تتزايد الدعوات المُوجَّهَة لموقع تويتر لوقف حساب الإعلامية البريطانية كايتي هوبكينز بعد تعليقاتها حول حادث الدهس الذي وقع في ملبورن حيث اندفعت عربةٌ وسط المشاة في المدينة الأسترالية يوم الخميس، 21 من ديسمبر/كانون الأول.
وعلى الرغم من أنَّ شرطة ملبورن تقول إنَّ الحادث كان "فعلاً متعمداً"، فقد ذكروا أن ما من دليلٍ يشير إلى وجود صلة مع الإرهاب حتى هذه المرحلة من البحث، النسخة البريطانية لهاف بوست.
وكان سائق المركبة التي دَهَسَت المشاة مواطناً أسترالياً، يبلغ من العمر 32 عاماً، من أصل أفغاني ولديه تاريخ مع تعاطي المخدرات والمشكلات النفسية. أما الرجل الثاني، يبلغ من العمر 24 عاماً وأُلقِيَ القبضُ عليه على مقربةٍ من مكان الحادث، فقد عُثِرَ معه على حقيبةٍ بها سكاكين بعد أن شوهد وهو يُصوِّر الحادث.
ومع ذلك، فقد وصفت هوبكنز، التي انتهى عملها في السنوات الأخيرة في صحيفة "ذا صن" البريطانية، وموقع صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، وراديو "إل بي سي"، سائق المركبة بأنَّه "إرهابي"، وكتبت: "أخرجوهم من هنا. أخرجوا أسرهم. أغلقوا مساجدهم. اطردوا الإمام المُتطرف".
Get them out. Get their families out. Close their mosque. Remove the extremist Imam. #Melbourne #AVeryMerryMuslimChristmas pic.twitter.com/LgWtIrk2kj
— Katie Hopkins (@KTHopkins) December 21, 2017
ولوَّحَت هوبكينز، 42 عاماً، بعبارةٍ تسخر بها من عمدة لندن صادق خان، وسخرت منه قائلةً: "هيا يا خان. نحن ننتظر.. تقف جنباً إلى جنب.. عمل "لا يمكن تفسيره".. الإرهابيون لن يفوزوا أبداً.. احذر".
وتابعت في تغريدة أخرى: "جرى التأكيد أنَّ الأمر كان "متعلقاً بالصحة النفسية". لا يا سيدي. بل لقد لُقِّنت صيغةً تهدف للاسترضاء. هاجم مسلمٌ الناسَ مُستَخدِماً سيارة. وقام بتصويره مسلم آخر كان يحمل معه حقيبة بها سكاكين".
'It' was confirmed 'it' was mental health. No sir. You were fed a narrative by an appeasing Establishment. A Muslim attacked people with a car. Another Muslim filmed it holding a bag of knives. https://t.co/5TxKvrrpSE
— Katie Hopkins (@KTHopkins) December 21, 2017
وجاءت مطالبات الكثيرين من تويتر بحظر هوبكنز، التي تلقت مراراً الكثير من الانتقادات خاصةً في ما يتعلق بآرائها بشأن الهجرة والإسلام، في أعقاب الأسبوع الذي شهد تعليق حسابيّ كلٍ من جايدا فرانسين، نائبة رئيس حزب "بريطانيا أولاً"، ورئيس الحزب نفسه بول غولدينغ بسبب "سلوكهما الذي اتسم بالكراهية".
وغرد حسابٌ يحمل اسم Malcolm Skittle على تويتر، قائلاً: "تويتر، امنعوا هذه القطعة من الحثالة الآن إذا كان لا يزال لديكم أي مقدار من المصداقية. لقد تأكَّدَ أنَّ الأمر لا يتعلَّق بالإرهاب وإنما بالصحة النفسية".
Twitter ban this piece of shit right now if you have any credibility still left @Twitter @support it was confirmed it wasn't terror related & mental health https://t.co/NqUdVy7hle
— Malcolm Skittle (@Malcolmite) December 21, 2017
وردَّ عليه حسابٌ آخر يحمل اسم Ali Ceessay: "أعدُّ الأيام. لن يستغرق الأمر طويلاً حتى تُطرَدين ويُغلَق حساب تويتر خاصتك. وحينذاك لن يتبقَّى لديكِ الكثير من المنصات للتحريض على العنف!".
Just counting the days. But it won't be long until you are kicked out and your twitter account closed. You won't have much platform left to incite violence!
— Ali Ceessay (@sir_cas) December 21, 2017
وأضاف مستخدمٌ آخر باسم Sue Pook: "لقد رفعت الحجب مؤقتاً عن حساب كايتي هوبكنز حتى أتمكَّن من الإبلاغ عن تعصُّبها الهمجي إلى تويتر. وربما يفعل الآخرون الشيء نفسه، على أمل أن ينتهي الأمر بمتعهدة الكراهية هذه كما انتهى بقادة حزب بريطانيا أولاً".
Just temporarily unblocked Katie Hopkins' account so I could report her rampant bigotry to Twitter. Perhaps others could do the same and hopefully this irrelevant purveyor of hatred can go the way of the Britain First Leaders.
— Sue (@Sue_Pook) December 21, 2017
وقال موقع تويتر عن حملته: "لقد بدأنا في تطبيق تحديثات لقواعد تويتر وسياسة الإعلام للحد من سلوك الكراهية والتصرفات المسيئة".
وأوضح الموقع أيضاً أنَّ "المحتوى الذي يزهو بالعنف أو مرتكبي أعمال العنف" سيُجرى حظره.
وتابع قائلاً: "يشمل ذلك الاحتفال بأي عمل عنيف بطريقةٍ قد تُلهِم الآخرين بتكراره أو أي عنفٍ يُستَهدَف فيه الناس بسبب انتمائهم إلى فئةٍ معينة. سوف نطلب حذف التغريدات المسيئة وتكرار الانتهاكات سوف تؤدي إلى تعليق الحساب بشكلٍ دائم".
وعلى الرغم من أنَّ موقع تويتر لم يكشف عن الحسابات التي أُوقَفَت تحديداً، ولا عن عددها الإجمالي، يشير حسابا فرانسين وغولدينغ إلى أنَّ إجراء التعليق بشأنهما على الموقع كان لأنَّهما "يخرقان قواعد تويتر".
في نوفمبر/تشرين الثاني، أُعلِنَ أنَّ هوبكينز لن تكتب بعد الآن في موقع دايلي ميل بعد عدم تجديد عقدها بـ"اتفاقٍ مشترك". وفي العام الماضي، اضطر الموقع لدفع حوالي 200 ألف دولار نتيجة الأضرار التي تسبَّبَت فيها سلسلةٌ من الأكاذيب والادعاءات التشهيرية التي كتبتها هوبكينز حول عائلة بريطانية مسلمة مُنِعَت من السفر إلى الولايات المتحدة.
وغرَّدَ حساب على موقع تويتر يحمل اسم Toby Bourke: "أخرجوا كايتي هوبكنز من هنا. وأخرجوا أسرتها. وأغلقوا حسابها على تويتر. اطردوا المرأة المُتطرفة".
Get #katiehopkins out. Get her family out. Close her twitter account. Remove the extremist woman. #Melbourne #AVeryRacistHopkinsChristmas. https://t.co/boK8hKDQSM
— Toby Bourke (@TobyBourke) December 21, 2017
وقال حساب آخر باسم Charles Arthur: "يمكنني بالتأكيد أن أرى نمطاً تعتقد فيه كايتي هوبكنز أنَّ أي حادث سيارة ينطوي على مُشاة في مدينةٍ ما يُذكَر على نطاقٍ واسع في وسائل الإعلام هو عمل إرهابي نفَّذَه جهادي. هذه هي المرة الثانية هذا العام – المرة السابقة كانت لندن".
I'm definitely seeing a pattern, in which Katie Hopkins thinks any widely-reported car accident involving pedestrians in a city is jihadi terror. Second time this year – previous time, London. pic.twitter.com/cPr8gPSUOZ
— Charles Arthur (@charlesarthur) December 21, 2017
في أكتوبر/تشرين الأول، اضطرت هوبكينز الى حذف سلسلة من التغريدات في أعقاب حادث سيارة خارج متحف التاريخ الطبيعي في لندن، والذي بدا أنَّه يشير إلى كونه هجوماً إرهابياً، وقالت هوبكينز للسياح: "في الوقت الراهن، لندن لا تستحق المخاطرة". واتَّهَمَت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" بالدعاية للدولة بعد أنَّ وصف الموقع الإخباري الحادث بأنَّه "حادث تحطم".
