يبدو أن المرة الأولى التي يرى فيها الأمير السعودي الوليد بن طلال "62 عاماً" شوارع العاصمة بعد احتجازه لمدة 69 يوماً، كانت لنقله إلى سجن آخر من نوع مختلف تماماً، لتنتهي عنده منذ هذه اللحظة الإقامة في الفندق ذي الـ 5 نجوم السجن الأفخم بالتاريخ إلى سجن "الحائر" السجن الأكثر تحصيناً في بلاده ويخضع لرقابة أمنية مشددة.
على الرغم من أن المسافة لا تتجاوز مئات الكيلومترات والتي بالإمكان اجتيازها بأقل من 45 دقيقة بالسيارة، من وسط العاصمة باتجاه الجنوب، إلا أنها وبحسب الأنباء مرحلة جديدة في التعامل مع الأمراء الذين رفضوا دفع مبالغ التسوية ومنهم بن طلال.
وحتى هذه اللحظة لا يوجد تأكيد رسمي عن عملية نقل الأمير السعودي، إلا أن سعوديين نشروا تغريدات على تويتر يتحدثون فيها عن إغلاق الطرق المؤدية إلى سجن الحاير" كما يلفظونه بلهجتهم العامية، إضافة إلى إغلاق كل الطرق المؤدية إلى القصر الملكي.
الرياض الآن
إغلاق كل الطرق المؤدية الى القصر الملكي
وإغلاق الطرق المؤدية الى قصر الحكم
وإغلاق الطرق المؤدية الى سجن الحاير— فارس ⚔️ (@MBNsaudi) January 7, 2018
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2018، فإن السلطات السعودية نقلت الملياردير السعودي، بعد رفضه دفع مبلغ التسوية الذي يصل إلى 6 مليارات دولار.
ليصبح الأمير واحداً من نزلاء هذا السجن الذي افتتحته المملكة قبل 36 عاماً، ومعظم سجنائه المعرفين بارتدائهم الملابس الزرقاء، مدانون في قضايا إرهاب بمن فيهم من نفذوا هجمات لتنظيم القاعدة داخل السعودية إضافة إلى قضايا تهريب المخدرات، ويشرف على حراستهم المباحث العامة السعودية "وهي بمثابة المخابرات الداخلية أو أمن الدولة".
وقد كانت تنتشر بين مدة وأخرى تسريبات لعمليات تعذيب داخل السجن، يظهر فيها الحراس وهم يضربون السجناء.
أكثر تلك الفيديوهات انتشاراً كانت في العام 2007 واستدعت هيومن رايتس ووتش إلى التدخل، حيث ظهر في المقطع حارس في السجن وهو يضرب السجناء بعصي بلاستيكية، حتى أن السعوديين حينها شبهوه بما يحصل في سجن غوانتانامو.
وقامت منظمة هيومن رايتس ووتش وقتها بزيارة السجن وجمعت شهادات قالت إنها لمعتقلين التقت بهم شهدوا على موت سجناء بسبب سوء الرعاية الطبية والتعذيب، وعلى إثر ذلك أعلنت السلطات السعودية بوقف الحارس الذي ضرب السجناء عن العمل شهراً.
وليست عمليات التعذيب فقط ما يميز ذلك السجن الذي يضم خلف قضبانه عدداً كبيراً من مقاتلي الدولة الإسلامية، فقد استهدفته الأخيرة في العام 2015، حيث قامت بتفجير سيارة مفخخة عند إحدى نقاط التفتيش قرب السجن الذي نجم عنه إصابات فقط دون أن يقتل أحد.
وعلى النقيض تماماً، حرصت الصحافة السعودية على نشر تقارير وصور من داخل السجن وتحديداً من إحدى الوحدات السجنية والمؤلفة بحسب ما ذكرت "عكاظ" من 3 طوابق، تتسع لأكثر من 256 سجيناً مقسمة على جناحين وكل جناح بداخله 22 غرفة، وكل غرفة فيها 6 نزلاء، إضافة لوجود وحدات لكبار الشخصيات VIP.
وينطبق الأمر نفسه على السجن المخصص للنساء المعزول بسور أمني عال، المكون من 4 وحدات سكنية تتسع كل منها لـ256 نزيلة، ويتم تصنيف النزلاء بحسب قضاياهم.
وتتوسط السجن مبان مخصصة للمزروعات والدواجن والأغنام بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف الكلفة على الدولة بحسب عكاظ، إضافة إلى مهبط للطائرات.
وبن طلال ليس الأمير الأول الذي يدخل هذا السجن، فقد سبقه قبل أيام 11 أميراً ألقت السلطات القبض عليهم بعد تجمعهم ورفضهم مغادرة القصر الملكي، قبل أن يتم إلغاء الأمر الملكي الذي ينص على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء.
موقع ويكيليكس في وقت سابق تحدث عن امتلاك المملكة لأضخم السجون حجماً في العالم، ومن أشهرها معتقل الحائر، والذي صنفته عددٌ من المواقع كأكثر السجون خطورة في العالم.