كشف قال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه لملف السلام بالشرق الأوسط، أمس الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، الفائدة التي ستعود على إسرائيل من مساعيه الرامية لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال مستشار الرئيس الأميركي المقرب إنَّ إسرائيل تحتاج إلى التوصُّلِ لاتفاقِ سلامٍ مع الفلسطينيين حتى تتمكَّن من تشكيل تحالف مع العالم العربي الأوسع.
وكان كوشنر يُلقي كلمةً أمام مؤتمر سابان في واشنطن حول جهود إدارة ترامب سعياً للسلام. وقد تحدَّث كوشنر برفقة حاييم سابان، رجل الأعمال الإسرائيلي الذي يُموِّل تنظيم مؤسسة بروكينغز للمؤتمر السنوي للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن كوشنر قوله: "يمتلك الرئيس ترامب سجلاً كبيراً في إنجاز أمور اعتقد الكثيرون أنَّها مستحيلة، وليست الانتخابات سوى أحدث مثال على ذلك. عندما بدأنا العمل على كيفية التوصُّل إلى اتفاقِ سلام، أول شيء أخبرنا به الكثيرون هو إنَّ الوقت الحالي ليس مناسباً وإننا نهدر وقتنا".
وأضاف كوشنر: "أعتقد أننا إذا حاولنا خلق المزيد من الاستقرار فى المنطقة ككل، فإن هذه القضية ستصل إلى حلٍّ لها".
محام عقاري لحل أصعب أزمة في العالم
وتناول كوشنر الانتقادات المُوجَّهة لفريق ترامب الذي يتولَّى هذه القضية قائلاً: "إنَّه ليس فريقاً تقليدياً، بل فريقاً مؤهلاً تماماً، ركَّزنا في اختيارنا – أنا والرئيس – للفريق على انتقاء الأشخاص الأكثر تأهيلاً".
كما ذكر كوشنر إنَّه "ليس هناك محام عقاري أفضل من جيسون غرينبلات، وهناك الكثير من القضايا العقارية المتعلقة بهذا الملف. ويتضمَّن الفريق دينا باول أيضاً، التي أفادتنا كثيراً في وضع خطة اقتصادية إقليمية لما يمكن أن يحدث بعد اتفاق سلام. ونحن نُركِّز على ما يحدث بعد الاتفاق وكيف يمكن خلق بيئة أفضل في المستقبل".
وعلَّقَ كوشنر على المحادثات مع الجانب الإسرائيلي والفلسطيني قائلاً: "لدينا حوارٌ مفتوحٌ وصريح مع الجانبين، وقد أصبحت محادثاتنا منفتحةً للغاية، وأعتقد أن هناك قدراً كبيراً من الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن ليس على مستوى القيادة".
وأضاف "لقد رأيت الكثير من الحالات حيث يعمل الإسرائيليون والفلسطينيون معاً وتربطهم علاقاتٌ قوية. إنَّ الجانبين يثقان حقاً بالرئيس وهذا أمرٌ مهمٌ جداً".
وأردف قائلاً "لقد أصبحت ثقة الجانبين به حقيقةً مهمةً جداً، ومع المضي قدماً بهذه العملية يحاول فريقنا جاهداً الاستماع جيداً ليس فقط للإسرائيليين بل للفلسطينيين كذلك، حتى نفهم وجهات نظرهم وما يُمثِّل خطاً أحمر بالنسبة لهم. وقد فعلنا الشيء نفسه مع بلدانٍ مختلفة في المنطقة، ونحن نحاول الوصول إلى حلٍّ ينبع من المنطقة ولا يُفرض عليها".
وجاء على لسان كوشنر في المؤتمر: "لقد رَكَّزنا كثيراً على هذه الصفقة، ومر حتى الآن ما بين سبعة أو ثمانية أشهر، وربما يمكنكم ملاحظة الكثير من الأسباب التي أدت بنا إلى الفشل، فهناك الكثير من الأمور المُشتَّتة تظهر لنا في الطريق. ومع ذلك يُمكنني القول إنَّنا لا نسعى خلف السراب. والكثير من القضايا التي تظهر يومياً هي بسبب غياب اتفاق نهائي حول الوضع هناك، ونحن نحاول التركيز على حل القضايا الأكبر".
أهداف التحالف العربي مع إسرائيل
وقال كوشنر إنَّ الديناميات الإقليمية تلعب دوراً كبيراً في تحديد الفرص المتاحة، وصرَّح قائلاً: "الكثير من دول الشرق الأوسط ترغب بالشيء نفسه؛ التقدُّم الاقتصادي والسلام لشعوبها، كما أنَّ العديد من دول المنطقة ترى في إسرائيل حليفاً محتملاً أكثر مما كانت عليه قبل 20 عاماً مضت، وذلك بسبب إيران وداعش. ويرغب الكثيرون في رؤية هذه الدول تتحد معاً".
وأضاف: "حقَّقنا تقدُّماً كبيراً، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، ولكن إذا نظرتم إلى السنوات الأخيرة قبل أنّ نتولَّى السلطة، ستجدون أنَّ الكثير من الدول قد شعرت بأن إيران تتجرَّأ عليهم، لكن أحداً لم يعالج عدوانيتها تلك".
وفي حديثه عن نفوذ طهران في المنطقة، قال كوشنر: "كان الرئيس واضحاً تماماً حول نواياه في ما يخص هذه القضية، فقد كان الذهاب إلى المملكة العربية السعودية وإعطاء الأولوية لمواجهة العدوان الإيراني أمراً كبيراً".
وفي إشارةٍ إلى العلاقات المزدهرة بين المملكة السعودية وإسرائيل، قال كوشنير: "إنَّ السعوديين يهتمون كثيراً بالشعب الفلسطيني، ويعتقدون أنَّ الشعب الفلسطيني بحاجةٍ إلى الأمل والفرص، وإيجاد حل لهذه المشكلة هو أولوية كبيرة للملك وولي العهد. إنَّهم ملتزمون جداً بهذه القضية ولايتوقَّف ذلك على السعوديين فحسب، بل ينطبق على كل دول المنطقة".
وقال كوشنير إنَّ "السلام والرخاء هما الطريقة التي أحاول بها تعريف أهداف السياسة الخارجية للرئيس. إنَّه يرغب في خلق السلام والنمو الاقتصادي ويعتبر ذلك مسألة شخصية جداً وجزءاً من قيمه".
هل سينقل ترامب السفارة للقدس؟
وعلَّق كوشنير على التقارير حول إعلان ترامب لخططه بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس قائلاً: "سيتخذ الرئيس قراره، لكنه لا يزال يبحث في الكثير من العوامل المختلفة، وسيحرص على فعل ذلك في الوقت المناسب".
وتحدَّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المؤتمر عبر الأقمار الصناعية، وطرح مخاوفه بشأن التهديد الذي تُشكِّله إيران.
وقال نتنياهو إنَّ إيران لديها "التزام وحشي بالإرهاب وقتل اليهود"، مثل ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أنَّه باعتباره رئيساً للوزراء ليس لديه: "رفاهية تجاهل" التهديدات بتدمير الشعب اليهودي".