أفكار بسيطة حول التعلم خارج النطاق المدرسي

تفترض بعض الكتب الحديثة أن وجود الطلاب بالمدرسة وجعلها هي المنهل الوحيد للمعرفة هو مجرد عرف سائد ليس له دليل دامغ، أو حتى نتائج مرجوة من أجل الاستمرار بالسير في هذا الطريق.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/18 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/18 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش

تفترض بعض الكتب الحديثة أن وجود الطلاب بالمدرسة وجعلها هي المنهل الوحيد للمعرفة هو مجرد عرف سائد ليس له دليل دامغ، أو حتى نتائج مرجوة من أجل الاستمرار بالسير في هذا الطريق.

مردود التعليم على الفرد والمجتمع

فليس كل ما يتعلمه الإنسان خارج المدرسة ضاراً أو غير نافع، وعكس الأمر لما يتلقاه الطلاب في المدرسة فأغلبه يكون غير قابل للتطبيق أو غير مُجدٍ من الناحية العملية؛ لذلك فاقتصار مهمة التعليم على المدرسة يعد ظلماً لمن يتعلم خارجها، كذلك قد تزيد الفجوة بين أبناء المجتمع الواحد عند تطبيق مبدأ النخبة من الحاصلين على الشهادات العلمية الأرفع، وقد يكون بعضهم غير كفء لنيلها، أو بعضهم الآخر لم يكن محظوظاً بالقدر الكافي للحصول عليها مع نبوغهم في المجالات الحياتية والعملية بعيداً عن نطاق أسلوب التعليم التقليدي بالمدراس، مما زاد من فكرة الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد، بخاصة في مجتمعاتنا الشرقية المهتمة بالألقاب وكلمات الثناء والتقدير بعيداً عما يمكن إضافته للمجتمع من خدمات للوصول لحياة كريمة وتطبيق المعارف المتحصل عليها بما يخدم البشرية.

مصدر آخر للتعليم

لو لاحظنا تزايد أعداد الطلاب بالمدارس الحكومية قد يعبّر عن مقدار الاتكالية وعدم الاعتماد على جهة أخرى للتعليم، خاصة بالنسبة لمحدودي الدخل، وهو ما كان يمكن مجابهته بوجود مصدر آخر للتعليم غير المدارس التقليدية، ولا تعتمد فقط على مؤسسات الدولة من أجل التعليم وتطوير ما بداخل عقولنا من أفكار؛ فالتعليم داخل المنزل أو عن طريق المواقع التعليمية المتاحة على الشبكة العنكبوتية قد يكون بديلاً مناسباً لمواكبة التطورات والتغيرات المستمرة في المعرفة، مما يسهم في تخريج جيل جديد قادر على البحث والتطوير.

السن المناسبة للتعليم
تتعدد الأسئلة الخاصة بالعمر المناسب للتعلم، وهل هي فترات الطفولة والمراهقة فقط أم التعليم مطلوب في كل مراحل الحياة العمرية؛ فهو حق يجب توفيره لمن يرغب، بل تيسيير المساعدة لأصحاب الهمم العالية، مما يساعد في نهضة المجتمعات والمعرفة بشكل عام.

خطوات إرشادية للتعليم

أربع خطوات كما يلي: الخطوة الأولى تبدأ بتعليم الأطفال ما يجب عليهم فعله من أمور أو عادات في حياتهم اليومية، ثم الخطوة الثانية تذكيرهم بما يجب عليهم فعله من أشياء، ثم الخطوة الثالثة تحذيرهم من عواقب تركهم لما يجب عليهم فعله، ثم الخطوة الرابعة عقابهم على ما تركوه ولم يقوموا بفعله بالشكل الأمثل.

تواصل الآباء مع الأطفال

مع زيادة ضغوط الحياة وانشغال الآباء والأمهات بلقمة العيش، والعمل طوال اليوم من أجل توفير المصاريف الدراسية، زادت صعوبة عقد لقاءات دورية مع الأولاد والتواصل معهم بشأن كيف مر يومهم، وما واجهوه من أمور ومواقف، مما قد يشوه سلوك الأطفال ويجعل اعتمادهم من النصح والإرشاد على رفقائهم الأقل خبرة بالحياة، في حال مرورهم بمشكلة؛ لذلك في حال تقليل جزء من مصاريف الدراسة يمكن معه جعل الوالدين يعملان لفترات أقل، وهو ما قد يسمح بالحوار والتواصل بين كل أفراد الأسرة لفترات أطول، مما يُسهم في تغيير عادات الأطفال بشكل صحيح، وزرع المبادئ والقيم النافعة في شخصياتهم، بما يضمن تقديم فرد نافع للمجتمع.

وفي الختام، في هذا العصر نستطيع رؤية هذا النموذج الخاص بتقليل دور المدارس في المجتمع، بل يمكن تطبيقه بكل سهولة مع تقدم التكنولوجيا؛ فبأيدينا توجد الهواتف الذكية وأمام أعيننا عبر شاشات الحاسب الآلي يوجد كمّ هائل من المعلومات يمكن الاطلاع عليه، ومتوافر طوال اليوم، ولا ينقصها سوى الرغبة في المعرفة وطلب العلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجتمع بلا مدارس لإيفان إليتش وموقع سطرين.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد