قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2017، إن بلاده ستبدأ مبادرات بالأمم المتحدة لإسقاط قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية ودول عربية وإسلامية احتجاجات ضد القرار الأميركي.
وجاء تصريحات أردوغان، خلال كلمة له أمام حشود مجتمعة في مدينة قونيا بإقليم الأناضول، عبر مؤتمر بالهاتف، وقال إن تركيا ستسعى أولاً لإبطال الخطوة بمجلس الأمن، مشيراً إلى أنه في حال فشلت فستحاول هذا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت تركيا استضافت يوم الأربعاء الماضي 13 ديسمبر/كانون الأول 2017، قمة "منظمة التعاون الإسلامي" الطارئة بشأن القدس، برئاسة أردوغان، وبمشاركة 16 زعيماً، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
واختُتمت القمة بإصدار بيان ختامي يتضمن 23 بنداً، دعت ضمنه دول العالم إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
احتجاجات متواصلة
وللجمعة الثانية على التوالي، تشهد معظم المدن الفلسطينية مظاهرات رداً على قرار ترامب بشأن القدس، ونيته نقل سفارة واشنطن إلى هناك.
واندلعت الجمعة مواجهاتٌ بين شبان فلسطينيين وقوات من الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشارك الآلاف من الشبان في مسيراتٍ شرق القطاع، في حين توجَّه العشرات منهم نحو السياج الحدودي الفاصل بين غزة وإسرائيل.
وذكرت وكالة الأناضول أن الشبان الفلسطينيين رشقوا قوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة، في حين ردّ الجيش بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع.
وأصيب عدد من الشبان بالاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز، فيما تمت معالجتهم ميدانياً، دون وجود إصابات بالرصاص.
وفي الأردن، خرج آلاف الأردنيين، بعد صلاة الجمعة، بمسيرة حاشدة وسط العاصمة عمّان؛ نصرةً للقدس واحتجاجاً على قرار ترامب بخصوص القدس.
وردد المشاركون هتافات منددة بالقرار، ومنها "لبيك لبيك لبيك يا أقصى"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "شيلوا العسكر عن الحدود.. الشغلة صارت جدية" و"الانتقام الانتقام.. يا كتائب القسام"، وغيرها من الهتافات.
ورفعوا لافتات كُتب عليها "إذا مرَّ وعد بلفور فلن يمر قرار ترامب"، و"كلنا فداء للأقصى".
ودعا المشاركون لوقفة أمام السفارة الأميركية بعمّان في تمام الساعة الخامسة من مساء الجمعة (15.00 ت.غ).
وشارك في فعالية الجمعة، التي انطلقت من مسجد الحسيني إلى ساحة النخيل وسط العاصمة، قيادات حزبية وإسلامية، تقدمهم الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيودي والأمين السابق حمزة منصور.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، نيكي هيلي، قد استخفت بموجات الاحتجاجات التي اندلعت في دول عربية وإسلامية عدة عقب قرار ترامب، وقالت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن "السماء لم تقع كما كانوا يقولون" في إشارة إلى ردة فعل المسلمين والعرب من قرار ترامب.