قال مصطفى نعمان، النائب السابق لوزير الخارجية اليمني إن المحادثات التي جرت قبل يومين بين قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح مع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، جاءت مفاجئة إذ لم يسبقها أبداً أي نوع من الاتصالات المباشرة مع أي فصيل محسوب على جماعة الاخوان.
وأضاف نعمان في تصريحات نقلتها عنه وكالة بلومبرغ الأميركية: "إن تقييمي للوضع هو أن الرياض قد مارست ضغوطاً كبيرة جداً على الإماراتيين لفتح قنوات اتصال مع حزب التجمع اليمني لأن الحزب في نهاية المطاف يمثل قوة كبيرة على الأرض".
وكان محمد اليدومي وهو رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، يشارك في القمة الاستثنائية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، التي عقدت الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول في اسطنبول، عندما استدعي إلى العاصمة السعودية لعقد اجتماع غير مسبوق بالرياض.
وأوضح نائب رئيس قسم الإعلام بحزب التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، أن طائرة خاصة من السعودية قد أقلت اليدومي إلى الرياض لإجراء محادثات مع بن سلمان وبن زايد.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن العديني قوله إن الأمير محمد بن سلمان قد بذل جهداً كبيراً، لإتمام حدوث مثل هذا الاجتماع"، وأضاف: "يبدو أن الهدف الآن هو إزالة المزيد من المعوقات التي تواجه التحالف والحكومة اليمنية الشرعية في المعركة ضد المتمردين الحوثيين".
فيما ذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2017، إن لقاء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مع قيادة حزب الإصلاح اليمني، يهدف إلى "توحيد الجهود لهزيمة إيران، وجماعة الحوثيين".
لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع قادة حزب الإصلاح اليمني يسعى إلى توحيد الجهود لهزيمة إيران و مليشياتها الحوثية، نراهن على الحمية والولاء الوطني.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 14, 2017
وقال الوزير الإماراتي، في تغريدات عبر "تويتر"، إن "لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع قادة حزب الإصلاح اليمني يسعى إلى توحيد الجهود لهزيمة إيران وميليشياتها الحوثية".
وأضاف أن "حزب الإصلاح اليمني أعلن مؤخراً، فكّ ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وأمامنا فرصة لاختبار النوايا وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي".
ورغم قلة التفاصيل التي ترشحت عن اللقاء، إلا أن حقيقة عقد الاجتماع قد تشير إلى بداية عمليات إعادة تخطيط جديدة في الحرب الأهلية المستعرة في اليمن منذ ما يقرب من 3 سنوات، والتي انخرطت فيها كل من السعودية والإمارات، مما خلف كارثة انسانية في هذا البلد الفقير، وفق ما ذكر تقرير بلومبرغ.
وفي حين أن السعودية وضعت تحفظاتها جانباً بشأن انتماءات حزب التجمع اليمني للترحيب بقياداته كجزء من حكومة الرئيس اليمني المعترف بها دولياً، عبدربه منصور هادي، إلا أن الإمارات لم تُجرِ أي اتصالات عامة مع الحزب.
وقال ماجد المدحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: "من السابق لأوانه الحديث عن انفراجة في العلاقة المتوترة بين حزب الإصلاح والإمارات. فمن الصعب نزع فتيل هذا التوتر في اجتماعٍ واحد، لكنه مؤشر على وجود إرادة لفهم القضايا الكبرى".
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية في تقريرها عن الاجتماع، تعليق اليدومي في بيان نشرته صحيفة "الصحوة" الإخبارية، قال فيه إن المحادثات كانت "مثمرة وإيجابية وبناءة".
وقد زاد اغتيال الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، هذا الشهر على يد الحوثيين بعد فترةٍ وجيزةٍ من انهيار تحالفه معهم من تعقيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب.