أعلن مكتب الادعاء العام الهولندي، الجمعة 1 ديسمبر/ كانون الأول 2017 أن سلوبودان برالياك القائد العسكري السابق لكروات البوسنة، الذي أُدين بارتكاب جرائم حرب، قد توفي جراء فشل في وظائف القلب بعد تجرعه مادة سيانيد البوتاسيوم، وذلك بعد يومين على انتحاره في قاعة المحكمة أمام قضاة الأمم المتحدة.
وقال بيان صادر عن المكتب إن "النتائج الأولية لفحص السموم أظهرت وجود تركيز لمادة سيانيد البوتاسيوم في دم السيد برالياك". وأضاف البيان: "هذا أدى إلى فشل القلب، الذي يشار إليه بأنه السبب المشتبه به للوفاة".
وسيانيد البوتاسيام هو مركب عالي السمية، ويستخدمه علماء الحشرات بشكل واسع في القضاء على الحشرات داخل جرات وأوعية خاصة، وفقاً لـ ويكيبيديا.
ويتسبب سيانيد البوتاسيوم حال دخوله الجسم بشكل سريع، إلى الصداع والدوخة وعدم التوازن في الحركة، وضعف نبض القلب وظهور اضطرابات في إيقاع نبض القلب والقيء والتشنج والدخول في غيبوبة والوصول إلى مشارف الموت ربما خلال دقائق.
وأعلنت النتائج الأولية بعد إجراء تشريح لجثة القائد العسكري البالغ 72 عاماً، والذي شاهد العالم في بث مباشر وقائع الفصل الأخير من حياته.
ذهول من طريقة انتحاره
وحضر خبيران كرواتيان عملية التشريح التي جرت في المعهد الجنائي الهولندي في لاهاي. فيما أفادت المدعية مارلين فيكينشير لوكالة الأنباء الفرنسية أن التشريح انتهى، لكنها قالت "ما زلنا بانتظار النتائج النهائية".
ولم يكن باستطاعتها تأكيد إن كانت جثته ما زالت في الوحدة الجنائية أو ما هي الإجراءات التي ستتخذ وإن كانت ستسلم إلى عائلته.
ويبقى اللغز المحير طريقة حصول برالياك على قارورة السم وتناوله أمام المحكمة حيث الإجراءات الأمنية مشددة إلى حد كبير.
واتخذت محاكمة برالياك أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة الأربعاء الماضي منحى درامياً حين قام المتهم بتجرع السم خلال تثبيت الحكم بحقه ما أدى إلى وفاته لاحقاً وسط ذهول الحاضرين.
واستمع برالياك لقرار القضاة تثبيت الحكم بالسجن 20 عاماً الصادر بحقه قبل أن يهتف "برالياك ليس مجرماً، أرفض حكمكم" ويخرج من جيبه قارورة ويتناول محتواها الذي أعلن محاميه أنه سم.
ويبقى برالياك بطلاً بالنسبة إلى العديد من الكروات بالرغم من إدانته بارتكاب جرائم حرب خلال حرب البوسنة عام 1990.
وعمل برالياك في السينما والمسرح قبل التحاقه بالعسكرية، وقد عرض تلفزيون كرواتيا الرسمي أمس الجمعة أحد أفلامه وأعلن عنه على موقعه الإلكتروني بعبارة "في ذكرى.. سلوبودان برالياك".