وفي مايو/أيار، فقدت هوبكينز برنامجها على راديو "إل بي سي" بعد أن كتبت تغريداتٍ في أعقاب تفجير مانشستر وفَسَّرَ البعض ما قالته على أنَّه دعواتٌ للتطهير العرقي.
في مارس/آذار، خسرت هوبكينز قضية تشهير تويتر ضد المدون الغذائي جاك مونرو. وحظى مونرو بحوالي 32 ألف دولاراً تعويضاً لأضرار التشهير، في حين صَدَرَ حكمٌ ضد هوبكينز بدفع كلٍ من فواتيرها القانونية بالإضافة إلى فواتير مونرو، وهو المبلغ الذي يقول بعض الخبراء أنَّه ربما يتجاوز 400 ألف دولار. وكان هذا إثر تغريدةٍ نشرتها هوبكينز على تويتر في 2015 ولمَّحت فيها إلى أنَّ مونرو خَرَّب نصباً تذكارياً للحرب أو أنَّه راضٍ عن الفعل.
وفي عام 2015، نجت هوبكينز من توجيه اتهامات لها إثر الادعاءات بأنَّها حرَّضَت على الكراهية العنصرية بعد أنَّ وصفت المهاجرين بـ"الصراصير". وقد استجوبتها الشرطة في ما يتعلَّق بالعمود المثير للجدل، الذي نُشر في صحيفة "ذا صن" في 17 أبريل/نيسان الماضي، والذي جاء في أعقاب انقلاب قارب كان يُعتَقَد أنَّ 400 مهاجر غرقوا فيه.
وكان المقال، الذي حَمَلَ عنوان "قوارب إنقاذ؟ كنت لأستخدم طائرات حربية لوقف المهاجرين"، التي شبَّهَت فيه هوبكينز الفارين من الدول التي مزَّقَتها الحروب "بالصراصير"، قد دعت فيه لإبعادهم باستخدام القوة العسكرية.
وبعد ذلك بيوم كان يُخشى أنَّ يصل عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم إثرَ حادثٍ مماثل إلى 900 شخص. وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إنَّ اللغة التي استخدمتها نجمة تلفزيون الواقع، هوبكينز، في عمودها الصحفي، مماثلةٌ لتلك التي استخدمتها الصحف والمحطات الإذاعية في رواندا قبل الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994، والتي أدت إلى ذبح مئات الآلاف من الأشخاص.
وحثَّ المفوض الأممي الأعلى لحقوق الإنسان، الأردني رعد بن زيد الحسين، السلطات في المملكة المتحدة على استخدام القانون لقمع "الاعتداء اللفظي الشرير على المهاجرين وطالبي اللجوء في الصحافة في المملكة المتحدة"، مضيفاً: "وصفت وسائل الإعلام النازية الناس الذي كان يريد سادتهم أن يبيدوهم بالفئران والصراصير. هذا النوع من اللغة تحريضيٌ بشكلٍ واضح، كما أنَّه غير مقبول، خاصةً في صحيفةٍ وطنية".
وأبلغ رئيس جمعية المحامين السود، بيتر هربرت، عن هوبكينز إلى شرطة لندن بعد ثلاثة أيام من نشر المقال، إذ اشتكى من أنَّ كلماتها "مُسيئة" و"تحمل كراهيةً للأجانب".
وقد قاد فريق التحقيق البريطاني الخاص بقضايا القتل والجرائم الكبرى تحقيقاً في الأمر، ولكن بعد ستة أشهر، كشفت هوبكينز أنَّ الشرطة قد أعفتها من التحقيق. وقالت لموقع دايلي ميل: "لن أعتذر أبداً عن الدفاع عمَّا أعتقد أنَّه صحيح".
وأضافت هوبكينز: "أجده أمراً مثيراً للدهشة أنَّه في الوقت الذي تعاني فيه الشرطة من نقصٍ كبير في الأيدي العاملة إلى درجة أنَّهم لا يستطيعون الالتفات لعمليات السطو أو العثور على السيارات بعد حادث تحطم، بينما يعتقدون أنَّ امرأة لها رأي هي الأولوية القصوى".
وتابعت: "أنا ممتنةٌ أنَّ مقر جهاز الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" يستمتع بكتاباتي ولكنني أود أن أشجعهم على تركيز طاقاتهم على أولئك الذين يُشكِّلون تهديداً حقيقياً لهذه الدولة التي أحبها".