يأتي الشتاء بالعديد من الأمراض التي قد يصاب بها الفرد، وتعرف بأمراض الشتاء، وخاصة أمراض الجهاز التنفسي، ونزلات البرد والإنفلونزا، وبالطبع ينتج هذا نتيجة بعض التغيرات في الجو، منها برودة المناخ الذي قد يتسبب في نمو البكتيريا والجراثيم في الجو، وهذا يختلف تماماً عن فصل الصيف وحرارة المناخ التي تعمل على قتل البكتريا والجراثيم.
للشتاء العديد من الأمراض التي تصيب عدة أعضاء بالجسم، إلا أننا سنركز في هذه التدوينة على نزلات الإنفلونزا والرشح.
ونبدأ من التسمية، فالإنفلونزا أو الغريب هما نفس الاسم لمرض واحد، أما الرشح أو الزكام فهما نفس الاسم لمرض يختلف عن الأول
الإنفلونزا أو الغريب أو نزلات البرد:
المسبب الرئيسي:
سببه فيروس ينشط في الشتاء ولا يعد البرد أو الإنفلونزا مرضاً بمعناه العام، ولكن يعرف على أنه حالة من انتشار الفيروسات بالجسم نتيجة لضعف مناعة الإنسان، ويزداد نمو الفيروسات بالجسم ويتفاقم الوضع مع زيادة ضعف المناعة، مما يؤدي إلى إصابة البعض بنزلات البرد المتكررة حتى في فصل الصيف.
الأسباب الأخرى:
وأيضا من أسباب الإصابة بنزلات البرد المتكررة التزاحم والتواجد في الأماكن المغلقة والمكتظة بالكثير من الناس، مما يؤدي إلى سرعة انتقال الفيروس، بالإضافة إلى أن استنشاق رائحة الدخان والروائح القوية كالعطور أو دهان الحائط وغيرها من المواد التي تحتوي على ملوثات صناعية يمكن أن يؤدي إلى أيضاً للإصابة بالإنفلونزا، وبخاصة الأشخاص المصابون بحساسية الأنف دائماً ما ينصحهم الطبيب بالابتعاد عن استنشاق الروائح بقدر الإمكان والابتعاد عن وضع العطور في الأماكن المغلقة حتى لا تثير حساسية الأنف.
الأعراض الشائعة:
وعن الأعراض الشائعة فهي تشمل ارتفاعاً كبيراً في درجة حرارة الجسم، سيلان الماء من الأنف، أو انسداد الأنف وفقدان حاسة الشم، الصداع، رغبة شديدة في النوم، عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
كيف يمكن الوقاية؟
يعد من أهم طرق الوقاية الاهتمام بتغطية الرأس والأنف عند الخروج من المنزل، خاصة في الأيام شديدة البرودة، والحرص على فتح النوافذ وتهوية البيت عند الخروج من المنزل، ويفضل استعمال المدفأة التي تعمل بالحرارة ولا يفضل استعمال الفحم؛ لأن الفحم يتصاعد منه أبخرة وملوثات تؤدي إلى الاختناق، كما يجب الحرص على تناول الخضر والفاكهة بكثرة، وبخاصة المشروبات التي تحتوي على فيتامين (C) مثل البرتقال والليمون.
طرق العلاج:
ينبغي استعمال المناديل الورقية التي لا تحتوي على أية عطور مع الحرص على إلقائها والتخلص منها بعد تنظيف الأنف مباشرة حتى لا تؤدي إلى انتشار الجراثيم والفيروسات، ويفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي دواء، وفي الغالب قد يعطيك الطبيب دواء يعمل على علاج الإنفلونزا فيما لا يزيد عن ثلاثة أيام أو أكثر تبعاً لقوة المرض.
عند ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مبالغ فيه يمكن تناول الباراسيتامول فهو يخفض الحرارة في فترات وجيزة، كما ينبغي الحرص على شرب الكثير من المياه والسوائل والعصائر الطازجة، وكذلك يجب الحرص على غسل اليدين باستمرار، وفضلاً عن فوائد هذه النصائح في علاج البرد والإنفلونزا إلا أنها أيضاً تفيد في علاج كافة أمراض الشتاء.
الرشح أو الزكام:
طريقة الإصابة والعدوى:
سبب الرشح هو إصابة الغشاء المخاطي للأنف بفيروس ما وهناك أنواع كثيرة من الفيروسات التي تسبب الرشح ولا يوجد لقاح فعال ضد الرشح حتى الآن.
تنتقل فيروسات الرشح عن طريق الرذاذ المتطاير من فم الشخص المصاب، حيث تدخل الفيروسات مع الهواء إلى مجرى الأنف، كما تنتقل فيروسات المرض باستعمال أدوات الشخص المصاب: الشرب من كأس الماء الملوثة.
