أبلغ نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم السبت أن الولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين إذا وافق الطرفان وذلك في مسعى لطمأنة حليف عربي رئيسي بشأن قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويزور بنس مصر في أول محطة له في إطار جولة تتضمن أيضاً زيارة كل من الأردن وإسرائيل.
ويعد بنس أكبر مسؤول أميركي يزور المنطقة منذ ديسمبر/كانون الأول حين اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة عارضها الزعماء العرب ومن بينهم السيسي.
ماذا دار بين الطرفين؟
وقال بنس للصحفيين "أصغينا باهتمام للرئيس السيسي" مضيفاً أن الزعيم المصري وصف اعتراضه على قرار ترامب بأنه "خلاف بين أصدقاء".
وقال بنس إنه طمأن السيسي بأن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس وأنها لم تصل بعد إلى قرار نهائي إزاء الحدود بين الطرفين.
وقال "تصوري أنه اطمأن لهذه الرسالة".
وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أشار إلى أن "تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين، مؤكداً أن مصر لن تدخر جهداً لدعم هذه التسوية".
وقال بنس أيضاً إنه ناقش مع السيسي قضية أميركيين اثنين مسجونين في مصر منذ 2013 بالإضافة إلى إصلاح القوانين المصرية التي تفرض قيوداً فيما يتعلق بالمنظمات غير الحكومية.
وتعهد بنس خلال اجتماعه مع السيسي بدعم الولايات المتحدة الحازم لمصر في حربها ضد المتشددين الإسلاميين وقال إن العلاقات بين البلدين صارت في أقوى حالاتها بعدما شهدت فترة من الفتور.
وقال بنس للسيسي "نتكاتف معك في مصر في الحرب ضد الإرهاب".
وتواجه مصر مشكلات أمنية ومنها هجمات يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء. ووضع ترامب الحرب ضد هذا التنظيم على قائمة أولوياته.
محطات بنس التالية
ويتوجه بنس من القاهرة إلى الأردن حيث من المقرر أن يلتقي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحليف المقرب من الولايات المتحدة. وكان الملك عبد الله حذر من آثار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ووصفها بالخطيرة على استقرار المنطقة كما قال إن هذا الإعلان سيقوض المساعي الأميركية لاستئناف محادثات السلام.
ويختتم بنس جولته بزيارة إسرائيل حيث من المتوقع أن يُقابل بحفاوة بعد قرار ترامب. ويعتزم بنس لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلقاء كلمة أمام الكنيست وزيارة الحائط الغربي.
وليس من المقرر أن يلتقي بنس مع الزعماء الفلسطينيين الذين أغضبهم بشدة قرار ترامب الذي أنهى الموقف المعلن للولايات المتحدة منذ فترة طويلة بضرورة تحديد وضع القدس من خلال مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال بنس للصحفيين"الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بقوة باستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط".
وأثار قرار إدارة ترامب يوم الخميس بوقف نحو نصف المساعدات المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تساؤلات بشأن جهود الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وأدى إلى زيادة تقويض عدم ثقة العرب في إمكان قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط غير المنحاز. ويعتزم بنس أيضاً تفقد قوات أميركية أثناء وجوده في المنطقة.