اشتعلت العاصمة اليمنية صنعاء، بالمواجهات بين قوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والمقاتلين الحوثيين، وذلك في وقت دعا فيه حزب صالح، اليوم السبت 2 ديسمبر/ كانون الأول 2017 اليمنيين إلى العصيان على من وصفها بـ"الميليشيات الحوثية".
وتخوض قوات الطرفين مواجهات مسلحة عنيفة منذ مساء أمس الجمعة ومستمرة حتى اليوم السبت، وأعلن حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح انتزاعه السيطرة على معسكر 48 (الحزيز) جنوبي العاصمة صنعاء من الحوثيين، بحسب وكالة الأناضول.
ويعد (الحزيز) واحداً من المعسكرات المهمة في العاصمة صنعاء، وكان سابقا يتبع قوات الحرس الجمهوري.
وتتسع نطاق المعارك بين قوات صالح والحوثيين جنوب العاصمة اليمنية، وبحسب قناة "العربية" السعودية، فإن قوات صالح سيطرت أيضاً على مباني المالية والجمارك ووكالة سبأ الحوثية، مشيرةً إلى أن قوات صالح تحاصر أيضاً مطار صنعاء وأن "انهياراً كبيراً يحدث في صفوف ميليشيات الحوثي"، حسب قولها.
وأضافت أن قبائل يمنية، دخلت على خط المواجهات المسلحة في العاصمة صنعاء، وانحازت إلى قوات صالح ضد الحوثيين، لافتاً إلى أنباء عن انسحاب ميليشيات الحوثي من معظم مواقع صنعاء.
وتدور المواجهات الأعنف بين الطرفين في الأحياء الجنوبية والغربية للعاصمة صنعاء، ونقلت "العربية" عن مصادر طبية قولها إن "العشرات بين قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي وصلوا إلى المستشفى الجمهوري ومستشفى الثورة ومستشفيات خاصة تديرها الميليشيات، بالتزامن مع اشتداد المواجهات بين الطرفين".
دعوة للعصيان
ووصل التصعيد بين الجانبين إلى حد طلب الحزب الذي يتزعمه صالح من مؤسسات الأمن والجيش رفض أوامر حلفائه الذين وصفهم بـ"المليشيات الحوثية".
ونقل موقع الحزب الإلكتروني عن مصدر (لم يسمه) قوله: "نوجه هذه الرسالة إلى أبناء القوات المسلحة والأمن، والأمن السياسي والأمن القومي (المخابرات)، وكافة موظفي الدولة الشرفاء بأن يلزموا الحياد وعدم تنفيذ أوامر مليشيات الحوثي"، كما دعا كافة المؤسسات إلى "عدم الانصياع والتنفيذ للأوامر الصادرة من القيادات الحوثية أو مشرفيها".
ووصف المصدر تلك القيادات بأنها "أهانت المؤسسات العسكرية والأمنية وكافة مؤسسات الدولة".
وكانت قناة "اليمن اليوم" المقربة من صالح قد قالت فجر اليوم إن الحوثيين قصفوا منزل "أحمد" نجل صالح، وحاصروا منازل قيادات أخرى في الحزب.
وصباح اليوم السبت، أصدر حزب صالح بياناً دعا فيه اليمنيين في كل المحافظات للدفاع عن انفسهم ضد ما وصفها بـ "المؤامرة" التي ينفذها الحوثيين.
وقال البيان أن "أنصار الله (الحوثيون) لم يكتفوا بما ارتكبوه في حق المواطنين من جرائم وممارسات ضاعفت من معاناتهم وزادتهم فقراً وبؤساً وجوعاً وحرماناً، وفي مقدمة تلك الممارسات والجرائم قطع مرتبات الموظفين لمدة تزيد عن سنة كاملة".
وخاطب البيان اليمنيين بالقول "إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضعوا حداً لتصرفات تلك العناصر المأزومة التي تريد أن تنتقم منكم ومن الوطن ومن الثورة والجمهورية والوحدة".
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات فقط من إعلان وزارة الدفاع في حكومة "الحوثيين" والرئيس السابق علي عبد الله صالح، غير المعترف بها دولياً، مساء الجمعة، توقف المواجهات وإزالة أسباب التوتر بين الطرفين.
ومساء أمس الجمعة تجددت المواجهات المسلحة في صنعاء بين الحوثيين وأنصار عبد الله صالح وذلك بعد فشل مفاوضات بينهما.
يشار إلى أنه منذ الأربعاء الماضي، شهدت صنعاء مواجهات مسلحة بين الحليفين، مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.