الزكام من أهم أمراض الأنف وأكثرها شيوعاً وكل واحد منا قد يصاب به مرة أو أكثر في السنة، ويصاب الأطفال منه أكثر من إصابة الكبار؛ لأنهم أكثر اختلاطاً بأطفال آخرين مصابين بالزكام وبسبب ضعف مقاومتهم للأمراض؛ حيث يصاب به الأطفال قبل سن المدرسة بمعدل 12 مرة في السنة، أما الأطفال في سن المدرسة فقد يصابون به بمعدل 7 مرات في السنة، وبالنسبة للبالغين فيصابون به بمعدل 3 مرات في السنة تقريباً.
الأعراض:
من أعراض المرض سيلان الأنف المستمر والعطاس، وخز وحكة بالحلق، دموع بالعين، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة وضيق بالتنفس من الأنف ويمكن أن يصاحبه كحة بسيطة وصداع خفيف وتعب عام.
وقد تستمر الأعراض ما بين يومين و14 يوماً واغلب المرضى يشفون خلال أسبوع إلى 10 أيام وعادة يكون سير المرض سليماً.
يمكن أن يؤدي مرض الزكام أحياناً إلى عدوى بكتيرية ثانوية في الجيوب الأنفية أو الأذن الوسطى، وفي هذه الحالة يستوجب معالجتها بالمضادات الحيوية.
ويصاب بعض الناس بهذا المرض أكثر من غيرهم، وذلك لأن مقاومتهم للمرض ضعيفة، ولربما لاحظت أن مرض الرشح ينتشر بكثرة في فصل الشتاء، وذلك لأن نزلات البرد تضعف المقاومة التي تحدث في هذا الفصل.
ما هي طرق الوقاية من الزكام؟
تفادي العدوى: بما أن الفيروسات التي تسبب معظم الزكام تنتقل عن طريق الملامسة كملامسة الأيدي أو عن طريق الرذاذ المتطاير للهواء من العطاس والكحة؛ لذلك يجب عدم الاختلاط بالمصابين بالزكام وعدم استخدام أدواتهم الخاصة وغسل الأيدي بشكل منتظم وتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، خصوصاً في مواسم البرد؛ لأن الإصابة تكثر في هذه المواسم، كما أن على المصاب أن يتجنب الاختلاط المباشر للناس لتجنب نشر العدوى ويجب تجديد هواء غرفة المصاب بشكل منتظم والاهتمام بالنظافة الشخصية للجميع وغسل الأيدي بانتظام وعدم لمس الأنف والعين واستعمال المناديل الورقية الخاصة عند العطس ووضعها على الأنف والفم والتخلص منها مباشرة.
عدم التعرض لتيارات الهواء البارد والرطوبة وتفادي التعرض للتغيرات الشديدة للجو؛ لأن تغير الجو من بارد إلى حار مثل التنقل من البيت إلى الخارج والعكس واختلاف درجات الحرارة قد يصيب الجهاز التنفسي بجفاف وتتغير مقاومتها، وتكون أكثر عرضة للإصابة.
تقوية مناعة الجسم وذلك بإجراء التمارين الجسمية بشكل منتظم، والنوم الكافي، وتجنب الإرهاق، وعدم التدخين والابتعاد عن المدخنين، واتباع الغذاء المتوازن، والإكثار من الفواكه والخضراوات الغنية بالفيتامينات، وذلك لتفادي تكرار الإصابة.
العلاج:
* ولم يكتشف حتى الآن عقار مفيد في معالجة هذا المرض، والأدوية التي يأخذها الشخص المصاب هي للتخفيف من أثر المرض فقط، والمفضل عمله في حالة الإصابة بهذا المرض هو التزام الراحة حتى يتم الشفاء من المرض، ومع أن هذا المرض بسيط، إلا أن التهاون فيه يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
الخلاصة:
يعتقد البعض أن الإنفلونزا والزكام اسمان لمرض واحد، ولذلك فقد يستعملان لوصف الشخص المصاب بسيلان في الأنف وألم في الحلق، ولكن الحقيقة هي أنهما مرضان مختلفان، فحتى لو تشابهت أعراضهما بعض الشيء فإن مضاعفاتهما مختلفة وخاصة الإنفلونزا التي قد تكون قاتلة.
والإنفلونزا والزكام (أو الرشح) مرضان تسببهما الفيروسات ويصيبان الجهاز التنفسي، أي الأنف والحلق والرئتين، ويختلفان من حيث نوع الفيروسات المسببة والأعراض والمضاعفات.
وتتشابه أعراض هذين المرضين إلى حد ما، ومن الصعب جداً التفريق بينهما في المراحل الأولى إلا باستخدام فحوص خاصة، وأحد الفروق بين المرضين هو أن أعراض الإنفلونزا تكون عادة أشد وأقوى، أما الزكام فعادة ما يؤدي إلى سيلان الأنف.
أما بالنسبة للمضاعفات فعادة لا يؤدي الزكام إلى مضاعفات خطيرة، أما الإنفلونزا فقد تتطور إلى التهاب رئوي يتطلب دخول المستشفى، كما قد تهدد حياة المريض وبالذات الفئة المعرضة لمخاطر المرض.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.