ضربت عواصف عنيفة شمال غربي أوروبا؛ ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، واقتلاع الأشجار والشاحنات، وتعطيل خطوط الطاقة، ووقف حركة الطيران والطرق والقطارات في أنحاء هولندا وبلجيكا وألمانيا.
وقد أُلغيت رحلات القطارات الطويلة كافة بألمانيا بعدما تحمَّلت هولندا في بادئ الأمر الوطأة الأكبر لثانية العواصف الشتوية الكبرى هذا الشهر (يناير/كانون الثاني)، فعلَّق مطار سخيبول بأمستردام حركة الطيران كلها ساعتين، وأغلق اثنتين من صالات المغادرة الثلاث بعدما تسبَّبت العاصفة في إزالة القرميد الذي يغطي مبنى الركاب، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وأُلغيت أكثر من 260 رحلة طيران بعدما دفعت الرياح التي وصلت سرعتها لأكثر من 140 كم/ساعة، المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية لإعلان الإنذار الأحمر في مختلف أنحاء البلاد، والذي يُمثِّل حالة الإنذار القصوى. وقد استُؤنِفَت الرحلات لاحقاً، لكن مع تأخيراتٍ كبيرة.
ولقي رجلٌ يبلغ من العمر 62 عاماً، مصرعه في قرية أولست وسط البلاد، عندما أصابه فرع شجرةٍ متساقط حين خرج من شاحنته لإزالة المُخلَّفات والحطام من الطريق، بينما لقي رجلٌ آخر يبلغ 62 عاماً مصرعه في مدينة انسخديه شرق البلاد، بعدما سقطت شجرة على سيارته، وتوفي رجل يبلغ 66 عاماً بعد سقوطٍ يُعتَقَد أنَّه ناجم عن سرعة الرياح العالية، حيث كانت الرياح تطيح بالمارة.
وفي مدينة روتردام، سقطت حاويات الشحن وانخلعت أسطح المنازل. وأكَّدت إدارة المرور الوطنية الهولندية أنَّ أكثر موانئ الشحن ازدحاماً في أوروبا "لا يمكن الوصول إليه تقريباً من الشمال"؛ بسبب تعطل الحركة المرورية في 3 من الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة. وقد انقلبت 25 شاحنة بضائع كبيرة على الأقل، على جانبها بسبب الرياح؛ ما تسبَّب في تكدُّساتٍ مرورية كبيرة بـ6 من الطرق الرئيسية في البلاد.
وقد أوقفت شركة السكك الحديدية الهولندية (NS) جميع القطارات معظم ساعات الصباح باستثناء حركة القطارات المحلية جنوب البلاد، وحذَّرت من أنَّ "العدد الكبير من الأعطال" يعني استغراق ساعات قبل عودة الحركة لطبيعتها. وأوقفت بجليكا المجاورة حركة قطارات تاليس فائقة السرعة إلى كلٍ من هولندا وألمانيا.
قُتِل أيضاً 6 أشخاص في ألمانيا، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 130 كم/ساعة. وضمن هؤلاء رجلٌ يبلغ من العمر 59 عاماً، أصابته شجرة متساقطة في مدينة إيميريش على الحدود الهولندية، وسائق شاحنة يبلغ 68 عاماً، لقي حتفه في حادثةٍ مرتبطة بالعاصفة في مدينة ليبشتات، وإطفائيَّا حريق؛ أحدهما يبلغ 28 عاماً توفي بعد سقوط شجرةٍ عليه حين كان يحاول مساعدة سيدة عالِقة داخل سيارتها.
وقالت الشرطة إنَّ أكثر من 40 شخصاً أُصيبوا في حوادث مرورية متعلِّقة بالطقس في ولاية نوردراين فيستفالين، أكثر ولايات ألمانيا سكاناً. وتُرِك أكثر من 100 ألف شخص دون كهرباء، وأُلغيت الرحلات الجوية بمطاري دوسلدورف وكولونيا بون.
وعلَّقت شركة القطارات الألمانية "دويشته بان" كل رحلات القطارات الطويلة تقريباً في مختلف أنحاء البلاد، وأُلغيت حركة القطارات الإقليمية أيضاً في عدة ولايات. وقال المقيمون بإحدى قواعد الجيش البريطاني في ولاية نوردراين فيستفالين لصحيفة الغارديان، إنَّ السيارات تحطَّمت، والقرميد انخلع عن المباني، وانخلع سقف سقيفة دبابات في العاصفة.
حادثة كل دقيقة
وقد أُغلِقت المدارس كإجراءٍ احترازي في مناطق عدة من البلاد، وجرى تحذير المواطنين الألمان -خاصةً في المناطق الغربية- بالبقاء داخل منازلهم طالما كان هذا ممكناً.
وأفادت السلطات بأنَّ تساقط الثلوج الغزير والطرق الزلقة تسبَّبا في وقوع حوادث السيارات "كل دقيقة" في بعض الطرق بشمال ألمانيا.
وأُغلِق ميناء غنت البلجيكي مؤقتاً، وقُتلت امرأة بالقرب من بروكسل بعدما حطَّمت شجرةٌ متساقطة سيارتها. وعُلِّقت أيضاً حركة الترام في العاصمة البلجيكية ساعاتٍ عديدة، وأُغلِقت الحدائق الكبرى في المدينة؛ خوفاً من تساقط الأشجار.
وتعرَّضت مناطق من بريطانيا أيضاً لعاصفةٍ قوية بلغت سرعتها 110 كم/ساعة، وتُرِكَت آلاف المنازل جنوب شرقي إنكلترا بلا كهرباء. وتضرَّرت خطوط الجهد العالي التي تمد القطارات بالكهرباء، وتسبَّب سقوط الأشجار على مسارات القطارات في تأخيراتٍ كبيرة لآلاف المسافرين.
ووصف مكتب الأرصاد الجوية ظروف القيادة في بعض مناطق أسكتلندا بأنَّها خطرة للغاية، ونصح السائقين بعدم القيادة على الطرق؛ بسبب الرياح العاصفة، والثلوج الغزيرة، والأجواء الجليدية. وتُرِكَت آلاف المنازل في شرق إنكلترا أيضاً بلا كهرباء.