يتحقق. فلا القصف الوحشي على المدنيين توقف، ولا أعلام النظام أزيلت عن لافتات المؤتمر وشعاره، فضلاً عن افتقاد أصول اللياقة الدبلوماسية من الدولة المضيفة".
وأضاف البيان "قرر الوفد عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي ومقاطعته، والعودة إلى أنقرة، بينما سيبقى الوفد التركي متواجداً في سوتشي حاملاً مطالبنا، ساعياً إلى تحقيقها".
من جهته قال أرتيوم كوجين، الدبلوماسي الكبير بوزارة الخارجية الروسية، إن بدء المؤتمر تأجل انتظاراً لوصول كثير من الوفود والمراقبين.
وكتب كوجين على شبكات التواصل الاجتماعي "ظهرت بعض المشكلات حين علقت مجموعة من المعارضة المسلحة، جاءت من تركيا، مشاركتها على مطالب إضافية".
وأضاف أن لافروف تحدث هاتفياً مرتين مع نظيره التركي، الذي أبلغه أن المشكلة ستنتهي.
وسبق أن شكا المسؤولون الروس من محاولات إفساد المؤتمر، الذي كان مقرراً في بادئ الأمر، عقده على يومين، قبل أن يتقرر في اللحظات الأخيرة عقده ليوم واحد.