دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أنصار سلفه الراحل، علي عبد الله صالح، إلى التحالف مع الحكومة الشرعية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، التي قتلت حليفها صالح (75 عاماً)، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2017.
وفي كلمة متلفزة بثتها قناة "اليمن" الرسمية، قال هادي: "أعزي في كل الشهداء الذين استُشهدوا في يومنا هذا، وخلال اليومين الماضيين، في انتفاضة صنعاء، وفِي المقدمة منهم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وكل من قضى نحبه من أبطال القوات المسلحة وشرفاء (حزب) المؤتمر الشعبي العام".
وخاطب أنصار حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان يتزعمه صالح، بقوله: "تعالوا لنفتح صفحة جديدة، ونضع أيدينا بأيدي (بعض)، لإنهاء تسلُّط هذه العصابة السلالية الإجرامية (يقصد الحوثيين)".
وكان صالح متحالفاً مع جماعة الحوثي، المتهمة بتلقي دعم عسكري إيراني، والتي تقاتل القوات الحكومية اليمنية، المدعومة، منذ 26 مارس/آذار 2015، من تحالف عربي، تقوده الجارة السعودية.
وواصل هادي مخاطبته أنصار صالح، قائلاً إن هذه هي "اللحظة الفارقة"، و"يكفي شعبنا اليمني هذه المعاناة، التي سببتها له تلك العصابات الإجرامية".
ودعا "كل قواعد وقيادات حزبنا الكبير المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) إلى التوحد خلف قيادتها الشرعية، وخلف الشرعية الدستورية، والحكومة الشرعية".
وزاد بقوله: "نحن معكم في خندق واحد، وهدف واحد، إنها معركة الجمهورية والثورة والخلاص من الميليشيات الحوثية الإيرانية المتمردة".
كما دعا هادي، اليمنيين في المحافظات الخاضعة لجماعة الحوثي إلى "الانتفاض في وجهها، ومقاومتها ونبذها، وسيكون جيشنا البطل المرابط حول صنعاء عوناً وسنداً لهم، فقد وجهنا بذلك".
وتخضع العاصمة اليمنية صنعاء لسيطرة الحوثيين منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014؛ ما دفع الحكومة الشرعية إلى إعلان مدينة عدن (جنوب) عاصمة مؤقتة.
واندلعت جنوب صنعاء، الأربعاء الماضي، مواجهات بين مسلحي الحوثي والقوات الموالية لحليفهم صالح، وأعلن قياديون في حزبه أن مسلحين حوثيين أعدموه رمياً بالرصاص، بعد توقيف موكبه خلال محاولته مغادرة صنعاء الإثنين.
وبشأن ما شهدته صنعاء، منذ الأربعاء الماضي، قال الرئيس اليمني إن "صنعاء انتفضت لعروبتها، وستنتصر رغم كل شيء".
ومضى هادي قائلاً: "صنعاء ستنتصر وستعود عربية، بفضل نضال وتضحيات أبناء شعبنا جميعاً، ودعم ومساندة أشقائنا الكرام في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية".
واندلعت مواجهات صنعاء إثر رفض قوات صالح السماح لمسلحين حوثيين بالتمركز في مسجد "الصالح" بالعاصمة، بدعوى تأمين فعالية بمناسبة ذكرى "المولد النبوي"، في ميدان السبعين المجاور للمسجد.
وتسببت الحرب، الدائرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، في تدهور الأوضاع بأفقر بلد عربي، حيث بات 21 مليون يمني (نحو 80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
كما تفيد الإحصاءات الأممية بأن نحو 15 مليون شخص يفقترون إلى الرعاية الصحية الكافية، فضلاً عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، وتشريد نحو 3 ملايين آخرين.