عذراً.. السيسي ليس فاشلاً

وإنجازاته العسكرية فقد استغل طمع الضباط للمال، وغيّر تفكيرهم من كيف يطورون من قدراتهم العسكرية والفنية وحماية الحدود، إلى إنشاء الطرق السريعة وبيع السلع الغذائية وإنشاء المباني والأحياء السكنية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/09 الساعة 02:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/09 الساعة 02:39 بتوقيت غرينتش

السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي تولى رئاسة مصر بعد انتخابه عام 2014، ومنذ ذلك التاريخ بل ومن قبل ذلك وإنجازاته تتحدث عنه.

فكان أول إنجازه وهو رئيس المخابرات المصرية في عهد مبارك هو التعامل مع ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وكيف وضع أول مسمار في نعش الثورة، وهو استفتاء مارس/آذار 2011 وهو بداية تقسيم الثوار وإدخالهم في صراع على السلطة الزائفة.

وتوالت الانقسامات في كل الانتخابات المتتالية، وكان آخرها انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر، وبعد انتخابه كان قد نجح تماماً في عزل تيار الإخوان المسلمين سياسياً، وكسب عداوة كل الشركاء السياسيين بعد الثورة، وعزلهم اجتماعياً بعد حملة التشويه في الإعلام واصطناع الأزمات مثل أزمة السولار والبنزين والكهرباء، فكان من السهل حشد الشعب الغاضب والتيارات السياسية ضد وجود الإخوان في السلطة بل والترحيب بالانقلاب العسكري؛ لأنه كان الوسيلة الوحيدة لإبعاد الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي والاجتماعي.

وتتوالى إنجازات الرجل بعدما طلب من جمهوره التفويض لمواجهة الإرهاب المحتمل، أو الإرهاب المخطط له مسبقاً من قِبله، فكانت أكثر من ألف عملية إرهابية في عهده حسب تقرير الأهرام، فكان من إنجازاته صنع ذلك الإرهاب المحتمل وقتل كافة أبناء الشعب من مجندين أو مسلمين داخل المساجد أو مسيحيين داخل الكنائس.

إنجازاته في سيناء، أنها أصبحت ساحة للإرهاب المصطنع، فكان تهجير أهالي رفح وتهجير المسيحيين من العريش وبضعة تفجيرات وقتل في المجندين والضباط الصغار وآخر الإنجازات هناك هو حادث مسجد الروضة فهو أكبر حادث إرهابي وأكثر عدد ضحايا حادث إرهابي في تاريخ مصر الحديث لأكثر من 300 قتيل.

وهدفه الرئيسي من تلك الأعمال في سيناء هو تحقيق "صفقة القرن" بإخلاء العريش من سكانها وإقامة دولة فلسطينية في سيناء وبقاء الدولة الإسرائيلية علي حدود فلسطين. وبهذه الصفقة سوف ينهي النزاع العربي الإسرائيلي وتقام دولتان متجاورتان، وليس بعيداً لو حقق هذا الهدف أن يحصل على جائزة نوبل للسلام!

وإنجازاته للحفاظ على السيادة المصرية، فقد فرط في الأرض المصرية بعدما باع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ومساعدة دولة إسرائيل في أن يصبح مضيق تيران مضيقاً دولياً لا يخضع لسيطرة أي دولة.

وبالإضافة إلى ذلك قيام إسرائيل بمشروعها القومي المنافس لقناة السويس بإنشاء سكة حديدية تربط ميناء إيلات بتل أبيب، وبذلك تكون ربطت البحر الأحمر بالبحر المتوسط، ولا عزاء لقناة السويس.

وبعد إنجازه بالتفريط في الأرض، يأتي إنجازه بالتفريط في المياه، بعد التوقيع على وثيقة مبادئ سد النهضة والتقاط الصورة التذكارية، فبعدها ستدخل مصر إلى الفقر المائي، بلد النيل هبة النيل سوف يكون فيه فقر مائي! وإنجاز آخر في التفريط في الحدود المائية وتوقيعه على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر واليونان وتنازل مصر عن جزيرة "تشيوس" وحقول الغاز في تلك المنطقة.

وإنجازاته العسكرية فقد استغل طمع الضباط للمال، وغيّر تفكيرهم من كيف يطورون من قدراتهم العسكرية والفنية وحماية الحدود، إلى إنشاء الطرق السريعة وبيع السلع الغذائية وإنشاء المباني والأحياء السكنية.

فبدل أن يكون قائد المدفعية وقائد المشاة فدليك قائد خط الجمبري! وغيّر عقيدتهم في التدريبات فكان مجسد المسجد في تدريبات الجنود لأول مرة في عرض عسكري أن يُري الجنود يحاربون الإرهاب المتجسد في المسجد؟ وقبلها قد حرق مسجد رابعة العدوية وأطلق الرصاص على مسجد الفتح بالطائرات وقتل المصلين وهم يصلون الفجر أمام الحرس الجمهوري… إلخ، فأصبح المسجد هو العدو الأول للمجند بعدما كانت إسرائيل هي العدو الأول، كيف تكون إسرائيل عدواً وهي تؤكد أن التنسيق الأمني بينها وبين القاهرة على أعلى مستوى؟

وأما عن الإنجازات الاقتصادية فلا ينكرها أي مصري، فبعد أن خطط لتعويم الجنيه، قام بخطة استباقية وهي أن يجمع كل مدخرات الشعب من جنيهات أو دولارات، عن طريق شراء المواطنين لشهادات تفريعة قناة السويس الجديدة والودائع الدولارية. فكل من كان يحتفظ بمبلغ مالي بالجنيه ويحتفظ به للزمن، بعد شرائه لشهادات قناة السويس وتعويم الجنيه فقد خسر نص قيمة مدخراته، ومن اشترى الودائع الدولارية التي تجبر صاحبها على أخذ الفوائد بالجنيه المصري فقد استفادت منها الحكومة فقط.

وطبعاً بعد تعويم الجنيه ارتفعت أسعار كل شيء في مصر وتقلصت أو انعدمت الطبقة المتوسطة، وبهذا أعاد تقسيم المجتمع المصري اجتماعياً إلى طبقة الأغنياء وطبقة المعدمين.

هناك خطة مُعدة مسبقاً للدولة المصرية ويقوم السيسي بتنفيذ تلك الخطة بشكل فوري وبإتقان تام، فتتوالى إنجازاته في تدمير مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبيع الأرض والماء، بعد ذلك كله اسمحوا لي أن أقول: عفواً.. السيسي ليس فاشلاً، فقد نجح وأنجز ما لم يستطِع أن ينجزه سابقوه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد