ثرثرات

تتعجب كيف أن أشياء بسيطة تجعلك تُدرك تغييراً كبيراً قد طرأ في حياتك دون أن تلحظ، أو ربما لاحظت، ثم نسيت. أتساءل من ذلك الشخص الذي كنت على وشك الوصول إليه إذا ما اتخذت ذلك القرار، أو إذا لم أتخذ ذلك الآخر.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/18 الساعة 01:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/18 الساعة 01:25 بتوقيت غرينتش

"1"

تتعجب كيف أن أشياء بسيطة تجعلك تُدرك تغييراً كبيراً قد طرأ في حياتك دون أن تلحظ، أو ربما لاحظت، ثم نسيت.

أتساءل من ذلك الشخص الذي كنت على وشك الوصول إليه إذا ما اتخذت ذلك القرار، أو إذا لم أتخذ ذلك الآخر.

أحمد الله، ثم أُثني على تلك الشجاعة التي تنتابني لاتخاذ قرار ما.

لم يكن سهلا أبداً، أحياناً لا أدري من أين آتي بها؟!

"2"

وهل الحب أيضاً كان قراراً؟
ربما كان قراراً جميلاً.. وصعباً.
أتساءل أحياناً: ما الذي يحملني على البقاء مع شخص لا أعرفه مدى الحياة فقط لأنني أحببته؟!
من أين يأتي الحب بكل تلك القوة؟!
لا يخشى شيئاً أبداً، يفرض نفسه على قلوبنا فرضاً دون استئذان أو إشارة بالدخول، كأنه قوة خفية لم يقدر أعتى المُفكرين والمحللين النفسيين على تفسيرها، الرحيل أيضاً قرار، قرار قاسٍ، صادق رغم قسوته.

تعلم أنك تُعذب روحاً أخرى لترضي روحك أنت، أو أحياناً لترضي كبرياءك.. لا يهم، المهم أنك اتخذت قرارك بكل ما فيه من قسوة، وألم، وأمل منطوٍ!

"3"
ألا تنتابك تلك اللحظة بين الحين والآخر؟
لحظة إدراكك الأشياء التي كان يجب عليك إدراكها منذ زمن، ولم تفعل!
تدرك كم أن الحقائق والظروف تغيّرت، كم أن الأدوار تبدّلت، كم تبعثر من ذكرياتك وذاكرتك؟!

لحظات على قدر قساوتها تُتيح لنا فرصة أخرى للنُّضج ولفهم طبيعة الحياة، لا ينقصك إلا استيعابها وتقبلها كما هي.

لم تعد تنتابني تلك اللحظات إلا قليلاً، منذ تصالحت مع واقعي، وآمنت أن بإمكانه إثبات نيته الحسنة، بل آمنت أن بإمكانه أن يكون أفضل من الخيال الذي عشتُ فيه زمناً، رافضة المكوث بعيداً عنه.

"4"

شيء ما في تلك الليالي الشتوية المُمطرة يُشعرني بالدفء، دفء مليء بالسعادة، بالراحة، دفء مليء بالحنين لأشياء أعرفها، وأشياء أخرى لا أعرفها على الإطلاق.

تأخذ الأفكار داخل عقلي بالتتابع سريعاً، تُشكل دائرات صغيرة سرعان ما تكبر، ثُم تصبح أمواجاً متلاطمة، أغوص بداخلها، أغوص بداخلي، بداخل أحلامي.

توقظني تلك النسمة الباردة مداعبةً وجهي، ثم أتساءل: كيف للشتاء أن يُشعرني بكل ذلك الدفء؟
وأتمنى في تلك اللحظة السعيدة المُبهجة الدافئة شيئاً واحداً: "ليتك كنت هنا".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد