حذَّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، أمس الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، من تداعيات نقل السفارة الأميركية للقدس خلال المرحلة الحالية؛ "لما يُشكله من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستغلها الإرهابيون".
حديث الملك عبدالله جاء خلال اجتماعات عقدها في الكونغرس الأميركي، ضمن زيارة عمل رسمية بدأها لواشنطن، الخميس الماضي، وبعد أيام من إعلان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن الرئيس دونالد ترامب "يفكر فعلاً" بنقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
البيت الأبيض من جانبه أصدر تصريحاً صحفياً حول الأمر، وأعلن أن المعلومات عن استعداد الولايات المتحدة لنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس هي معلومات "سابقة لأوانها".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز "إنها معلومات سابقة لأوانها. لا شيء لدينا كي نُعلنه" في هذا الإطار.
لا بديل عن حل الدولتين
ووفق ما أعلنه الديوان الملكي الأردني في بيان، فقد اجتمع الملك عبدالله مع رئيس مجلس النواب، بول رايان، ورؤساء وأعضاء عدد من اللجان في مجلسي الشيوخ والنواب.
وركَّزت اللقاءات، على سبل توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها جهود تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد الملك عبدالله أنه "لا يوجد بديل عن حل الدولتين الذي يضمن تحقيق العدالة والحرية والاستقرار"، مُشدداً على "أهمية عدم اتخاذ إجراءات تقوض ما تبذله الإدارة الأميركية من جهد مشكور لاستئناف العملية السلمية".
وحول موضوع نقل السفارة الأميركية للقدس، بيّن ملك الأردن "أهمية منح عملية السلام فرصة للنجاح، حيث إن نقل السفارة لا بد أن يأتي ضمن إطار حل شمولي يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
ومضى بالقول إن "نقل السفارة في هذه المرحلة ستكون له تداعيات في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وإن ذلك يشكل مخاطر على حل الدولتين، وسيكون ذريعة يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس، التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقع، في شهر مايو/أيار الماضي، مذكرةً بتأجيل نقل السفارة الأميركية إلى القدس لمدة 6 أشهر.
ومنذ قرار الكونغرس الأميركي في العام 1995 نقل السفارة الأميركية إلى القدس، دأب الرؤساء الأميركيون على توقيع مذكرات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة.
كما تضمنت لقاءات العاهل الأردني الأزمة السورية وآخر المستجدات على الساحة العراقية، واستعراض الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب.
وعلى هامش زيارته عقد الملك عبدالله لقاءً مع رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، السيناتور جون ماكين.
يُشار أن العاهل الأردني بدأ زيارته الرسمية للولايات المتحدة، الخميس الماضي، التقى فيها عدداً من أركان القيادة الأميركية، على رأسهم نائب الرئيس مايك بنس وغيره من القيادات الأخرى.
جدير بالذكر أن العاهل الأردني التقى الرئيس الأميركي ترامب ثلاث مرات، منذ تنصيبه زعيماً للبيت الأبيض مطلع العام الجاري، كان آخرها في 20 سبتمبر/أيلول الماضي، على هامش اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.