لمحة من تاريخ الصحافة المغربية

قد كانت ترجماناً للسياسة الفرنسية السياسية والاقتصادية، والأهم أنها كانت تهيئ لاستعمار المغرب بعد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، وظهور بعض القوانين الفرنسية، صدر أول قانون لتنظيم النشر، وقد كان هذا القانون يمارس دور الرقابة والتضييق على الصحافة المغربية، وقد شرط على الناشرين المغاربة الحصول على الموافقة من طرف السلطات الفرنسية، وقد كانت هذه الموافقة بمثابة اعتراف بالمستعمر الفرنسي، وكانت السلطات الفرنسية تمنع أي ناشط صحفي من إصدار جريدة، وخاصة باللغة العربية.. يُتبَع.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/11 الساعة 03:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/11 الساعة 03:36 بتوقيت غرينتش

الصحافة هي مهنة جمع الأخبار والمعلومات أو الوقائع أو التحري أو الاستقصاء عنها بطريقة مهنية قصد كتابة أو إنجاز مادة إعلامية مكتوبة أو مسموعة، أو بأية وسيلة أخرى، كيفما كانت الدعامة المستعملة لنشرها أو بثها للعموم، غير بعيد عن هذه الفئة التي تعتبرها حرفة أو مهنة نجد فئة أخرى تعتبر الصحافة فناً أو رسالة وعلماً قبل كل شيء، وقد كان لظهور الإعلام، وخاصة الصحافة المكتوبة، عدة عوامل بعد ظهور المطبعة وحملة نابليون بونابرت سنة 1798 على العالم العربي ظهرت الصحافة المكتوبة بعدد من بلدان الوطن العربي، كمصر ولبنان، والمغرب الكبير كالجزائر والمغرب، وقد كانت الدعامة الأساسية لفرنسا آنذاك الصحافة التي كانت عبارة عن وسائل لإنجاح المشروع الاستعماري الغربي لاكتساح العالم العربي،

وزعزعة الرأي العام في الدول المستضعفة، وخير دليل على أن الصحافة قد استغلت من طرف المستعمر نستحضر مقولة شهيرة لنابليون يقول فيها: المدفع المتقدم لفرنسا صحافتها، وقد ظهرت أول جريدة استعمارية بمدينة سبتة Liberal Africano يوم فاتح مايو/أيار 1820 والتي كانت تطبع في مدريد، بعد استيلاء إسبانيا على مدينة تطوان سنة 1860 قد بدأ الإسبان إصدار الصحف لزعزعة الرأي، ومحاولة المستعمر تمرير أفكار تسهل اكتساح المستعمر، وقد كانت جريدة El Eco de Tetouan وقد كانت هذه الأخيرة بمثابة ناطقة باسم المستعمر الإسباني، لكن سرعان ما تلاشت هذه الجرائد، مما غير المستعمر من منهجيته، فبدأ بإصدار صحف ناطقة باللغة العربية لتسهيل تمرير الخطاب ومحاولة خلق رأي عام يتوافق مع نظرة المستعمر، وقد كانت جريدة السعادة خير دليل على ذلك؛ حيث خرجت للوجود سنة 1904،

وقد كانت تصدر عن القنصلية الفرنسية في طنجة للدفاع عن مصالحها الاستعمارية ووجهة نظرها، وكذلك الهجوم على الحكومة المغربية آنذاك، لكن المؤسف أن هذه الصحافة خرجت عن سياقها وعن إطارها؛ لتمارس دور العمالة والوساطة للمستعمر، بعد ذلك سيحاول بعض العلماء الرد على ادعاءات جريدة السعادة والموجهة إلى فاس؛ حيث كانت أولى بوادر ظهور صحافة وطنية تحمل عناوين تدافع عن المغرب وتواجه المستعمر بنفس السلاح الذي جاء به، ألا وهو الصحافة، وقد كانت صحيفة الطاعون التي أطلقها أحد علماء فاس الشريف الكتاني خير رد على السعادة آنذاك بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906، الذي قسم المغرب بين الأوربيين، والذي جعل مدينة طنجة منطقة دولية وشمال المغرب إسبانية ووسط المغرب مستعمرة فرنسية ومناطق الصحراء الغربية والجنوبية مستعمرة إسبانية.

بعد هذا الحدث بدأت صحف وطنية بالظهور في عدة مدن مغربية بطنجة وفاس والرباط، وقد أنشأ الأمير عبد الحفيظ سنة 1908 جريدة تحمل عنوان لسان المغرب، وكانت تصدر من طرف الحكومة المغربية، وقد لعبت هذه الجريدة دوراً كبيراً في رفع نسبة الوعي، وإنماء الشعور الوطني، وخلق نخبة سياسية وفكرية، وعبر هذه الجريدة قد تم نشر أول مشروع للدستور المغربي سنة 1908، الأمر الذي أفزع الفرنسيين فكثفوا الجرائد، فظهرت جريدة فرنسية La Vigie Marocaine، وقد كانت هذه الجريدة تسخر كل أقلامها ضد الوحدة الترابية واستقلال المغرب، و

قد كانت ترجماناً للسياسة الفرنسية السياسية والاقتصادية، والأهم أنها كانت تهيئ لاستعمار المغرب بعد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، وظهور بعض القوانين الفرنسية، صدر أول قانون لتنظيم النشر، وقد كان هذا القانون يمارس دور الرقابة والتضييق على الصحافة المغربية، وقد شرط على الناشرين المغاربة الحصول على الموافقة من طرف السلطات الفرنسية، وقد كانت هذه الموافقة بمثابة اعتراف بالمستعمر الفرنسي، وكانت السلطات الفرنسية تمنع أي ناشط صحفي من إصدار جريدة، وخاصة باللغة العربية.. يُتبَع.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد