اختار يوتيوبر مصري أن يخصص حلقته الأخيرة للحديث عن قضية القدس التي نالت اهتماماً عالميا في الأسبوعين الأخيرين عقب إعلان ترامب نقل سفارة بلاده إليها. نجم اليوتيوب كريم المنير سأل الناس عن القدس وما إذا كانت فلسطينية أم إسرائيلية ورأيهم بإعلانها عاصمة لإسرائيل من قبل أميركا.
استقبال فاتر لنتنياهو بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل
في 11 ديسمبر/كانون الأول 2017، استقبل الاتحاد الأوروبي بفتور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اغتنم زيارة نادرة له إلى بروكسل، ليدعو الأوروبيين للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل على غرار واشنطن.
وقال نتنياهو وهو يقف إلى جانب وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني، إن قرار الرئيس ترامب "لا يمنع السلام. إنه يجعل السلام ممكناً لأن الاعتراف بالواقع هو جوهر السلام".
ورغم الاستقبال الحار الذي عبَّرت عنه موغيريني، فإن تصريحات نتنياهو قبيل فطور مع وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ28، جعلت الفتور يخيم على اللقاء.
وقال نتنياهو "أعتقد أن جميع الدول الأوروبية، أو أغلبيتها، ستنقل سفاراتها إلى القدس، وستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وستلتزم بشكل ناشط معنا في سبيل الأمن والازدهار والسلام".
هذا لن يحدث
وسرعان ما ردَّت موغيريني على هذه التصريحات إثر اللقاء، قائلة "يمكنه (نتنياهو) أن يتوقع ذلك من آخرين، لأنه بالنسبة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فهذا لن يحدث".
وكانت موغيريني كرَّرت وهي تقف إلى جانب نتنياهو انتقادها للقرار الأميركي، الذي سبق أن ندَّدت به مراراً خلال الأيام الأخيرة.
وقالت: "نعتقد أن الحل الواقعي الوحيد للنزاع بين إسرائيل وفلسطين يقوم على دولتين، مع القدس عاصمة للدولتين، وفق حدود 1967. هذا هو موقفنا المعزز".
وغادر نتنياهو ظهر الإثنين، دون أن يجتمع كما كان مقرراً برئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بسبب الثلوج التي عرقلت حركة النقل في بروكسل.
والمعروف أن العلاقات كانت على الدوام صعبة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، الذي يدين باستمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ويفرض وضع ملصقات على المنتجات القادمة من مستوطنات. كما أن الاتحاد الأوروبي هو المصدر الرئيسي لتمويل السلطة الفلسطينية.
وكان نتنياهو اتّهم السبت في باريس أوروبا "بالنفاق"، بسبب إداناتها قرار ترامب بدون التطرق إلى "الصواريخ التي تطلق على إسرائيل". وقال "أحترم أوروبا، لكنني لست مستعداً لقبول سياسة الكيل بمكيالين من جانبها".
وضمَّت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته في 1967، ثم تبنَّت قانوناً يعتبر المدينة "عاصمة أبدية وموحدة" للدولة العبرية. ولم تعترف الأسرة الدولية بقرار الضمِّ، بينما يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المقبلة.
وبعد أن رأت موغيريني أن "إنعاش عملية السلام حتى في هذه الأوقات الصعبة" أمر أساسي، أضافت أن "أسوأ ما يمكن أن يحصل الآن هو تصاعد التوتر أو العنف".
ومنذ الأربعاء قتل أربعة فلسطينيين، وجرح أكثر من ألف آخرين بنيران إسرائيلية. وأصيب حارس أمني بجروح خطيرة في القدس، بعدما طعنه فلسطيني. وفي أوروبا ألقى حوالي عشرة أشخاص، مساء السبت، قنابل حارقة على كنيس يهودي في غوتبورغ بالسويد.
الاستيطان عقبة أمام السلام
وتابعت موغيريني: "أدين بأشد العبارات الممكنة جميع الهجمات على يهود، أينما كانت في العالم، بما في ذلك في أوروبا، وعلى إسرائيل وعلى مواطنين إسرائيليين"، فيما أعربت المفوضية الأوروبية عن "الصدمة والاستياء نتيجة موجة الهجمات والتظاهرات المعادية للسامية، التي بثَّت كراهية ضد اليهود في المدن الأوروبية في الأيام الأخيرة".
وشارك الوزراء الأوروبيون في الاجتماع مع نتنياهو، في جوٍّ من الانقسام، ويريد بعضهم تخفيف حدة النبرة في العلاقة المتوترة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، مثل جمهورية تشيكيا والمجر وليتوانيا.
ويبقى الاستيطان في نظر الأوروبيين أحد أكبر "العقبات في طريق السلام". وكانت الحكومة الإسرائيلية أطلقت مجدداً، في أكتوبر/تشرين الأول، مشاريع لبناء منازل لمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك في القدس الشرقية، التي ضمَّتها إسرائيل.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرَّح الأحد أنه دعا نتنياهو إلى "القيام بمبادرات شجاعة حيال الفلسطينيين، للخروج من المأزق الحالي"، وإتاحة "استئناف الحوار الإسرائيلي الفلسطيني". وأضاف أن "هذه المبادرات" يفترض أن تكون "تجميد الاستيطان"، و"إجراءات ثقة حيال السلطة الفلسطينية".