سمع أحمد نزار عن العملات الرقمية لأول مرة في 2016، لم يعرف ماهيتها في ذلك الوقت، بعد ذلك بعدة أشهر، أخبره مديره في العمل عن البتكوين في فبراير من العام الماضي، لم يفكر نزار في الاستثمار حينها. لكن بعد شهرين، وعشرات المقالات، وبضع محاضرات، حاول إقناع والده بتمويل مشروعه الاستثماري، لم يقتنع والده بالفكرة، لكنه أقنع جدته وأخواته، ليجمع 5 آلاف دولار ثم يبدأ الاستثمار في العملات الرقمية.
في البداية، كان الشاب العشريني يتابع صعود قيمة العملات وانخفاضها بقلق شديد. الآن، وبعد 7 أشهر لا يبدو نزار متوتراً أثناء متابعة الرسوم البيانية على شاشة هاتفه الجديد iPhone X، الذي يدير من خلاله محفظة عملات رقمية تبلغ قيمتها أكثر من 250 ألف دولار يستثمر فيها أموال 25 من معارفه والمقربين منه. نزار ليس الوحيد، لكن قصته تسلط الضوء على عالم جديد كليّاً، عالم يبدو أنه جاء ليبقى، عالم "الكريبتو"!
في هذا التقرير نعرض لك ما تريد أن تعرفه عن العملات الرقمية، وما تحتاج أن تعرفه لتدلف إلى هذا العالم الخطير، والمربح، وإلى المستقبل.
في البدء كانت النقود.. حقًا؟
يقيم نزار، وهو اسم مستعار، في العاصمة الاقتصادية لتركيا، إسطنبول، لم يتخلّ عن وظيفته ولم يتفرغ بعد للاستثمار في العملات الرقمية Cryptocurrencies، لا يزال يحصل على راتبه من العملات الورقية مع بداية كل شهر، في مقابل الجهد الذي يبذله في العمل في أحد مراكز الأبحاث مديراً للبرامج.
تمثل العملات التقليدية لنزار ولنا جميعًا، مقياسًا للقيمة، لكن كيف وصلنا إلى هنا؟
قبل 11000 سنة تقريباً سجّل المصريون أول معاملاتهم المالية بنظام المقايضة، كانت الحبوب والحيوانات أساس النظام المالي لآلاف السنين، بعد ذلك، قرر الصينيون أن قطع الفضة أو النحاس ثمينة بما يكفي لتمثيل القيمة، في العام 600 قبل الميلاد تقريباً، قدّمت مملكة ليديا، والتي تقع في تركيا الحالية، للعالم أول نقود منتجة مركزياً.
تمر السنوات، ويزداد تعقيد المعاملات المالية واتساع التجارة، ويعرف العالم العملات الورقية "البنكنوت"، والتي تمثل صكاً مكتوباً بقيمة محفوظة من الذهب أو الفضة. وعلى الرغم من تطورها، ظلت النقود مرتبطة بالذهب -تحديداً-، وكانت كل ورقة نقدية تعني قيمة مماثلة لها من الذهب في مكان ما، حتى منتصف القرن الماضي. وفي كل هذه المراحل حافظت العملات على هويتها، كوسيط للقيمة، وكتمثيل للديْن، تكتسب أهميتها من اتفاق الناس على ما تمثله، ومن محدوديتها (أو محدودية غطاء الذهب المرتبطة به)، وكذلك من العرض والطلب.
انفصلت العملة عن الذهب، ومع انفصالها ضاقت قبضة الدولة المركزية على النقود. ومع المركزية جاءت المعضلات الكبرى.
الآن، يمكن للحكومات أن تطبع المزيد من الأوراق النقدية كي تغطي عجزاً ما، لكن المزيد من الأوراق النقدية بلا غطاء من الذهب أو من العملات الأجنبية الأخرى يعني قيمة أقل، كما صرت تحتاج في كل معاملاتك المالية إلى طرف ثالث موثوق (الدولة، البنك.. إلخ) يتمم العملية ويؤكد صلاحيتها ويقيّدها في سجلاته التي لا يطلع عليها سواه غالباً، معاملاتك أيضاً تحتاج الكثير من الوقت لتتم، وفي بعض الدول، تتحكم البنوك وأجهزة الدولة في المبالغ التي تستطيع سحبها أو إنفاقها لأسباب سياسية أو اقتصادية، وأخيراً، فإن أموالك عرضة للسرقة أو حتى التلف وربما التزوير. لكن ما البديل؟
مرحباً بالإنترنت!
في العام 1996، عرضت قناة PBS الأميركية برنامجاً توقعت فيه أن تنمو النقود الرقمية من البايت والبيت "Bits and Bytes" لتشكل عملة المستقبل، في الحقيقة، كان هذا التوقع شديد الدقة. فمنذ النصف الثاني من التسعينيات بدأت المحاولات للعثور على الحل الذي قد يقدمه الإنترنت لمشكلات النقود في العالم الحديث، لكن العالم انتظر 12 عاماً لتظهر نتائج هذه المحاولات.
في 2008 نشر مبرمج غير معروف، ورقة قدم فيها مفهوماً جديداً لعملة رقمية، أطلق عليها اسم بتكوين Bitcoin، يتم استخراجها بجهد مبذول من قبل أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالشبكة (في عملية تسمى التعدين)، وتُجرى فيها المعاملات والتحويلات بتقنية الند للند peer-to-peer، بشكل سريع للغاية، وبلا رسوم إضافية، فلا حاجة لوسيط ثالث، ولا لطرف موثوق يقوم بتسجيل العمليات Transactions، فكل المعاملات التي تتم باستخدام هذه التقنية، والتي عُرفت باسم Blockchain، كلها مُقيّدة في سجل عام، يمكن لجميع من على الشبكة الاطلاع عليه، ويطلق على السجل اسم Public Ledger.
يمكن فهم هذه التقنيات بمقارنتها بما لدينا الآن، فالأمر يشبه إلى حد بعيد نظام تبادل الملفات Torrent، حيث يكون الملف موجوداً على العديد من أجهزة الكمبيوتر في وقت واحد، وتستمر عملية التبادل قائمة ما دامت الأجهزة متصلة بالشبكة، ويمكن لأي شخص معرفة عناوين الأجهزة التي تقوم بمشاركة الملفات.
بهذه التقنيات استطاع مبرمج البتكوين، الذي لا يعرف أحد سوى اسمه المستعار "ساتوشي ناكاموتو"، التغلب على المشكلات الرئيسية التي تواجه النقود التقليدية، فلا يمكن تزوير البتكوين، حيث يتم إنتاجها بشكل جماعي لا مركزي Decentralized ومراقب من قبل كل المتصلين بالشبكة، كما أن التحويلات فيها تتم بشكل علني وواضح وسريع، وكذلك لا يمكن اختراقها إلا بمعرفة كلمة السر الخاصة بالمستخدم، وهي تركيبة معقدة من الرموز تتعمد مواقع تبادل العملة إضفاء قدر متزايد من الصعوبة عليها.
الله لم يخلق العملات متشابهة!
يستثمر أحمد نزار أمواله في أكثر من 40 عملة رقمية، بعضها معروف، مثل بتكوين، أو إيثيريوم، أو بتكوين كاش، وبعضها أحدث أو أقل شهرة مثل ترون TRON، نيو NEO أو ستراتيس Stratis.
منذ صدور ورقة ناكاموتو في 2008، وحتى الآن، تجاوز عدد العملات الرقمية 1400 عملة، تحاول بعضها تلافي مشكلات غيرها، فيما تبرز الكثير منها كمحاولات غير ناضجة أو غير مكتملة. الكثير من هذه العملات خرج بالاعتماد على نفس الكود الذي كُتبت به عملة بتكوين، وبذلك فهي تعتمد على نفس شبكة البلوك تشين التي تستخدمها بتكوين، لكن بعض العملات الأخرى أسست شبكاتها الخاصة من الصفر، مثل عملة إيثيريوم أو أومني OMNI أو ريبل Ripple.
يقول نزار إنه يختار العملة التي يستثمر فيها على أسس محددة، ففي البداية، يجب عليك قراءة ما تُعرف باسم "الورقة البيضاء" White Paper، والتي يوضح فيها من يقف خلف العملة الهدف من تأسيسه لها، والكثير من العملات هي مجرد اسم، أسسها أصحابها لجمع أموال من المستثمرين من أجل تحقيق ربح سريع.
ثانياً، يعتقد نزار بأن على المستثمر أن يتأكد من المشكلات التي تحاول هذه العملة حلها، وهل هي حقيقية بالفعل، وهل العملة تقدم بالفعل حلّاً لها؟
مثلاً، تقدم عملة إيثيريوم Ethereum حلولاً لصياغة عقود إلكترونية بين طرفين من دون الحاجة لطرف ثالث موثوق مثل المحكمة أو القاضي أو جهاز الدولة. أما عملة مونيرو Monero فتوفر فرصة لتنفيذ تحويلات مالية غير قابلة للتتبع، إذ أن سجلاتها أعلى خصوصية من سجلات بتكوين، ولذلك فهي العملة المفضلة لقراصنة الإنترنت وللتحويلات عبر الشبكة المظلمة Dark Web. أما عملة Ripple، فهي تقدم وسيلة سريعة للغاية للتحويلات المالية، حيث تسمح خوارزمية العملة بأكثر من 10000 معاملة في الثانية الواحدة، كما أنها بدأت في عقد شراكات مع بنوك كبرى في دول مختلفة، وهي بذلك توفر حلاً لتخوف الحكومات من عدم قدرتهم على السيطرة على سوق العملات الرقمية.
يؤكد نزار أنه يتتبع المراحل المختلفة للعملات، فالعملة الرقمية تمر بعدة مراحل من البيع والتداول. وأخيراً فهو يتابع باستمرار التحليلات المالية وكذلك التحليلات التقنية للعملات المختلفة.
طريق للثراء السريع، والمتمهّل أيضاً
لم يمتلك نزار في البداية ما يستثمره في العملات الرقمية، لذلك فقد اضطر إلى إقناع آخرين باستثمار أموالهم معه في يوليو من العام الماضي، وبعد ذلك بعدة أشهر، كان قد استطاع الحصول على 8000 دولار ليستثمرها بنفسه، بالإضافة إلى 10000 دولار من أحد المقربين منه. يقول نزار إن رأس المال الذي بحوزته من 25 شخصاً تجاوز 50 ألف دولار، وخلال خمسة أشهر نما هذا المبلغ ليصل إلى قرابة 250 ألف دولار.
لكن ليس كل المستثمرين يبدأون بخبرات نزار الذي درس الاقتصاد وإدارة الأعمال، فقد بدأ زيد، وهو طالب فلسطيني يبلغ 16 سنة، قبل عدة أشهر الاستثمار في العملات الرقمية بعد أن حصل على 500 دولار من والده الذي شجعه على خوض التجربة. يقول زيد إن رأس ماله تضاعف خمس مرات خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، بعد أن استثمر في 13 عملة مختلفة.
يتتبع زيد، والذي يدرس في المرحلة الثانوية بإحدى المدارس الدولية، أخبار العملات والأخبار الاقتصادية في مناطق مختلفة من العالم، يقول "هناك أربع منصات تداول العملات أغلقت مؤخراً، أما اليابان فقد سمحت بالعملات الرقمية وبدأت في تنظيم التداول بها، لكن شركة فيزا أوقفت التعامل مع بعض الشركات التي تحوّل البتكوين إلى نقود"، ويتابع بثقة "السوق مضطرب، والمستخدمون الجدد يدخلون السوق بشكل غير واع".
يبذل زيد جهداً كبيراً في إقناع آخرين بالانضمام إلى المضاربة في العملات الرقمية، ويقول إنه أقنع 6 أشخاص حتى الآن بوضع مبالغ مختلفة من أجل استثمارها، وهو يعتقد، بحماس، أن هذه العملات ستتحول لتصبح بديلاً للنقود في المستقبل.
نزار لا يختلف كثيراً مع زيد، يقول مطمئناً أحد زملائه في العمل الذي قرر أن يستثمر معه 2500 دولار في العملات الرقمية، إن التقنية التي تقف وراء تلك العملات لن تتوقف إلا بتوقف الإنترنت!
وعلى خلاف زيد أو نزار، يدخل الكثيرون سوق العملات الرقمية من أجل الاستثمار طويل الأمد لا المضاربة. جواد، وهو شاب سوري يبلغ الثلاثين من عمره ويقيم في إسطنبول، لا يبحث عن الربح السريع. خلال النصف الأول من العام الماضي قرر جواد استثمار 2500 دولار تقريباً في العملات الرقمية. ومنذ أبريل من العام الماضي وحتى الآن، نمت استثماراته لتصل إلى أكثر من 18000 دولار. يبدو جواد هادئاً وهو يقول إنه مستعد للخسارة، لكنه يتوقع مكاسب كبيرة للغاية على المدى الطويل.
"سأنتظر حتى يصل سعر البتكوين إلى 60 أو 100 ألف دولار لأبيع حينها وأشتري منزلاً أو سيارة، فما الذي أريده أفضل من ذلك؟"
لكنها ليست الدجاجة التي تبيض ذهباً!
يفكر نزار كثيراً في المستقبل، فالسوق الذي يعمل به شديد الهشاشة وسريع التقلب. "أنصح من يعملون معي بألا يغيروا من نمط حياتهم اعتماداً على ما تظهره الأرقام على شاشات هواتفهم".
خسر نزار في يوم واحد من قيمة عملاته أكثر من 100 ألف دولار، كان هبوطاً مدوياً للكثير من العملات. "إذا أردت الاستمرار في هذا العمل، يجب أن تمتلك أعصاباً من حديد" يقول نزار مبتسماً.
بالنسبة للكثيرين، لا تعني النجاحات التي حققها زيد وجواد ونزار وعشرات الآلاف غيرهم حول العالم إلا أنهم الأكثر حظاً في سوق -فقاعة- قد تنفجر في أية لحظة.
وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، وهو أحد أبرز الاقتصاديين في العالم، يعتقد بأن البتكوين هي الفقاعة المثالية. والفقاعة يُقصد بها الارتفاع السريع في قيمة الأصول، والذي يتبعه انهيار مفاجئ أكثر سرعة. لكن كيف نعرف أن البتكوين فقاعة؟
يفسر فاروفاكيس الأمر بشكل بسيط للغاية: "يمكنك أن تلقي نظرة على منحنيين اثنين، الأول يمثل سعر البتكوين مقابل الدولار، والذي يتضاعف بسرعة مهولة، والآخر يمثل الخدمات والبضائع التي تُباع مقابل البتكوين". مقارنة الرسمين البيانيين ستعطي لنا فكرة عن حجم التضخم في قيمة البتكوين. يلقي فاروفاكيس الضوء هنا على الفقاعة الاقتصادية الأولى في التاريخ، والتي تُعرف بـ"جنون التوليب"، والتي وصل فيها سعر البصيلة الواحدة من زهور التوليب الهولندية ليفوق سعر المنزل الضخم أو دخل أسرة كاملة لعشر سنوات قبل أن ينهار كل ذلك خلال أشهر، حدث ذلك في ثلاثينيات القرن السابع عشر.
ملاحظة فاروفاكيس ذكية للغاية، فمعظم المستخدمين الجدد للعملات الرقمية لا يفكرون في استخدامها كعملة على الإطلاق، إنهم يشترون العملات الأرخص على أمل أن تصل في يوم ما إلى أسعار خيالية مثلما حدث مع بتكوين، لكن الأمور لا تجري بهذا الشكل، وصافرات الإنذار بدأت تدوي، فعلى الرغم من قبول شركات عديدة الدفع باستخدام بتكوين، إلا أن شركات عملاقة أخرى مثل مايكروسوفت أوقفت الأمر بعد دراسات متأنية.
نزار من جانبه لديه خطة عمل واضحة بحيث يتجنب الخسائر الكبيرة في حال انهار سوق العملات الرقمية. "عندما أصل لمستوى معين من الربح، سأقوم بسحب رأس المال لكل المستثمرين معي، وعند نقطة أخرى سأسحب نسبة من الأرباح لكل مستثمر لديّ، وفي نقطة ثالثة سأنوّع الاستثمارات بعيداً عن العملات الرقمية.
بالنسبة للكثيرين، يبدو أن المضاربين في العملات الرقمية، والذين يضاف إليهم عشرات الآلاف من الأشخاص كل يوم، قد فقدوا البوصلة. لا يبحث المستخدمون الجدد عن حلول لمشكلات النظام المالي العالمي، لكنهم يريدون الربح السريع. يقول أحد مطوري العملات الرقمية الذي ترك المجال "هناك الآن رهانات ضخمة تتم في وول ستريت مقابل ارتفاع وانخفاض سعر البتكوين، هذا يجعلني أفكر: أين ذهبت فكرة التخلص من المؤسسات المالية الفاسدة؟"
الاقتصاديون التقليديون لا يرون مستقبلاً للبتكوين، ولا للعملات الرقمية بشكلها الحالي، لكنهم يعتقدون أن التقنية التي تقف وراءها ستقدم حلولاً مذهلة للمستقبل.
ما زلت مهتماً؟ هكذا تبدأ الاستثمار في العملات الرقمية
بإمكانك أن تبدأ المضاربة أو الاستثمار في العملات الرقمية بأي وقت، الأمر لا يحتاج إلا إلى معرفة أولية بسيطة باللغة الإنكليزية وبعض مبادئ العملات الرقمية.
