أثار الغياب المتواصل لـ هوانغ بيونغ وهو مدير أقوى منظمة عسكرية في كوريا الشمالية مخاوف بشأن سلامته، خصوصاً وأن الرئيس الكوري كيم جونغ أون عُرف بعدم المسامحة والرحمة لأخطاء المسؤولين في نظامه.
وقال مصدرٌ في كوريا الجنوبية لصحيفة "جونغ أنغ إلبو" التي تتخذ من سيول عاصمة كوريا الجنوبية، مقراً لها، إنَّ هوانغ بيونغ-سو، الذي يقود المكتب السياسي للجيش الكوري الشمالي وعضو اللجنة المركزية لحزب العمال، قد طُرِد من الحزب لتلقيه رشى.
وذكرت الصحيفة أنَّ نائب قائد الجيش، كيم وون هونغ قد احتُجِز هو الآخر داخل أحد المعتقلات لارتكابه الجريمة نفسها، بحسب ما نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الثاني 2017.
وإذا كان هوانغ بيونغ قد طُرِد حقاً من حزب العمال، فإنَّ ذلك يعني عملياً نهاية حياته السياسية، ومن المحتمل حياته.
وبحسب الصحيفة "جونغ أنغ إلبو" فإنه لا يُعرف حتى الآن إن كان هوانغ بيونغ لا يزال على قيد الحياة أم لا.
وأشار المصدر الذي تحدث للصحيفة أنَّ زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون قرَّر "معاقبتهما ليكونا بمثابة تحذيرٍ للآخرين"، لأنَّه اشتبه في أنَّ كلا الرجلين كانا يحصلان على أموال في مقابل ترقيات.
وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية في نوفمبر/تشرين الثاني إنَّه يبدو أنَّ الرجلين عُوقِبا لأنَّهما كانا يُكنان "توجُّهات غير صافية" تجاه زعيم الدولة المنعزلة.
وتزعم التقارير أنَّ نائب رئيس حزب العمال، تشوي ريونغ هاي، الذي يُقال إنَّ نجمه في صعود داخل نظام كوريا الشمالية، قاد التحقيق مع المكتب السياسى للجيش.
ويصعب الحصول على معلوماتٍ عن كوريا الشمالية، ونظراً لعدم وجود دليل قوي على وضع هوانغ، فإنَّ المحللين كانوا مُترددين في الخروج باستنتاجاتٍ نهائية حول سلامته.
وجرى إعدام عدد من كبار المسؤولين الكوريين الشماليين في السنوات الأخيرة، بمن فيهم جانغ سونغ تيك عم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013) والذي كان نائباً لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال، في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013.
وأُدِين في محكمةٍ عسكرية خاصة "بتهمة القيام بأعمال مناوئة للحزب، والقيام بأعمال فئوية مناهضة للثورة في محاولةٍ للإطاحة بقيادة الحزب والدولة والنظام الاشتراكي ". وقُتِل رمياً بالرصاص في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام.
وفي فبراير/ شباط 2016 أكدت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، تعيين "ري ميونغ-سو" قائداً جديداً للجيش في أعقاب تقارير سابقة في سيول عن إعدام رئيس الأركان السابق، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وذكرت تقارير أن سلفه ري يونغ-غيل أُعدم قبل أيام من تعيين "ميونغ سو"، كما قالت وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء نقلاً عن مصدر قريب من الشؤون الكورية الشمالية أن ري يون-غيل اتُّهم بتشكيل فصيل سياسي وبالفساد.
وفي مايو/أيار 2016 قالت وكالة الاستخبارات في كوريا الجنوبية، إن كيم أعدم وزير الدفاع في حكومته هيون يونغ-شول، بمدفع مضاد للطائرات كما تردد.
وتقول تقارير وبعضها مؤكد، أن عمليات التطهير والإعدامات والاختفاء أصبحت أمراً شائعاً منذ تولي كيم الحكم بعد وفاة والده كيم جونغ-إيل في ديسمبر/كانون الأول 2011.
وأقيل عدد كبير من المسؤولين البارزين، خصوصاً من الكوادر العسكرية، أو خفضت رتبهم ضمن مساعي الزعيم الشاب لتعزيز سيطرته على الجيش القوي.