علَّقت إيران، ومصر، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، الأحد 21 يناير/كانون الثاني، على العملية العسكرية التي بدأتها تركيا في مدينة عفرين شمالي سوريا، وقالت إنها ضد المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون عليها.
وفي أول ردٍّ رسمي لها على العملية التي سمَّتها تركيا "غصن الزيتون"، هاجمت وزارة الخارجية المصرية التحرك التركي، وقالت إنها ترفض العمليات العسكرية ضد عفرين، وإنها تعتبرها "انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقويضاً لجهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا".
وجاء ذلك في بيانٍ نشرته الصفحة الرسمية للوزارة على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك، مشيرةً أن موقف القاهرة "ثابت ويرفض الحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق".
وتشهد العلاقات المصرية التركية توتراً منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة في مصر عام 2014، عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب.
كما لا تزال القاهرة ترتبط بعلاقات مع النظام السوري، حيث يوجد سفير لها في العاصمة دمشق، فضلاً عن وجود علاقات اقتصادية بين الجانبين.
إيران غير راضية
وفي موقف شبيه لموقف القاهرة، دعت طهران في أول رد فعل لها على عملية "غصن الزيتون"، إلى إنهاء الهجوم على عفرين على نحو سريع، معتبرةً أنه "قد يساعد مجموعات إرهابية"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي قوله: "تأمل إيران أن تنتهي تلك العملية على الفور لمنع تعميق الأزمة في منطقة الحدود بين تركيا وسوريا (…) وجود أزمة مستمرة في عفرين، قد يعزز الجماعات الإرهابية في شمالي سوريا".
وأشار قاسمي إلى أن بلاده تتابع عن كثب وقلق التطورات الجارية في مدينة عفرين، وأنها تأمل انتهاء العمليات بشكل فوري، مؤكداً على "ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية".
من جانبه، ندَّد الأسد بالعملية العسكرية التركية، معتبراً إياها "امتداداً لسياسة أنقرة في التنظيمات الإرهابية منذ اندلاع النزاع قبل سنوات"، على حد قوله.
ووصف الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً، العملية التركية بـ"العدوان"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وتأتي تصريحات الأسد غداة نفي مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، أمس السبت "جملة وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بإبلاغها بهذه العملية العسكرية"، وجاء النفي بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، قال فيها "أبلغنا خطياً النظام السوري" بالهجوم على عفرين.
وهدّدت دمشق، يوم الخميس الفائت، على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، من أن "القوات الجوية السورية جاهزة لتدمير الطائرات التركية، في حال شنِّها أيَّ هجوم على عفرين".
وصعّدت دمشق في الأسابيع الأخيرة نبرة خطابها تجاه الأكراد الذين يشكلون 15% من إجمالي عدد السكان، مكرّرة أنها ستعمل على استعادة كافة الأراضي السورية.
"إنهاء المعركة في أقرب وقت"
وتسعى تركيا إلى إنهاء المعركة في عفرين بأسرع وقت ممكن، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 21 يناير/كانون الثاني 2018، إنّ بلاده ستعمل على إنهاء عملية "غصن الزيتون" التي بدأت أمس السبت، في أقرب وقت.
وجاءت تصريحات أردوغان في خطاب ألقاه أمام حشد جماهيري في ولاية بورصة غربي البلاد، وقال فيه أيضاً: "إن شاء الله سننهي عملية غصن الزيتون في وقت قصير جداً، وأرى الآن كيف يهرب عناصر تنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابية، هم سيهربون ونحن سنواصل مطاردتهم"، موضحاً أن العملية البرية في عفرين مستمرة دون توقف.
وتعليقاً على موقف حزب الشعوب الديمقراطي الرافض لعملية "غصن الزيتون"، قال أردوغان: "نحن نتخذ مواقف وطنية وندافع عن حدودنا في وجه الاعتداءات، وأنتم تحاولون أن تضربونا من الداخل".
وحذَّر أردوغان من دعوات التظاهر (من قبل مؤيدي الشعوب الديمقراطي) ضد عملية غصن الزيتون، التي وصفها بأنها "كفاح وطني لا يحق لأحد الوقوف بوجهها".
وبدأت تركيا، أمس السبت، مع فصائل سورية معارضة تدعمها، شنَّ هجومٍ على عفرين، قالت إنه يستهدف مواقعَ وحدات حماية الشعب الكردية، المدينة الواقعة شمالي محافظة حلب، والواقعة عند الحدود مع تركيا.
وتخشى أنقرة من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها. وتعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تشكل الوحدات الكردية ذراعه العسكرية، منظمة "إرهابية".