"لست مُرحّباً بك هنا".. خرجت البلدة الملكية في العاصمة لندن لتعلن رفضها استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تزامناً مع زيارته المرتقبة لبريطانيا في عام 2018؛ وما زالت هذه الزيارة محطّ نقاش ساخن، منذ أن وقّع أكثر من 1.8 مليون مواطن في وقت سابق من هذا العام على عريضة تطالب بمنع زيارته.
ووفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن أعضاء مجلس بلدة غرينتش الملكية الواقعة جنوبي شرق لندن، أصدروا مذكرة رسمية وُجهت للحكومة البريطانية، تطالب بالتخلي عن خطط لزيارة ترامب، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه (ترامب) لن يكون مُرحباً به في غرينتش إذا جاء في زيارة.
وفي الشهر الماضي أكَّدَ مُتحدِّثٌ باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي "إنَّ دعوةً قد قُدِّمت لزيارة البلاد وقُبِلت". ولا يزال تاريخ الزيارة غير معلوم.
وأعرب المجلس عن "انزعاجه من قرار ترامب بإعادة نشر تغريدات دعائية كارهة للإسلام"، وعن "حزنه من موقف الرئيس شديد التعصُّب تجاه النساء والأقليات العرقية".
وقالت دينيس هايلاند، رئيسة مجلس غرينتش: "نحن نعمل جنباً إلى جنب مع جميع طوائف السكان يومياً، لنضمن أنَّ هذه البلدة مكاناً آمناً يحتفي بالاختلاف والتنوُّع، ولكن في حالة الرئيس ترامب فنحن مستعدون لاعتباره استثناءً".
وأكملت قائلةً: "نحن واحدة من 32 بلدة في لندن، كلها مختلفة، كل فرد مختلف، ولكن البلدة موطناً للناس من جميع أنحاء العالم. هذا التنوُّع يُعزِّز بلدتنا، ويثري حياتنا يومياً، ويُذكِّرنا جميعاً بأن لدينا الكثير ليجمعنا أكثر مما يُفرِّقنا. وباعتبارها أحد أكثر البلدات تعدُّداً في الثقافات في لندن، فقد عملنا بلا كللٍ لكسر الحواجز بيننا، وليس لدينا وقتٌ لأولئك الذين يريدون بناء الحواجز، إذ بذلنا الكثير من الجهد لهدمها".
وفى إشارةٍ إلى سلوك ترامب، قال المستشار كريس كيربي، وهو من قدَّم المذكرة إن "الرئيس ترامب يفصح بشكلٍ منتظم عن وجهات نظر بغيضة وعدوانية، مما مكَّن من انتشار الانقسام والكراهية. ولقد عملنا بكدٍ واجتهاد في هذه المنطقة لبناء علاقات مجتمعية قوية بين جميع الأديان والخلفيات – فإنَّ وجهات نظر الرئيس ترامب ومواقفه وسياساته لا تتفق إطلاقاً مع ما نعمل عليه".
وأضاف: "كمجلسٍ، نحن نتحمَّل مسؤولية أكثر من 270 ألف من السكان. وقد رأينا أننا لن نستطيع الوقوف مكبَّلي الأيدي في حين نرى مستوى النقاش العام مسموماً بالخطابات التي يواصل ترامب وأمثاله استخدامها. لذا وقفنا وأعلنَّا موقفنا بوضوح: ما من مجالٍ للخطابات العدوانية أوالمُتعصِّبة أو تلك التي تحض على الكراهية في بلدة غرينتش الملكية".
وأثار الرئيس الأميركي الكثير من الغضب والقلق فى الشهر الماضي، نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن أعاد نشر مقاطع فيديو مُناهِضة للمسلمين على موقع تويتر من مجموعة اليمين المتطرف التي تُدعى "بريطانيا أولاً". وقد تسبَّب ما نشره ترامب على تويتر في غضبٍ عارمٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع الكثيرين من مستخدمي فيسبوك وتويتر بالتعهُّد بأنهم سيستقبلوه باحتجاجاتٍ مُعارِضةٍ في شوارع لندن إن وطأت قدمه بريطانيا.
وانتقدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ترامب لنشره تلك المقاطع الاستفزازية. كما انتقد عمدة لندن، صادق خان، ترامب قائلاً: "من الواضح أنَّ أي زيارةٍ رسميةٍ من الرئيس ترامب لبريطانيا لن تلقى ترحيباً".
وأعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء 29 نوفمبرتشرين الثاني 2017، نشر 3 فيديوهات معادية للمسلمين على تويتر، كانت نشرتها نائبة زعيم جماعة بريطانية يمينية متطرفة سبق أن أُدينت بجريمة كراهية.
ويظهر في أحد شرائط الفيديو شخص مسلم يضرب صبياً هولندياً يستخدم عكازين.
فيما يظهر في شريط آخر عدد من الإسلاميين بالإسكندرية يُلقون بفتى مراهق من على سطح بناية، ويظهر في فيديو ثالث شخص مسلم ملتحٍ يحطم تمثال العذراء مريم.
وكانت جايدا فرانسين، نائبة زعيم جماعة "بريطانيا أولاً" اليمينية المتطرفة، قد نشرت الفيديوهات في وقت سابق من يوم الأربعاء.
وهذه الجماعة اليمينية التي تأسست في عام 2011 والمعروفة باعتصاماتها أمام المساجد، قدمت مرشحين وخسرت في انتخابات عدة، برلمانية بريطانية وأوروبية.
وأُدينت فرانسين العام الماضي بجريمة كراهية، إثر توجيهها إساءات إلى سيدة مسلمة محجبة.