هناك عدة بوابات كبيرة لعالم العملات الرقمية يمكنك أن تدلف من إحداها، مواقع مثل CEX، و Bitstamp، و Kraken تتيح لك إمكانية تسجيل بياناتك وبيانات حسابك البنكي، ومن هناك يمكنك أن تبدأ بشراء أولى عملاتك عبر الدفع ببطاقتك الائتمانية أو عبر تحويل بنكي من أي مكان في العالم.
مرحبًا بك! أنت الآن تمتلك عملة رقمية، لكن ماذا تفعل إذا أردت البدء في المضاربة أو الاستثمار؟
يقول نزار إن الأمر يعتمد على الحدس. "هذا الحدس يتكون مع الاطلاع الدائم والمستمر"، الخبرة ستجعلك أكثر قدرة على المضاربة والاستثمار، لكن عليك أن تبدأ!
في البداية تحتاج أن تسجل اشتراكك على أحد منصات التبادل Exchanges التي تسمح لك بالشراء والبيع، منصة Coinbase إحدى أشهر هذه المنصات. لاحظ أن بعض المنصات لا تسمح سوى بالشراء والبيع بين العملات الرقمية فقط، فمنصة Binance لا تسمح لك بتحويل أموالك إلى نقود، لكن لا تقلق، نقودك بأمان، ويمكنك تحويل عملاتك الرقمية إلى دولار أو يورو من خلال المواقع التي سجلت عليها في البداية.
توفر لك منصات التبادل فرصة إنشاء محفظة إلكترونية يمكنك وضع أموالك الرقمية فيها، لكن إذا كنت مطلعاً على بعض عمليات القرصنة، فقد تكون قلقاً من أن يتم اختراق محفظتك على منصة التبادل، ولكن يمكنك شراء جهاز حقيقي يمكنك حمله معك في أي مكان، وتوصيله بالكمبيوتر إذا أردت إجراء عمليات التبادل أو الاعتماد على محفظة ورقية.
بعد ذلك، يمكنك البدء في البيع والشراء، ويجب أن تتذكر أن هذه السوق قد تكون مربحة للغاية، وقد تكون قاصمة تماماً، ولذلك عليك أن تتأكد مرة أخرى من أن فريق المطورين الذي يقف خلف العملة هو فريق موثوق، وبأن العملة بالفعل تقدم حلاً لمشكلة ما، وأن لها أفقاً للاستخدام في العالم الحقيقي.
وفي كل الأحوال، يمكنك أن تودع أموالك للتداول مع أحد خبراء الكريبتو، مثل نزار وأن تدعك من التوتر الذي يصحب المضاربات من هذا النوع. يصف نزار نفسه بأنه "هادئ الأعصاب".
نجاح باهر، لكن الأمر لا يزال غامضاً
يحصل نزار على نسبة من أرباح معارفه من الذين يستثمرون أموالهم لديه، تصل إلى 20٪ في بعض الأحيان، وينشط في عدد من مجموعات واتساب ومواقع التواصل من أجل الحصول على فهم أفضل لسوق العملات الافتراضية، لكنه يعتقد أن هناك مساحات كبيرة من الغموض ما زالت تغلف جوانب مختلفة من هذه العملات.
على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها نزار إلا أنه يقيّم فهمه للتقنية بجوانبها المختلفة بـ6/10. "هناك تفاصيل اقتصادية وتقنية لا تزال غامضة إلى حد ما".
يشير نزار أيضاً إلى أن العديد من الدول لم تنظم السوق بعد، ففي تركيا التي ينشط فيها لا تزال السلطات غير واضحة بخصوص سوق العملات الرقمية، لكن دولاً أخرى عديدة بدأت في تبني التقنية وتطبيقاتها، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
لكن دولاً كبرى مثل الصين لا تزال غير واضحة بشكل نهائي في موقفها، وهو الموقف الذي سيؤثر على سوق العملات الرقمية بشدة، لأن معظم خوادم التعدين للعملات المختلفة تقع في الصين.
"لا تسير الأمور دوماً على ما يرام"، يقول نزار مشيراً إلى أنه خسر في إحدى مضارباته أكثر من 50٪ من قيمة أمواله التي وضعها في إحدى العملات. وبسبب هذه المخاطر يرفض التعامل مع مستثمرين لا يعرفهم بشكل شخصي، لكنه يبدو مستمراً في مشروعه.
"هناك خسائر تحدث" يقول نزار ويتابع بابتسامة واثقة "لكنني لم أدع أحداً من شركائي يخرج خاسراً!"