مواجهات مسلحة اندلعت بين مجموعتين يمنيتين مسلحتين؛ الأولى تدعمها الإمارات والثانية تدعمها السعودية، وذلك في مدينة عدن (جنوب البلاد)، خلّفت عشرات القتلى والجرحى، حسب صحيفة The Independent البريطانية.
وتهدد المواجهات بشل جهود الدولتين، اللتين توحدتا فيما مضى لمحاربة الحركة الحوثية، المدعومة إيرانياً، شمال اليمن.
ورغم اتصافها بالحذر عادةً، فإن دول الخليج تخوض مغامرة عسكرية غير مسبوقة في مواجهة حلفاء إيران باليمن.
لكن اليمن مزقته الحرب المستعرة منذ 3 سنوات، كما أن التناحر بين الأطراف جنوباً يعقِّد الوضع التعيس أكثر.
وكان رئيس الوزراء، أحمد بن دغر، قد شجب تحركات الانفصاليين الجنوبيين المدعومين إماراتياً ونعتها بالانقلاب، قائلاً إن الوضع يتجه نحو "مواجهة عسكرية شاملة… ما يجعلها هدية مباشرة للحوثيين ولإيران".
ويوم الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2018، انتشر القناصون في معظم أحياء عدن، وسُمعت أصوات كثيفة لإطلاق النيران الرشاشة، فضلاً عن انفجارات في تلك المدينة الجنوبية ذات الميناء الساحلي المهم، الذي تطمع الإمارات في السيطرة عليه.
تأتي المواجهات مع انتهاء مهلة، حدَّدها الانفصاليون، أمام الحكومة لتقديم استقالتها، الأحد.
ومع أن رئيس البلاد، هادي، يظل في منفاه بالسعودية، فإن إدارته تتحكم شكلياً في أربعة أخماس الأراضي اليمنية، غير أن عسكريين تدعمهم الإمارات يطالبون بالانفصال تارة وتغيير الحكومة تارة أخرى.
والأسبوع الماضي، اتهم انفصاليون جنوبيون حكومة الرئيس هادي بالفساد وعدم الكفاءة وطالبوها بالاستقالة.
وقال مستشار عسكري كبير من مستشاري الرئيس هادي، هو محمد علي المقدشي، إن أي تحرك نحو التمرد سوف يجعل من الجنوبيين أعداء.
وقال المقدشي مساء السبت 27 يناير/كانون الثاني 2018، متحدثاً من قاعدة عسكرية نائية قرب مدينة مأرب (وسط اليمن): "لا فرق بين الحوثيين وأي شخص آخر يتمرد ضد الحكومة الشرعية مهما كان، يساراً كان أو يميناً، جنوباً أو شمالاً".
وكان مصدر سياسي جنوبي كبير قد اتهم الحكومة بمفاقمة النزاع ودفعه باتجاه نزاع مسلح؛ إذ قال: "لقد أبدت حكومة هادي قلقاً من أي مظاهرة ينظمها الناس؛ لذا حاولوا وقفها بالقوة؛ ظناً منهم أنه لو نشبت معركة فإن التحالف سيتدخل وينقذهم".
لكن التحالف السعودي، قبيل المواجهات، أصدر بياناً مساء السبت، حثَّ فيه جميع الأطراف على "التزام الهدوء وضبط النفس، والتقيد بلغة الحوار الهادئ".