كشفت مصادر مقربة من أسرة الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية سابقاً، أنه لا أحد يعلم مكان وجوده حتى الآن، وأنه لم يعُد لمنزله منذ خضوعه للتحقيق داخل مقر النائب العام العسكري بالحي العاشر في حي مدينة نصر شرق القاهرة، وأنه يعدّ بالنسبة لهم مختفى قسرياً.
وتأتي تلك التطورات، بعد إصدار القوات المسلحة المصرية بياناً مسجلاً ظُهر الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2018، أعلنت فيه خضوع الفريق عنان للتحقيق داخل النيابة العسكرية، بعد إعلان نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، دون الحصول على إذن مسبق من المجلس العسكري بمصر؛ لكونه على قوائم الاستدعاء.
وعن تفاصيل الساعات الأخيرة بعد مثول الفريق عنان للتحقيق في الحادية عشرة من صباح الثلاثاء، وعقب بيان القوات المسلحة الذي شرح الاتهامات الموجهة للفريق- ذكرت المصادر في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، أن الفريق منذ التحفظ عليه والتوجه به إلى مقر النيابة العسكرية كان مكانه معلوماً بالنسبة لهم، وذلك حتى العاشرة من مساء اليوم نفسه، وبعدها أصبح مكان وجوده بالنسبة لأسرته غير معلوم نهائياً.
وتابع المصدر: "لم يتمَّ السماح سوى لمحامٍ واحد فقط، بأن يدخل معه التحقيقات، وهو المذكور اسمه في التوكيل الرسمي لمحامي الفريق عنان، فيما مكث الدكتور سمير، نجل الفريق، بصحبة المستشار هشام جنينة وعدد آخر من أعضاء الحملة، في محيط النيابة".
المكالمة الأخيرة للفريق عنان
وأوضح أنه لم يكن لدى الأسرة ومرافقيهم أي معلومات تُذكر عن وضع الفريق حتى السابعة من مساء الثلاثاء، حين تلقى أحد أفراد مكتب الفريق عنان الشخصي اتصالاً هاتفياً من دون أرقام ظاهرة، ليسمع صوت الفريق عنان، الذي أخبرهم بأنه سوف يخرج لهم خلال دقائق، وطلب منه التحضير لاجتماع مع أعضاء الحملة الانتخابية داخل مكتبه بمنطقة الزمالك في وسط البلد؛ لتدارس الموقف الانتخابي.
ووفقاً لما ذكرته المصادر المقربة من أسرة عنان، فإن تلك المكالمة كانت آخر تواصل مع الفريق عنان، قبل أن تنقطع المعلومات عنه كافة، وحتى المحامي الذي كان معه داخل التحقيقات لم يخرج لهم سوى في العاشرة مساء، وأخبرهم بأن الأجهزة الأمنية داخل مقر النائب العام العسكري أخبروه بأن الفريق غادر مقر النيابة منذ نصف ساعة.
تفاصيل التحقيقات معه
وعن تفاصيل ما تم مع عنان في أثناء التحقيقات، ذكرت المصادر أن المحامي روى لأفراد الأسرة والمرافقين ما حدث داخل النيابة.
في البداية، رافق المحامي عنانَ في أثناء دخوله المكتب المحدد لإجراء التحقيق به، حيث تم استقباله بشكل مهذب؛ تقديراً لشخص عنان. وعند طلب المحقق من الفريق الجلوس، ردَّ عليه: "أولاً، أريد أن أعرف لماذا أحضرتموني إلى هنا! وكيف تعاملوني بهذه الطريقة؟!"، ويقصد هنا الاعتقال.
وبعد وقت قصير، تم فصل المحامي بمكتب منعزل عن عنان مدة ساعتين، ثم التقاه مدة لا تزيد على 30 دقيقة، ثم تركه مرة أخرى، حتى لحظة إخباره بضرورة مغادرة مقر النيابة، دون توضيح ما آلت إليه التحقيقات أو وجهة الفريق عنان.
مطاردة الحملة والتحفظ على 7 آلاف توكيل
وعن مصير حملة الفريق الانتخابية، ذكر مصدر من داخل الحملة، رفض ذكر اسمه؛ نظراً إلى المخاطر الأمنية المحيطة به، أنه عقب إعلان بيان المجلس العسكري، قبضت الأجهزة الأمنية على 12 من قيادات الحملة بالمحافظات في توقيت متقارب، وقامت بالتحفظ على أكثر من 7 آلاف توكيل لمواطنين لصالح الفريق عنان.
وقال عضو الحملة لـ"عربي بوست"، إن الحملة توقفت تماماً عن العمل، خصوصاً بعد قرار الهيئة الوطنية للانتخابات باستبعاد اسم الفريق عنان من جداول الناخبين، مما يقضي على أي أمل لإمكانية استكمال إجراءات ترشُّح الفريق عنان، خصوصاً أن التحقيقات مع الفريق بالنيابة العسكرية لم تكن تعيق تقديم أوراق الترشح إذا ما رغب الفريق في ذلك.