هل ستنتهي الحرب في الشام؟ كيف استشرف النبي محمد مستقبل المنطقة؟

بعد كل هذا الفضل الذي خص الله به أهل الشام، لماذا يهرب إخواننا من الأرض المباركة التي تبسط الملائكة أجنحتها عليها؟ هنا يأتي الجواب الرباني على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنه سمِع رسول اللَه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين).

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/04 الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/04 الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش

ما زالت النظريات الحديدية التي ابتدعها منظّرون كبار في أوروبا وأميركا إلى اليوم تطغى على السياسة والاقتصاد والاجتماع البشري، وفق نظرة يقينية وثابتة للمستقبل، تعطي تفسيرات حتمية لمسار التاريخ لا يمكن الخروج عنها، مثل نظرية نهاية التاريخ التي أطلقها "فوكوياما"، وروّجت على نطاق واسع، منذ أواخر القرن العشرين، بتأكيد حتمية صعود الرأسمالية كنهاية أخيرة للتاريخ البشري، أو كمثال آخر نظرية "كارل ماركس" التي تؤصل لوجود صراع طبقات في المجتمع وحتمية صعود الشيوعية في نهاية المطاف، أو حتى نظرية المؤامرة التي أخذت هي الأخرى حيزاً معتبراً من اهتمام الباحثين والمشتغلين في حقول السياسة والاجتماع والاقتصاد، والتي تنسب كل شيء يحدث في العالم إلى وجود قوة خفية تتحكم في تسيير شؤون الناس، سواء الكائنات الفضائية أو اليهود وكبار أصحاب رؤوس الأموال والعائلات المالكة المشهورة التي تدير دواليب الاقتصاد والسياسة العالمية.

كل هذا الوهم الذي أتت به النظريات الحديدية التي تحاول أن تلبس لبوس اليقينية، لم تصمد أمام تفسير حتمي ويقيني للتاريخ ونهايته جاء به رجل عظيم من الجزيرة العربية اسمه "النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، قبل قرون طويلة من ميلاد هؤلاء المنظرين وانبثاق نظرياتهم، فكل تفسيراته ونبوءاته التي ذكرها منذ 14 قرناً، تحققت واحدة تلو الأخرى كما أخبر بها، وبكل دقة ويقينية، وما زالت كذلك، حتى نهاية التاريخ ونهاية العالم موجودة في أحاديثه الصحاح، التي أثبتها حتى العلم المجرد الذي يكتشف يومياً بعضاً من أسرارها وكيفيات حدوثها في المستقبل؛ لذلك يبقى التفسير اليقيني الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأكمل والأكثر صدقية ويقينية، وما علينا سوى التدبر أكثر فيه والعمل من أجل فهمه؛ لأنه في الأصل وحي يوحى أوحاه إليه شديد القوى، سبحانه وتعالى.

فما يحدث في أرض الشام أمر رباني يخضع لتدبير الله -سبحانه وتعالى- وحكمته، قضى أن يكون وفق تسلسل زمني دقيق، أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الصحاح المروية عن فضل الشام وأهلها، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، فصفوة عباد الله في الشام، وعند وقوع الملاحم كما هو حاصل الآن، هم من سيدفعون الأعداء عن الإسلام والمسلمين، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة، كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك، حتى يلبسوا له أبدان الدروع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم أهل الشام، ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها)، وهو دليل على أن الحرب الحالية لن تتوقف، وإن وضعت أوزارها على فترات متقطعة مستقبلاً بسبب التدخلات الدولية.

فطوبى لأهل الشام فقد تكفل الله بكم، ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه، وهم -بنص الحديث الشريف- صفوة خلقه، فعن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده، ولتدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب) رواه الطبراني.

وعن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا طوبى للشام! يا طوبى للشام! يا طوبى للشام! قالوا: يا رسول الله، وبم ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام).

وعن عبد الله بن حوالة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستجدون أجناداً، جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن. قال عبد الله: فقمت فقلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله). قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث يقول: ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.

بعد كل هذا الفضل الذي خص الله به أهل الشام، لماذا يهرب إخواننا من الأرض المباركة التي تبسط الملائكة أجنحتها عليها؟ هنا يأتي الجواب الرباني على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنه سمِع رسول اللَه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين).

وفي هذا الحديث إشارة واضحة إلى أنه سيصبح أهل الشام قلة، بالتهجير القسري أو الهجرة غير الشرعية كما هو حاصل اليوم، فيأتي قوم من الموالي من غير أهل البلد، من المسلمين من مختلف بقاع العالم (ليس هؤلاء الذين ظهروا براياتهم السوداء وأوغلوا في دماء المسلمين)، لإقامة الدين ومحاربة أعداء الإسلام، وهم أهل الله وخاصته الذين يحملون الإيمان الحق في قلوبهم، يسيرون على هدي النبي عليه الصلاة والسلام في أقوالهم وأفعالهم، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم الله يوماً: (إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام ، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام).

هذه هي الحقيقة المغيبة التي يتغاضى عنها الناس، فهجرة الشاميين ليست مجرد هجرة قسرية، إنها تحقيق لمشروعين كبيرين؛ الأول فارسي يهدف للتمكين لدولة المجوس أحفاد كسرى، وهو أمر لن يكون بإذن الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن ذلك بقوله: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده)، فمهما اجتهدت إيران في سفك الدماء ومقاتلة أهل السنة وعقدت تحالفات سرية وعلنية مع قوى شيوعية أو صليبية أو صهيونية، فمشروعها إلى زوال، ولن يتحقق وفق نبوءة النبي عليه الصلاة والسلام، أما المشروع الثاني فهو مشروع الصهيونية التي تروم بناء دولة إسرائيل، ولا يخفى على أحد المخططات التي تنفذها الصهيونية في سبيل ذلك، حتى إنها ستتمكن من بسط نفوذها على كل العالم، وتفسد فيه فساداً لم يسبق في التاريخ، والنهاية الربانية يعرفها الجميع.

قال تعالى في محكم تنزيله: "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (3)" ( سورة الأنبياء).

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد